www.sudandailypress.net يسدل الستار في هذه اللحظات علي عملية الانتخابات الرئاسية التي جرت في السودان الايام الماضية والتي حفلت بالتركيز الاعلامي الداخلي اكثر منه علي الصعيد الخارجي بسبب الظروف والتطورات المعروفة في المنطقة العربية وفي هذا الصدد فقد شنت الميديا الاجتماعية السودانية هجمة عنيفة علي الانتخابات الرئاسية تميزت بالسخرية اللاذعة مدعومة بمواد وصور حية من مسرح العملية في المراكز الانتخابية التي ظهرت الي حد كبير وهي خاوية علي عروشها بينما المشرفين عليها في حالات نوم عميق. وليس من المستغرب هذا الهجوم والنقد والسخرية من المواقع الاعلامية والاعلام الاليكتروني السوداني الذي تسيطر علي اغلبه جهات معارضة لحكومة الخرطوم منذ سنين طويلة ولكن الملفت للنظر حقا هو انقلاب عناصر اسلامية عريقة ومعروفة بمشاركتها بقوة في السنين الاولي لحكم المشير البشير في النقد والهجوم علي العملية الانتخابية والانقلاب التام علي مشروعهم الحضاري القديم وسلقة بالسنة حداد كما جاء في مقال للكاتب الاسلامي السوداني-البريطاني المعروف الدكتور عبد الوهاب الافندي الملحق الاعلامي بسفارة السودان في العاصمة البريطانية في اولي سنين حكم البشير الكاتب المشارك في صحيفة القدس العربي وصحف عربية اخري. وقد استهل الدكتور الافندي مقال له في هذا الصدد حول الانتخابات الرئاسية التي جرت في السودان بعنوان جاء فيه: ان نسبة المشاركين في الانتخابات لا تتجاوز 16٪ في بلاد لم يعد فيها قضاء يحترم نفسه، ولا نخوة ورجولة في ظل "المشروع الحضاري" في اشارة للشعار الذي رفعته الجبهة القومية الاسلامية في اعقاب انقلاب 30 يونيو من عام 1989. ومضي الدكتور الافندي الكاتب الاسلامي المعروف في مقاله قائلا: لم أكن أود أن أضيع وقتي والقراء الكرام بمناقشة ما يسمى بالانتخابات في السودان، فهي لا تستحق التسمية. ولو كانت في البلاد عدالة، لوجب اعتقال ومحاكمة من ضيعوا موارد البلاد في هذه المهزلة علي حد تعبيره. وفي اشارة منه الي حادثة اختطاف ناشطة و طبيبة سودانية وابنه قيادي يساري معروف وتعذيبها علي مدي يومين ثم رميها في احد الشوارع في حالة صحية حرجة قال الدكتور الافندي في مقاله: لقد أصبح التفريق بين الأجهزة الأمنية وعصابات الخطف يزداد صعوبة كل يوم، ليس من المفترض أن يعاد انتخاب الحكومة، بل وضع كل قادتها في السجن. الي ذلك فقد شن الدكتور الطيب زين العابدين استاذ العلوم السياسية واحد افراد الحرس القديم في تنظيم الاخوان السوداني هجوم مماثل علي الانتخابات الرئاسية التي جرت في السودان وقال في تصريحات صحفية…. ان المواطن يشعر أنه لا داعي لأن يتحمل مشقة الذهاب للتصويت، طالما أن النتيجة تحصيل حاصل". واعتبر أن "المقاطعة تعد الأخطر لأنها شعبية وتهدد النظام نفسه، كما أنها أكثر خطورة من أن تستجيب للمعارضة". وتابع أن "هناك ما يصل إلى عشرين دائرة انتخابية قد تلاحظ فيها منافسة حقيقية، لكنها تعود لأسباب محلية، إما اجتماعية أو طائفية أو قبلية. مسكين الرئيس السوداني عمر البشير فقد خزلته ارقام معتبرة من عشيرته العقائدية الاقربين المفترضين من الاسلاميين وهاجموا اعادة انتخابه ومشروع الحكم الذي دافعوا عنه بالامس دفاع المستميت وسلقوه اليوم بالسنة حداد بينما نصرته من ناحية اخري المطربة الشعبية والفلكورية الذائعة الصيت "ستونا" التي استبقت العملية بالغناء للرئيس في اغنيات استعراضية وحماسية. محمد فضل علي..ادمنتون كندا www.sudandailypress.net