بدأ التصويت للانتخابات السودانية ، ان بدأت عملية التصويت الانتخابي الرئاسي في الاسبوع الماضي وانتهت في الاسبوع نفسه رغم التمديد ليوم للتصويت الا الاقبال كما رأي الكثيرون ان الشعب السوداني رفض التصويت لحزب البشير رغم الاغراءات والمستقبل المزيف المرسوم في اثناء الحملة ومخاطبة الجماهير ، شارك في الانتخابات الاخيرة الكثير من المرشحين في المنافسة التي قاطعتها المعارضة الحية ، ليست المعارضة التي تؤيد ترشيح الرئيس عمر البشير ، هذا تأكيد علي هذه الانتخابات مسحومة سلفا، وما الانسحاب المرشحين المستقلين هو شهادة حية من اهلها ان عملية الترشيح شابها التزوير المنظم بعد صاحبها انقطاع جماهيري من كافة الشعب السوداني في اغلب الولايات والمدن السودانية ، ما اضطر النظام واجهزته اعتقال مرشح مستقل والزج به في السجن بعد ان اعترض علي ادلاء قوات الشرطة والمطافي والسجون ان يدلوا باصواتهم في مركز حي ديم عرب في بورتسودان ، وهم ليسوا في سجلات من يحق لهم التصويت في المركز ، ولم تكن حجج انصار النظام مقنعة الا ان استعمل معه وبعض اعضاءه للاعتقال والزج به في السجن دون ان يدون بلاغ ضده . والمظاهرات التي صاحبت عملية التصويت منذ الاول له وحتي الاخير في معسكرات النازحين في دارفور ، ورفض التصويت للرئيس باعتبار ان فتراته لم تكن فترات لحمامات الدم والزيف الذي سال في العاصمة الخرطوم ، فما بالك بالمناطق التي تشهد الموت المجاني في النيل الازرق وجبال النوبة ودارفور ، واصحاب الاراضي المنزوعة في الخرطوم ومتضرري السدود في الشمال ، وصاحب عملية التصويت الانتخابات مظاهرات في جامعة الفاشر بولاية شمال دارفور،واستمرت ليومين ايضا رافضة ترشيح الطاغية الاسلامي عمر حسن احمد البشير لفترة دموية جديدة ، والحزب الحاكم يدرك ان عدم الفوز سيقدم كل قادته الي غياهب السجون التي فتحها لمعارضيه ، وعلم بكل قوته في الدولة علي استثمار اموالها للفوز حتي لو جئ باطفال الي صناديق الاقتراع كما شاهد الجميع الصور للاطفال الصغار للادلاء باصواتهم فيها . خلافا لذلك شارك الاتحاد الافريقي ودول الايقاد وجامعة الدول العربية في مراقبة الانتخابات المزيفة ، واعترف رئيس بعثة المراقبة الافريقية اوباسانجو للانتخابات السودانية ان الاقبال كان بنسبة 30 الي 35 % ، ولم يشر مباشرة الي ضعفها الا ان النسبة التي ذكرها هي تأكيد علي الاقبال الضعيف في عملية الترشيح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية ، ولا ينسي التأثير الكبير الذي احدثته حملة ارحل وحملة يسقط التي تفاعل معها نازحي المعسكرات في دارفور ، وطلاب جامعة الفاشر ، واعتصام سكان الجريف اثناء الترشيح للرئاسة في منطقة الجريف بالعاصمة الخرطوم . سفاحي الحزب الحاكم بقيادة البشير قللوا من الاقبال الضعيف وقالوا ان النسبة في اليوم لا يجب ان تقاس ان السودانيين رافضين للانتخابات جملة وتفصيلا ، وتاجروا بذلك كثيرا اعوانه في الحركة الاسلامية وطالبوا عضويتهم ان تتدافع امام مراكز الاقتراع للادلاء لسفاح القرن الحادي والعشرين وتكتمل فترته لتمتد الي 31 عاما علي جثث الابرياء ، وهي فترة تجديد لموت جماعي جديد ، لا يخجل الحزب واعوانه من الجماعات الاسلامية انه المرشح الانسب في الفترة العصية التي يمر بها السودان ، والفترة القادمة هي فترة حكم جهاز الامن والمخابرات الوطني بقيادة محمد عطا مدير جهاز الامن والمخابرات الوطني بدلا من وزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين الذي وزيرا للدفاع في استضافة القصر الجمهوري الجديد ، وهذا هو زمن حميدتي زعيم مليشيات الدعم السريع ، وعودة جديدة لموسي هلال باعتباره زعيم جنجويدي تحت الطلب ، وتهديده لزبانية الحزب الحاكم عبارة عن فقاعة صابون ليس الا . اما في مناطق جنوب كردفان التي صاحبت عمليات قصف متبادل بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال ، ونتج موت ضحايا ابرياء ، واستيلاء الحركة علي صناديق اقتراع حكومية في ولاية جنوب كردفان ، وفي مناطق النزوح واللجوء في النيل الازرق رفعوا لافتات تستنكر الانتخابات وقيامها ، وجاء الانكار الحكومي ردا علي ما قالته ، في النهاية ان الانتخابات جاءت برئيس وجد رفضا شعبيا حتي من بني جلدته .