وزع الفريق محمد عثمان سليمان الراكابى – مدير الادارة العامة للشؤون المالية بالقوات المسلحة – 80 ألف جركانة زيت فاسدة على منسوبى القوات المسلحة . وكشف الأستاذ/ حسن البشارى – صحفى سودانى يعمل بصحيفة (الشرق) القطرية – قضية الزيوت الفاسدة على صفحته بالفيسبوك 20 أبريل الجارى قائلاً(علمت من مصادر خاصة، ان الفريق الركابى مدير الشؤون المالية في القوات المسلحة الحرامى وزع 80 ألف جركانة زيت مسرطن على منسوبي الجيش، في اطار ما يسمى بمشروع الدعم السلعى لافراد الجيش ..! وبعد اكتشاف امر هذا الزيت القاتل، يبدو ان هناك محاولة للتغطية على الموضوع ولملمته، حيث عمم الفريق الركابي اشارة على الوحدات والادارات العسكرية مفادها انه يمكن استلام الزيت ممن يودون ارجاعه ..!). واضاف البشارى (الفريق الركابي معروف بانه احد اكبر رموز الفساد داخل الجيش وهو يعمل في الادارة المالية للجيش منذ اكثر من 20 عاما وهو رئيس مجلس ادارة اكثر من 10 شركات، ويتحكم في ميزانية الجيش التي لا يعرف احد على وجه الدقة حجمها، بالنظر الى كونها ميزانية لا تخضع للمراجعة ..! ). ثم نشر البشارى 22 أبريل نتيجة فحص هيئة المواصفات والمقاييس الذى اثبت ان الزيوت الموزعة لا تصلح للاستخدام الآدمى (مرفقة). وأضاف الأستاذ صلاح جادات بالمنبر العام لسودانيز اونلاين 24 ابريل الجارى ان الفريق محمد عثمان الركابى يرأس المؤسسة الاقتصادية العسكرية و(وعضو مجلس ادارة لعشرات الشركات والمؤسسات التابعة لها منها (شركة الراعي للإنتاج الزراعي والحيوإني ، شركة شيكإن للتامين وإعادة التامين ، شركة الأمن الغذائي ، شركة كرري للطباعة والنشر ،شركة عزة للنقل ،بنك امدرمإن الوطني ، شركة النقاء للخدمات الصحية) ابنته وولده لديهما شركة تجميل ونظافة تولت تشجير المدرعات وبعض المعسكرات دون اي عطاءات .). وكشف الاستاذ عادل الباهى عبد الرازق (في بداية التسعينات كان اللواء محمد إسماعيل مجذوب يتقلد مدير إدارة الشئون المالية وهو رجل مشهود له بالكفاءة والانضباط وهذا لم يعجب الكيزان فأتوا بالدكتور محمد عثمان الركابي وهو ملكي لم يلتحق بالكلية الحربية ولا يعرف عن العسكرية شيء … وفي غمضة عين أصبح مدير ادارة الشئون المالية بالقوات المسلحة … إنسان دخل علي المؤسسة العسكرية بين ليلة وضحاها مسنودا بانتمائه التنظيمي لا أستبعد منه أي شيء .). وأوضح جادات (رغم صدور تقرير هيئة المواصفات بعدم صلاحية الزيت للاستهلاك الآدمي كل الذي فعله الفريق الركابي انه ابدى استعدادا لاستبدال عبوات الزيت الفاسده باخرى صالحة .. هكذا فقط دون تشكيل اي لجنة تحقيق لمعرفة حجم الضرر الذي لحق بالضباط والجنود من استخدام الزيت الفاسد ومحاسبة المتورطين في استيراده . قضية الزيت الفاسد اثارت تذمرا واسعا وسط الجيش، وتبين بوضوح كيف ان الفساد تجاوز المال العام للتلاعب والاستهتار بحياة الجنود واسرهم.). وسبق ووضع العقيد أحمد زاكي الدين – المتهم في المحاولة الإنقلابية المعروفة بانقلاب ود ابراهيم – قيادات نظام الإنقاذ في قفص الإتهام ، وذلك في الجلسة الثانية لمحاكمته مع زملائه بمقر سلاح الأسلحة بالكدرو 17 مارس 2013 ، حيث أكد العقيد أحمد زاكي الدين – من ضباط المدرعات ، إنه إشترك في المحاولة الإنقلابية لإزالة الفساد الذي وصل القوات المسلحة ، وقال ان عبد الرحيم محمد حسين إشترى دبابات (خردة) غير مطابقة للمواصفات مما تسبب في مقتل عدد من زملائه في مناطق العمليات وان لديه الوثائق التي تثبت ذلك ، وطالب المحكمة بإستدعاء وزير الدفاع عبد الرحيم . وكشفت (حريات) صفقة الدبابات الفاسدة التي كلفت ملايين الدولارات وأرسلت بعد إستلامها مباشرة لدولة مجاورة لصيانتها ! الأمر الذي كان أحد أسباب فصل عدد من قيادات القوات المسلحة الذين انتقدوا الصفقة في فبراير 2011 . وكما تشير (حريات) دوماً ، فان الفساد في الانقاذ فساد بنيوى وشامل يرتبط بكونها سلطة أقلية ، تحكم بمصادرة الديمقراطية وحقوق الانسان ، وتحطم بالتالي النظم والآليات والمؤسسات الكفيلة بمكافحة الفساد ، كحرية التعبير ، واستقلال القضاء ، وحيدة اجهزة الدولة ، ورقابة البرلمان المنتخب انتخاباً حراً ونزيهاً . كما يرتبط بآيدولوجيتها التي ترى في الدولة غنيمة ، علاقتها بها وبمقدراتها بل وبمواطنيها علاقة ( امتلاك) وليس علاقة خدمة . وبكونها ترى في نفسها بدءاً جديداً للتاريخ ، فتستهين بالتجربة الانسانية وحكمتها المتراكمة ، بما في ذلك الاسس التي طورتها لمكافحة الفساد . ويجد فساد الانقاذ الحماية من رئيس النظام الذى يشكل مع اسرته اهم مراكز الفساد ، كما يتغطى بالشعارات الاسلامية ، ولذا خلاف ارتباطه بالمؤسسات ذات الصبغة الاسلامية كالاوقاف والزكاة والحج والعمرة ، فانه كذلك فاق فساد جميع الانظمة في تاريخ السودان الحديث ، وذلك ما تؤكده تقارير منظمة الشفافية العالمية – السودان رقم (173)من(176) دولة ، وتؤكده شهادات اسلاميين مختلفين. وحين تنعدم الديمقراطية ، لفترة طويلة ، كما الحال في ظل الانقاذ ، يسود أناس بعقلية العصابات ، ويتحول الفساد الى منظومة تعيد صياغة الافراد على صورتها ، فتحول حتى الابرار الى فجار ، واما أدعياء (الملائكية) فانهم يتحولون الى ما أسوأ من الشياطين !.