فضحت الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس الفريق محمد عثمان سليمان الركابى رئيس ادارة صندوق دعم السلع الاستهلاكية بالجيش الحكومي، واثبتت تورطه في توزيع زيوت فاسدة لافراد الجيش. واكدت النتائج المعملية التي قامت بها الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس، على عينة من زيت "البسمة" الذي وزعه الركابي على افراد الجيش، أكدت أنه غير مطابق للمواصفات والمقاييس. وقطعت النتائج المعملية التي حصلت (الراكوبة) نسخة منها، بان الزيت غير مطابق للمواصفة السودانية القياسية بالرقم 1569/2009، وانه غير صالح للاستخدام الآدمي. وكان مكتب المفتش العام للجيش الحكومي، قد بعث بخطاب الى الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس، طالبا منها فحص عينات من زيت ماركة (البسمة)، للتأكد من مدى مطابقتها للمواصفات. وحينما قامت الهيئة بإخضاع العينة للاختبار تبين لها فساد الزيت وعدم صلاحيته. وقالت مصادر من داخل الجيش الحكومي ل (الراكوبة) إن الزيت الذي وزعته الادارة التي يشرف عليها الفريق محمد عثمان سليمان الركابى، لافراد الجيش الحكومي، تسبب في ازمة كبيرة، الامر الذي جعل الركابي يصدر اشارة لكل الوحدات، تعهّد فيها بسحب زيت (البسمة) الفاسد واستبداله بزيت آخر صالح للاستخدام. وقال الركابي في الاشارة العاجلة الصادرة من "تعاون بحري" الى "كل الوحدات والادارات والفرق"، قال فيها: (لقد وردت إلينا بعض الملاحظات الهامة حول سلعة الزيت التي تم توزيعها في مشروع السلع الاستهلاكية الثاني.. وذكرت الملاحظات وجود رائحة أشبه برائحة السمك.. ونؤكد على استعدادنا التام لاستلام واستبدال أي كمية بها هذه الملاحظة.. ونشكر كل الذين اشاروا لهذه الملاحظة، ونؤكد على الدور التكاملي بين صندوق دعم السلع الاستهلاكية، والوحدات في إحكام الرقابة على الجودة". واعتبر مراقبون ان الاشارة التي ارسها الركابي الى وحدات الجيش الحكومي، الغرض منها لملمة الفضحية، بعدما وزع الرجل اكثر من 75 الف "كريستالة" زيت، واشاروا الى ان الحادثة اوجدت حالة من الاستياء داخل صفوف الجيش الحكومي، بعدما ثبت - رسميا - ان الزيت غير مطابق للمواصفات والمقاييس، وانه غير صالح للإستخدام الآدمي. واورد الصحافي حسن البشاري في صفحته على الفيس بوك، ان: "الفريق الركابي – وصفه بالحرامى - وزّع 80 ألف جركانة زيت مسرطن على منسوبي الجيش، في اطار ما يسمى بمشروع الدعم السلعى لافراد الجيش ..! وبعد اكتشاف امر هذا الزيت القاتل، يبدو ان هناك محاولة للتغطية على الموضوع ولملمته، حيث عمم الفريق الركابي اشارة على الوحدات والادارات العسكرية مفادها انه يمكن استلام الزيت ممن يودون ارجاعه ..! وقال البشاري: "إن هذا الموضوع يثير الآن استياءاً وتذمراً واسعا وسط الجيش، بسبب عدم المحاسبة والطريقة التي تتعامل بها القيادة مع هذا الموضوع ومحاولتها التغطية على هذا الفساد، الذي تجاوز المال العام للتلاعب والاستهتار بحياة الجنود واسرهم. واضاف البشاري: "أن الفريق الركابي معروف بانه احد اكبر رموز الفساد داخل الجيش، وهو يعمل في الادارة المالية للجيش منذ اكثر من 20 عاما. وهو رئيس مجلس ادارة اكثر من 10 شركات، ويتحكم في ميزانية الجيش التي لا يعرف احد على وجه الدقة حجمها، بالنظر الى كونها ميزانية لا تخضع للمراجعة ..!".