كشف مصدر مطلع وموثوق ل(حريات) تفاصيل محاولات نظام المؤتمر الوطنى لخداع حكومة الامارات العربية المتحدة . وقال ان المحاولات تدرجت على عدة مراحل ، وقاد جميع المراحل الفريق طه عثمان – مدير مكتب عمر البشير الذى بات يشغل دوراً مركزياً فى مطبخ القرار السياسي وفى تشكبيك مجموعات الفساد والمصالح المرتبطة بالنظام . وأضاف ان المرحلة الاولى استندت مباشرة على طه عثمان وعرابه شيخ الأمين (شيخ الجكسى) ، وانتهت الى خيبة محضة . ثم تجددت المحاولات فى مرحلتها الثانية بصورة أكثر ذكاء حيث وظفت واحداً من رموز الاستنارة السودانية – وكان أجدر به ان يبتعد عن ذلك – ومعه صلاح قوش – مدير جهاز الأمن السابق الذى تربطه علاقات تعاون استخباراتية سابقة بالامارات ويبحث عن دور مرضى عنه من قبل البشير يحمى به استثماراته المستجدة وطموحاته التى يريد غزلها فى سماح أمنى – وبطبيعة الرجلين استمعت السلطات الامارتية لهما فى زيارتهما المشتركة قبل عدة أشهر ، ثم طرحت عليهما شروطاً أولية لأى تقدم الى الامام ، ومن بينها انهاء الشراكة الاستراتيجية مع ايران ، ايقاف دعم الارهابيين فى ليبيا ، وطرد الاخوان المسلمين المصريين المتواجدين فى السودان ، ومن بعد ذلك تنظر الامارات فى تطبيع وتحسين العلاقات ، وبعد انتهاء زيارة الوسيطين ، اعلن عمر البشير فى المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ مارس 2015 انه يعارض احتلال ايران للجزر الاماراتية ، ثم ساعد قيادات الاخوان المسلمين المصريين بالسودان فى الانتقال الى ماليزيا وتركيا ، وتوالت عدد من القرارات ضد الشراكة الاستراتيجية مع ايران انتهت بالالتحاق بعاصفة الحزم . وأضاف المصدر ان المرحلة الثالثة من المحاولات استندت على زيارة عمر البشير للامارات فى اطار معرض الصناعات الدفاعية فبراير 2015، بعد الحاح وصل الى درجة اهدار الكرامة التقى المسؤولون الاماراتيون البشير ، وكان الاجتماع اشبه بالتحقيق ، ولكن مما جعله ينتهي بغير النتيجة التى ارادها عمر البشير انه ركن الى طبيعته المتأصلة فى الكذب المرضى ، حيث قال انه ليس اخوانياً (!) وانه تحالف معهم لضرورات مرحلية مؤقتة وقد اطاح بهم جميعاً (!) وقال اين الترابى الآن ، واين على عثمان ونافع ؟! فى حين يعرف أى مبتدئ فى السياسة انه لا فرق يذكر بين الترابى وغندور وبين حسبو عبد الرحمن وعلى عثمان !! ثم ان عمر البشير تعهد بالايقاف الكامل لدعم الاخوان فى ليبيا ومصر وبالتطبيع الكامل مع النظام المصرى ، ولكن اتضح لاحقاً ان عمر البشير يعتقد بان بقاءه ضمن النظام الرسمى العربى يعتمد على (سمسرته) الاستخباراتية ولذا لا يمكن ان ينسف مقومات بقائه بتسليم كل أوراقه ، فاستمر فى اللعبة المزدوجة يدعم الجماعات المتطرفة وفى ذات الوقت يتعاون استخباراتياً فى الحدود التى تبقى على الحاجة اليه ، ومن سوء نكد نظام البشير ان ألاعيبه المزدوجة ظلت مرصودة وموثقة . وأضاف المصدر ان بعض ما قاله عمر البشير للدائرة الضيقة حوله تسرب الى الامارات ومصر ، ومن ذلك ان النظام المصرى معاد للاسلاميين بطبيعته وانه بحاجة الى زمن فقط كى يتبنى لاحقاً سياسات هجومية ضد النظام السودانى ، ولهذا فانه – عمر البشير – لن يعطى مصر هذا الزمن ، وسيعمل على استمرار اشغال النظام المصرى بأوضاعه الداخلية وببؤر الارهاب المتوسعة فى سيناء وليبيا. وأكد ان السلطات الاماراتية باتت على بينة من خداع نظام عمر البشير ، وبان تنازلاته فيما يتعلق بايران نفسها تنازلات تاكتيكية وقابلة للتراجع عنها فى اى حين ، حيث لا يزال رجال ايران فى السودان يحتلون عصب النظام الأمنى والعسكرى ، كما لا تزال الصناعات العسكرية الايرانية تعمل كالمعتاد . وعن سؤال (حريات) عما تبقى لعمر البشير بعد كل هذا ، قال المصدر المطلع والموثوق ان طه عثمان يفكر حالياً فى (بيع) آخر ما يملكون ، أى اقتراح التخلص من الاسلاميين واعتماد نموذج حكم عسكرى معتاد ، وقال ان هذه (الصفقة) رغم عدم واقعيتها – بحكم ان الاسلاميين يشكلون قاعدة النظام – الا انها الوحيدة التى يمكن ان تفتح (شهية) مفاوضات حقيقية ، خصوصاً وان عبد الرحيم محمد حسين ، قد شرع فعلاً ، لاسباب متعلقة بالفساد وصراعاته الشخصية مع اخوانه من الاسلاميين فى فصل اعداد متزايدة بينهم من القوات المسلحة ، اضافة الى انه مع استهلاك الشعارات الاسلامية صار الجنجويد عماد القوة الضاربة فى أجهزة الأمن وهؤلاء تحركهم (الغنيمة) العارية وليست (المنقبة بالعقيدة) !