بعد انفصال الجنوب و انتشار الحروب الاهلية فى كل بقعة من بقاع الوطن و مقتل الملايين و تشريد ملايين اخريين و ارتفاع صوت القبلية و تهتك النسيج الاجتماعى و انتشار الفساد فى البر و البحر و الانهيار الاقتصادى و التعليمى و الصحى و تفشى المحسوبية و الوساطة فى الخدمة المدنية . اصبح لزاما على الوطن ان يحد طريقا و مخرجا من ازماته..و اصبح لزاما على الشعب السودانى ان يسلك طريق التغيير العاجل باسقاط هذا النظام بعصيان مدنى شامل و انتفاضة شعبية عارمة . بالتسبة للقيادات السياسية الحزبية المعارضة اقول لهم ان لا جدوى من الحوار لانه يؤخر قيام الثورة و يحبط الثوار . دعوا الشعب وحده يحدد خياراته و لا تهزموه و لولا الشخصيات المعارضة الحالية لانتفض الشعب منذ امد بعيد و كنس هذا النظام الى مذبلة التاريخ . سبفرح مساندو النظام عندما نتقد المعارضة و نصفها بالكرتونية لكن ماذا نقول لمن يبعث برساله للاتحاد الافريقى مطالبا باطلاق سراح مجرم الحرب عمر البشير ! هل من اجل تسوية سياسية معه ليجد منصبا له و لاعوانه فى السلطة يبيع الصادق المهدى وطنا باكمله ؟ اضف الى ذلك الموقف المخزى (للسيد الاخر ) الذى فضل المغادرة الى الطرف الاخر مودعا الى غير رجعة (سلم تسلم ). اما قوى الاجماع الوطنى فهى قوى نخبوية تقيم الندوات السياسية و لكنها لا تعرف طريقا للشارع و لو سار احدهم فى شوارع امدرمان الطرفية لتاه ابد الدهر و لظللنا نبحث عنه طوال عمرنا . اما الحركات المسلحة فبالرغم من عكننتها للمزاج الحكومى الا انها غير غادرة على صناعة نغيير على ارض الواقع و تزيد من معاناة المواطن فى دارفور و جبال النوبة و النيل الازرق و لا يمكن اسقاط النظام من دارفور بل من الخرطوم و عليهم ان استطاعوا نقل معركتهم اليها و التوقف عن طلب ود قوى المعارضة الاخرى لانها لا تسمن و لا تغنى من جوع . على الشعب السودانى ان لا ينظر خلفة و ان لا يسمع لمن يسمون انفسهم معارضة علية ان يثور فى وجه الظلم و القيادات المستقبلية تولد من رحم الثورة و علية ان يحافظ على ثورته و لا يسمح بسرقتها من متسلقى السياسة . هذا ما حدث و سبحدث للوطن اذا ما استمر المؤتمر الوطنى فى السلطة اما استمرار البشير شخصبا فيمثل نهاية وطن و كارثة ستنقسم على اثرها السودان الى كانتونات صغيرة و هنا نطالب ايضا القوى الشريفة داخل المؤتمر الوطنى نفسه (ان كان فيهم من شريف )و قيادات القوات المسلحة ان الحقوا الوطن قبل فوات الاوان و ازيحوا هذا الكابوس البشير من السلطة حفاظا على ما تبقى من وطن . [email protected]