كل يوم تجز حكومة البؤس ريشة من أجنحة تحليق المتكلمين بالحرية الهاتفين من أجل الكرامة و لا يبقى طليقا إلا من مشى بتمجيدهم يتغنى و على أيقاعهم الأشتر بالفساد يرقص. إنهم قبل الأقلام يعمدون إلى طحن العزيمة في الصحفيين الشرفاء مستخدمين أساليب تدلل على أنهم لم يرضعوا إلا من ثدي السادية و الامعان في التعذيب و التهديد. شمائل النور – ورفيقيها- ظلت جبلا لم تهزها التهديدات و لا يدخلها خوف الكلاب الأمنية ظلت تكتب بصدق تام و شجاعة منقطعة النظير .. ظلت (تهبش) لب القضايا و دهاقنة الفساد .. ظلت كإسم أبيها نورا يسطع فيكشف ما يحرص المتأسلمون على كتمانه و التستر عليه. أي نظام ذاك الذي يحرض كلابه المسعورة وراء الحرائر و بنات الشرف؟ أي نظام ذاك الذي يخطف إلى جهة غير معلمومة و يخطف من؟ فتاة سودانية عن أب و جد! و يخرجون علينا بلا حياء و لا خجل يشقون الحناجر و يرفعون السبابات بأن الله أكبر يريدون أنهم جاءوا خُدّاما للإسلام!! الحقيقة أنهم هُدّام للإسلام و الوطن و المواطن و قد أثبتوا ذلك فعلا طوال فترة حكمهم البغيض. جرَّب النظام أن أسلوب الترهيب و التخويف الفردي هو الأمضى في إسكات و إخراس الأصوات المخالفة لنظامهم العقيم و زاد النظام طمأنينة أن لا استجابة من عامة الشعب و لا منادين بمجرد تنديد من جماعة الموقوفين سواء كانوا من الصحفيين أو القانونيين أو الحزبيين .. يُقاد الفرد أمامهم و البقية لو أنها نفخت أو بصقت لدكت اسطورة الأمن الفولاذي و لذوبته كأن لم يكن و لكنا كنعاج نشهد الذئب يخطف واحدا منا و كل الذي نفعله حيال ذاك أن ندخر قرون المناطحة و لا نستخدمها إلا ضد بعضنا. أيها القراء .. كانت شمائل النور قنديلا ظل قلمها معطاء بقوة .. ما بخلت بكتاباتها الجريئة و لا تملقت النظام المتربص بها بل كانت قوية الكلمة ماضية العزيمة أفنخذلها و رفاقها بمجرد الإدانة و القراءة ثم التعليق؟ أهي رخصية إلى تلك الدرجة؟ و حتى إدارة الراكوبة ماذا يضيرها لو أنها وضعت عنوانا عريضا تدين عملية الاعتقال باعتبار أن شمائل النور ظلت كاتبة راتبة و مقالاتها تمثل الحركة الدافعة لصحيفة الراكوبة. أُريدنا حين يُمس أيّاً منا ألا يسكت لنا حس و ألا تفتر لنا عزيمة .. أريدنا أن نسمع الحاكمين أننا لسنا رخيصين و لسنا جبناء بأن نترك رفيقنا المحبوس لديهم لقدر ما يفعلونه به .. و إذ ذاك يعمل النظام ألف حساب و سيعلم أن اختراق الفرد محال. [email protected]