القانون الأمريكي المسمى PATRIOT و الذي اشترع عقب أحداث سبتمبر 2001 يفسره كثيرون ب( القانون الوطني).. مع أن كلمة PATRIOT مأخوذة من الأحرف الأولى من اسم القانون.. و الذي يعني توفير الأدوات المناسبة للتصدي للإرهاب و تعطيله.. و هو يمهد لتكميم أفواه المعارضين و التجسس على المواطنين و غير المواطنين في الداخل الداخل الأمريكي و الخارج:- Providing Appropriate Tools Required to Intercept and Obstruct Terrorism (USA PATRIOT) Act of 2001. و قد أرادت الادارة الأمريكية باشتراعه أن تبرطع في العالم كما تشاء.. و تفعل ما تريد لقمع جميع من يقف أمام تصرفاتها الهمجية ( ضد الانسانية) كما حدث في أبو غريب و جونتانامو.. و غيرهما.. مستخدمة كل الأساليب المتاحة لديها بما في ذلك القتل بشكل عنيف لتحقيق هدفها في تطويع الاسلام.. و كان وزير الدفاع، سيئ السمعة، ( دونالد رامسفيلد) أكثر المتشددين المبررين لاصدار القانون.. و معه ديك تشيني نائب الرئيس جورج بوش.. و المدعي العام أشكروفت.. صار الرئيس بوش، عقب الحادي عشر من سبتمبر، كما أبطال أفلام الكاوبوي في الستينيات و السبعينيات من القرن الماضي، أيام (القتلة المأجورين- (Bounty Killers.. و (سارتانا) الذي لا يرحم.. يهدد و يتوعد و بيده قائمة بأسماء الدول المطلوبة لدى الإدارة الأمريكية بغية تأديبها أو إعادتها إلى عصور ما قبل التاريخ..! أصابت الكثيرين من الرؤساء العرب (نارية في جسمي!) و الشلل الرعاش.. و(شبح) سارتانا يحلق في السماء.. و كان قد أدلى بتصريح ناري:- " من ليس معنا، فهو ضدنا..!" و طائراته تمطر جبال تورابورا في أفغانستان بنيران مدمرة جواً و صواريخه ( الذكية) تمطرها بحراً و أرضاً.. ف( شبح) الرئيس بوش ترافقها عاصفةالرئيس بلير ( التورنادو).. يحدثان زلازل تتعدى معايير ( ريختر) للهزات الأرضية في كل أفغانستان.. و حين صرخ جورج بوش:- " إنها حرب صليبية- "It is a crusade…. اختفت أهازيج:- " أمريكاروسيا قد دنا عذابها".. و تلاشت ".. حنفوق العالم أجمع!".. و ظهرت على سطح رقاب ممدودة استعداداً ليضع بوش جنازيره عليها.. ذاك الخَوَر و الانبطاح افضيا إلى التنازل عن مبادئ ( الأخوة الاسلامية).. و كشْف أوراق و حسابات شركاء الأمس أمام عصبة ( سارتانا) الذي يبرطع بطائراته فوق الأراضي الاسلامية- و الاسلامية فقط لا غير! دمروا أفغانستان.. و اتجهوا إلى العراق.. و حطموه.. لكن ( المقاومة) انهكت قوة سارتانا التي ادعى أنها لا تقهر.. بل و أحدثت تغييراً في رؤيته و رؤية بلاده لواقع الحياة.. فبالرغم من أن السماء العراق كانت صافية من غير صواعق إلا أن أرض العراق كانت، و لا تزال، محرقة! تلاشى ادعاء جورج بوش- المنتفخ خيلاءً- أن المهمة قد اكتملت "Mission accomplished " .. غادر الأمريكانالعراق و كأنهم لم يغادروها.. غادروها بعد أن تعهدوا جرثومة الطائفية بالعناية و الرعاية.. فانتشرت في مدنه و أريافه بفجور.. و زحفت على الشرق العربي كله تلتهم الأمن و تقتل الطمأنينة.. و تدفن الاعتدال.. حروب و فوضى ( منظمة).. و محاولات ل( صناعة) إسلام يتناسب مع المفاهيم الغربية:- ( سنصنع لهم إسلاماً يناسبنا).. كما قال ولسي- المدير الأسبق لوكالة الاستخبارات الأمريكية.. و تطلب أمريكا من الدول العربية و الاسلامية إجراء بعض الاصلاحات في مناهجها الدراسية.. مدَّعية أن بعض المناهج تشجع على نشر الكراهية.. و تطالب بعدم ربط اليهود بالشر في أذهان التلاميذ.. بل و عدم تدريس بعض السور القرآنية بالتحديد.. أي أنها تحاول ( صنع إسلام يناسبهم) هم و ذاك إسلام لن يناسبنا نحن.. لأنه سوف يتدنى إلى درجة المسخ.. قال لي أحد الإخوة الصوماليين أن ( الليبراليين الجدد)، يغضبون غضباً شديداً إذا تلوت لهم سورة ( الماعون) و طرحتها كحل يظهر الوسطية في الاسلام.. و قال أن أحد الليبراليين أولئك زعم أن (…لكم دينكم و لي دين) هذه بالذات دعوة إلى خلافات بين الأديان! قلت له ربما لا يريدونك مسلماً.. ضحك و أردف:- " يريدوننا أن نتبع ملتهم.."! و ها نحن- في الدول العربية و الاسلامية- نفكر في إجراء ( إصلاحات) على مناهجنا التعليمية لتغيير نظرة الشباب للمنظمات ( الإرهابية).. بينما سياسات حكوماتنا تنتهج الظلم و الفساد- الظاهر و المستتر- و كبت الحريات منهجاً يفضي إلى اليأس.. و يفضي إلى البحث عن اسلام حقيقي.. إسلام ربما يكون في حضن داعش..! و يقتحم الصهاينة الإرهابيون المسجد الأقصى- تحت حماية القوات الاسرائيلية- و و يضرب الجنود الصهاينة من أرادوا أن يضربوا.. و يعتقلون من شاؤوا أن يعتقلوا.. و كل العرب.. و معهم كل المسلمين يشاهدون ( الوجع).. فيرفع الإعلام عقيرته مردداً ( بكاء) الحكام العرب و توسلاتهم أن يقوم المجتمع الدولي ب(دوره) في حماية المسجد الأقصى و الشباب الفلسطينيين.. في غياب ( دورهم) هم.. و بالقرب من المسجد الأقصى حائط المبكى ينتظر هدم المسجد لبناء الهيكل ( الثالث).. فلسطين يا حكام يا عرب! المسجد الأقصى يا حكام يا مسلمين! لا أحد منهم يسمع.. لا أحد… كلهم لا خير فيهم.. لا خير! لا خير!