كلام رجال الكنز و المعجزة ! لبنى أحمد حسين رددت وسائل اعلام حكومية سودانية و روسية و نقلت عنها اخريات منتصف الاسبوع المنصرم خبر توقيع فلاديمير جوكف عن شركة سيبيريا الروسية للتعدين لأكبر صفقة استثمارية في تاريخها و ذلك بالقصر الجمهورى بالسودان بحضور البشير الذى اعلن وزير تعدينه الكاروري عن اكتشاف كنوز تعتبر أكبر احتياطى من الذهب الخام بمقدار 46 الف طن في ولايتي البحر الأحمر ونهر النيل مبشرا بان الشركة ستدخل مرحلة الإنتاج خلال 6 أشهر، يتم بعدها استخراج 33 طنا من الذهب في العام الأول ترتفع إلى 53 طنا سنويا خلال عامين ونصف و(أن هذه الكميات ستغير وضع البلاد وستسهم في النهضة الاقتصادية ). تبسم الشعب بمرارة ،بل لم يتوقف لدى الخبر اعلاه و كأن الامر لا يعنيه و هو محق . ذهب الذهب ام بقى مطمورا فى باطن الارض ، فقد ملّ سماع الجعجعة بلا طحين ، و شاهد من قبل فيلم البترول و السد السد و لم يري شيئا منهما، بل حتى النيل الذى لا يحتاج ماؤه لحفر و لا تنقيب لم يرتوى منه الا كدرا و طينا و فوق ذلك فواتير باهظة ، و ليس من المؤمل ان يرى من الذهب عدا تلوث البيئة بالزئبق و السيانيد ، حمانا الله و اياكم مما تجلباه من امراض مسرطنة و قاتلة ،و اما عائدات الذهب فهنيئا لماليزيا مقدما ارتفاع الاستثمارات السودانية بها . أما النهضة الاقتصادية ، فقد كانت جمهورية مالى تنتج 85 طن من الذهب سنويا حين كان طلابها يغتربون فى السودان ليحظوا بالاعانة القطرية فى جامعة افريقيا العالمية ، وليس بمالى عدد سكان السودان و ليس فيها فسادا كما هنا. حسب هيئة المسح الجيلوجى الامريكية ، فان الذهب الخام المكتشف الموجود تحت الارض فى كل العالم يقدر ب 52 الف طن.. و بما ان الشركة الروسية اكتشفت 46 الف طن بولايتين فقط فان ذلك يمثل %47 من كل الاحتياطى العالمى !! ابو الزفت .. مسكين محمد على باشا الذى اسس ووحد سلطنات متفرقة كانت السودان من اجل الذهب. ها قد جاء الكيزان بعده باكثر من مئة و سبعين عام لينكّشون الذهب ولو كان فى جحر ضب . حسب مجلس الذهب العالمى يقدر انتاج السودان الرسمى ب 31.9 طن سنويا من الذهب و هو يعادل تقريبا فقط %1 واحد فى المئة من الانتاج العالمى الحالى ، لكن كم حجم الانتاج غير الرسمى و غير المسجل ؟ كم حجم الذهب المستخرج منذ التسعينات من القرن الماضى و حتى الان؟ كم بلغت عائداته و كم رفد ميزانية الدوله ؟ و كم وفر منه كاحتياط لدى بنك السودان؟ و لا نجد اسم السودان فى قائمة الدول العربية ذات الاحتياطى العالى من الذهب فى البنوك . حسب مجلس الذهب العالمى الاولى عربيا هى السعودية رغم قلة انتاجها من الذهب ثم لبنان فالجزائر و الرابعة ليبيا ب 116 طن . حيث تلجأ العديد من الدول لتحويل جزء من ارصدتها النقدية الى ذهب – شأنها فى ذلك شأن الافراد – و بالسودان مصفاة لاستخلاص الذهب منذ سبتمبر 2012 نتتج 300 كيلوجرام من الذهب الخالص كل 8 ساعات ، عينى باردة !.. و الحال هكذا ، يفترض ان يكون انتاجها السنوى فوق المائة طن .. فأين ذهب الذهب؟.. الله يكضب الشينة ، لكن أحث المهتمين بالامر باجراء بحث عن شركة سيبريا الروسية هذه وعملياتها السابقة فى السودان و فى غير السودان ، و اين هى مسجلة ، و راسمالها و اصحاب الاسهم و متى تأسست ومديرها وووو وهل هى شركة محترمة ام (مافيا ) ؟ . بالنسبة لى لم اجد عضوية الشركة لدى مجلس الذهب العالمى الذى يضم شركات عاملة فى مجال الذهب .. كما كنت اتساءل لماذا لم ينشر لنا الاعلام صور التوقيع التاريخى مع الشركة الروسية كما جرت العادة؟ ، ترى من من الشيوخ كان حضورا هذه المرة لدى التوقيع ؟ .. و ايهم سخّر ( خدّام) لاكتشاف مواقع الذهب و كنوز سيدنا سليمان !. مثل الالاف من السودانيين، لم افهم سر العلاقة بين وجود شيخ الامين و التوقيع مع شركة أخرى يحمل نصف اسمها اسمه والتى قيل انها فرنسية (اور- أمين) . كذلك كنت أود رؤية صورة فلاديمير جوكف مدير الشركة (المحظوظة) الرجل سبق ان وقع فى نوفمبر و ديسمبر 2013 ، مع كمال عبداللطيف وزير المعادن حينها اتفاقيات للتنقيب عن الماس و انتاجه فى موقعين فى السودان، نعم الماااااس ، و وعد باليورانيوم . طار كمال عبد اللطيف و ركّ فلاديمير مرة اخرى بعد انفتاح شهيته بالسودان ، و لم ير اهل السودان ماس بل رأوا مآسى.. كما ذكرت ان الشركة الروسية حددت ست أشهر لبداية الانتاج، اى 180 يوم!.. فهل عرفت سر المعجزة التى ستحل مشاكل السودان بعد 180 يوم ؟ .. يا ريت على قول كمال ترباس.. لا خوف ان يطلع فلاديمير ماسورة ، تعودنا على ذلك ، الخوف ان يطلع مافيا !!!..