[email protected] 1- ***- طالعت باستغراب شديد ذلك الخبر الذي ورد اليوم الجمعة 23 اكتوبر الحالي 2015 في صحيفة "الراكوبة" وجاء تحت عنوان: (عبد الرازق الفولاني رئيس "حزب المجلس السياسي للسودانيين المستقلين" يطالب بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل لإحداث متغيرات حقيقية في العلاقات الخارجية لأسباب محددة)!! ***- لا يعود سبب استغرابي الي ما جاء في الخبر ومضمونه، لكن في توقيت التصريح الذي ادلي به عبد الرازق الفولاني ليصادف تمامآ الذكري الثالثة علي قصف الطائرات الاسرائيلية الاربعة علي مصنع "اليرموك" للاسلحة في يوم الثلاثاء 23 اكتوبر 2012!! 2- ***- موضوع المقال اليوم، لا علاقة له اطلاقآ بالذكري الثالثة علي القصف الاسرائيلي، فقد اصبح كل شي عن هذا القصف معروفآ عند القاصي والداني، لقد اصبح واضحآ انه مع مرور الزمن قد تلاشت من ذاكرة الكثيرين بعض المعلومات القديمة عن القصف مثل: معلومة وزير الدفاع السابق الذي اكد ان القوات المسلحة سترد الصاع "صاعين" لاسرائيل في المكان والزمان المناسب!!..ومعلومة النائب السابق (حاج ساطور)، الذي تحدي اسرائيل بالسواطير!!.. وهناك ايضآ قصة البشير الذي توعد تل ابيب بعظائم الامور، ما نفذ وعده -كالعادة- لكنه اوقف تمامآ ارسال الاسلحة سرآ الي قطاع غزة!! 3- ***- موضوع اليوم ببساطة شديدة البحث عن اجابة سؤال: ( لماذا – تحديدآ في هذا الشهر الحالي اكتوبر 2015- نشطت فكرة التطبيع مع دولة اسرائيل، ولماذا لم يكن عبد الرازق الفولاني اول من اطلق التطبيع في هذا الشهر الحالي فقد سبقه اخرين في المناداة بتطبيع سوداني مع اسرائيل؟!!)… 4- ***- في يوم الخميس 20 اكتوبر الحالي 2015، انشغلت الصحف المحلية بابراز خبر موضوع: (تطبيع العلاقات مع إسرائيل والسودان)، وجاء في سياق الاخبار، ان هذا "التطبيع" دخل الي داخل المجلس الوطني بقوة، حيث شهدت جلسة لجنة العلاقات الخارجية بالحوار الوطني مشادات كلامية وجدلاً كثيفاً بين ممثل الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل في اللجنة ميرغني مساعد واحد ممثلي الأحزاب الأخرى بسبب مقترح تقدم به الأخير للمطالبة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وشن مساعد هجوماً عنيفاً على المقترح ووصفه بالأمر الخطير، وقال ميرغني إن المقترح سيؤثر في علاقات السودان مع الدول العربية ويعني عدم الاعتراف بالقضية الفلسطينة. ***- لماذا جاء موضوع "التطبيع" مع اسرائيل الان – تحديدآ في شهر القصف الاسرائيلي علي الخرطوم..وقبل اربعة ايام من الذكري الثالثة؟!!- .. 5- *** – هل هي مجرد محض صدفة ان تهتم الصحف المحلية بنشر الموضوع ،ولم تعترض رقابة الصحف عليه ؟!!.. هل هي خطة من المؤتمر الوطني بهدف جس نبض السودانيين ان كانوا يتقبلون فكرة "التطبيع" مع اسرائيل؟!!..لماذا الان اهتمت الصحف المحلية بموضوع العلاقات مع اسرائيل، الذي كان محرم الكتابة فيه؟!!..ولماذا وجد "التطبيع" مكانة في المجلس الوطني؟!!… ***- لماذا سمحت السلطات الامنية للصحف المحلية نشر ما دار في المجلس الوطني؟!!..ايضآ لماذا عدم منع نشر تصريح عبدالرازق الفولاني ؟!!.. ***- الصحفي عثمان ميرغني رئيس تحرير جريدة "التيار" سبق ان تعرض في يوم 19 يوليو 2014، الي اعتداء وحشي من قبل مسلحين وأبلغوه بأن موقفه من غزة "مخز"!!..وكان ميرغني، دخل في مساجلات بشأن التطبيع مع إسرائيل عبر برنامج تلفزيوني وعبر زاويته المشهورة "حديث المدينة" في الصحيفة. 6- ***- واذا ما عدنا للوراء القريب نجد الغرائب في زمن حكم البشير لا تحصي ولا تعد، ففي يوم 4 ابريل 2012، فجر الوالي السابق لولاية القضارف كرم الله عباس الشيخ مفاجأة شلت اوصال الحزب الحاكم فقال: (أنا من مدرسة داخل المؤتمر الوطني توافق على التطبيع مع إسرائيل)!! ..وزاد في كلامه ان وعد بتطبيع علاقات السودان مع إسرائيل حال تسلمه حقيبة وزارة الخارجية!!…رفض الحزب الحاكم وقتها التعليق علي تصريحه !! 7- ***- حول وجود اتجاه سوداني لتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الكيان الصهيوني، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أم درمان الإسلامية الدكتور صلاح الدومة، إن تصريح كرم الله عباس والي ولاية القضارف بخصوص تطبيع العلاقات مع إسرائيل مجرد بالون اختبار لمعرفة ردة فعل الرأي العام السوداني تجاه الخطوة من جهة، وردة الفعل من جانب الأطراف القيادية المناوئة لعملية التطبيع داخل صفوف الحزب الحاكم من جهة أخرى. وأشار الدومة لوجود تيار داخل حزب البشير يرغب في تطبيع كامل للعلاقات مع دولة الكيان الصهيوني لضمان بقائه في السلطة، لأن المسألة الأهم له البقاء في السلطة مهما كان الثمن، وقال إن هذا التيار صغير في مقابل تيار عريض داخل الحزب الحاكم يرفض عملية التطبيع مع إسرائيل. وتوقع الدومة أن تثير مسألة تطبيع العلاقات مع إسرائيل ردة فعل عنيفة داخل صفوف حزب البشير أولا، ووسط المجتمع السوداني المتعاطف مع القضية الفلسطنية وحق الشعب الفلسطيني المغتصب. (المصدر: صحيفة "الشرق" 4/4/ 2012)- ***- اليوم مرة اخري هذا العام يعيد المؤتمر الوطني عبر مجلسه الوطني وصحفه المسيسة فيلم "التطبيع"!!…