لعل هذه المفردة أصبحت بين قاب قوسين أو أدنى , وملحمة من الملاحم التى أطلت بعنابها فى الساحة السياسية , يروق للبعض ويزهو للآخرين بخواطرهم ملء الجفون , مادة دسمة تراود النخب والمفكرين ومن فى معيتهم الأستلطاف المبطن دون الواقع المعاش . هذا الأستفراد المستلهم وهذه السجية التى عشعشت فى خلد المتراهنيين , والتسابق المحموم دون النظرة الموضوعية والمنطق السليم , وفى ظل الظروف الراهنة وتداعياتها , ينبغى أن نصون العهد وندعو الى لم الشمل فى المقام الأول ,ووحدة الصف والتكاتف بين كافة شرائح المجتمع , تلطيف الأجواء وأيقاف الأنفاس المشرئبة , أصلاح ذات البين والتآخى المستدام , السعى الى التمازج الأجتماعى , الدعوة الى تظاهرة شعبية ترتكز على التداول السلمى مبدأ" , وفى حينها يستلزم أستعراض مدى التواصل المؤصل فى الغاية التى تسترعى أنتباهنا , والمبتغى والأهداف وما يتمخض من الحوار الوطنى معنا" وموضوعا" . فى ظل المستجدات والدوافع الآنية , والتى تتطلب المشاركة الفعالة من كافة ألوان الطيف من أجل كلمة سواء , ونحن فى مرحلة مفصلية حرجه , يستلزمنا أن نستدرك المخاطر المحدقه ونسعى الى أيجاد المعالجة الناجعة , حتى يصفو بنا الأجواء ونمهد للاستقرار والتحوط الأيجابى من أجل مسايرة عامل الزمن , نتطلع الى آفاق أرحب صونا لهذا الوطن المعطاء دوما . تعزيزا للكرامة الأنسانية وأستباقا للعواهن المزجاة فى أتون الغيب , يستروحينا الأمل ويدعونا المشاعر الجياشة الى الأخلاص المفضى الى المعانى السامية التى تستكمل هذه المسيرة القاصدة الى رب الكون ,والنهضة والأصلاح , ومن ثمة نتوجه الى تلك الرمزية التى تنادى بالأستفتاء ,ولما كان أقليم دارفور درة بين رصيفاتها من الأقاليم ويتمتع بالأستقرار الدائم أمنيا" وأجتماعيا , سياسيا , وأقتصاديا , ثقافيا , ألا أن الأيدى الآثمة كانت وراء هذا التشرذم والتجنى والتشظى الغير محمود , عصفت بصور مغلوبه والى صور قاتمة سوداء , واختلت الموازين بالواجهة التى نراها الأن 0 يعتقد البعض بأن ما آلت عليها أقليم دارفور الآن , وتقسيمها الى خمسة ولايات يعتبرونه نوع من التطور والأستحداث , ولكن بحساب الزمن والمستدركين لبواطن الأمور , هذا الأنشطار ضياع للمال العام وفتح منافذ للصرف البذخى , لو أخذنا الحقائب الوزارية والعربات الفارهة والوقود والبدلات والأمتيازات والمصروفات الغير مرئية خارج الميزانية , ياليت هذا المال لو وظف فى تنمية الأقليم الواحد والأستفادة من تلك المدخرات التى ذهبت فى أدراج الرياح . أما فيما يتعلق بالآستفتاء , أين الأستقرار الآن ؟ وكيف يتم أعداد كشوفات المواطنيين الذين يحق لهم التصويت ؟ ما مصير الذين رحلوا الى الولايات الآمنة ؟ وكذلك الذين فى دول المهجر ؟ واللآجئين ؟ نحسب أن ما يثار الأن زوبعة فى فنجان من أجل تطبيق ما جاء فى اتفاقية الدوحه , تمرير للبنود من أجل الصرف الغير مرشد , ندعو القائمين بالامر الى توظيف أوجه الصرف الى التنمية دون الخروج من القاعدة الأساسية التى تصرف النظر عن القضايا المهمة التى تمس حياة المواطنيين والتى تبقى تضاريس منحوتة فى سجل التاريخ , ونخشى أن الأستفتاء يصبح عتمة بين الغروب والفجر الكاذب.