فرضت كافة شركات الطيران الاجنبية العاملة في السودان التعامل بالنقد الاجنبي وشراء كافة تذاكر الطيران للخارج بالدولار الامريكي. وأكد مصدر موثوق ل (حريات) ، ان القرار تم بموافقة بنك السودان المركزي بعد إنسحاب كافة شركات الطيران الاجنبية من البلاد عقب إنهيار الجنيه السوداني أمام الدولار وصعوبة الحصول على العملات الأجنبية . وقال المصدر ل (حريات) ، ان البنك المركزي وافق علي طلب الشركات دون القيام بتوفير أي عملات صعبة للجمهور الأمر الذي يعني تقنين البنك المركزي بصورة مباشرة لتعامل المواطنين في السوق السوداء. وكشف إستطلاع أجرته (حريات) ، ان بعض شركات الطيران قامت بمسوحات ودراسات جدوى عقب إنهيار الجنيه السوداني أمام الدولار ووصول قيمته إلى (11) جنيه ، أكد ان إنسحاب شركات الطيران العالمية المعروفة مثل (Lufthasa) و(KLM) قد دفع بقية الشركات إلى الإنسحاب ، خاصة في ظل الخسارة التي أصبحت تتكبدها بعد أزمة الدولار . وأبدى المصدر إستهجانه لموافقة البنك المركزي على القرار في ظل عدم قيامة بتوفير العملات الصعبة ومنع شراء الدولار من البنك بالسعر الرسمي في ظل تعويم الجنيه وإرتفاع معدلات التضخم . وقال خبير في مجال الطيران ل (حريات) ان القرار يعد امتداداً طبيعياً للإنهيار الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد وإرتفاع معدلات التضخم وتوقف عجلة الإنتاج في البلاد . وأضاف الخبير ان قرار إستثناء شركات الطيران السودانية من القرار لا قيمة له ، لأن هذه الشركات الصغيرة والضعيفة لا تسير رحلات عالمية ، ولا تذهب إلى أبعد من القاهرة وأسمرا وبعض المطارات الصغيرة التي لا تطبق شروط السلامة بمعاييرها العالمية . وقال ان القرار من شأنه ان يحدث خسائر كبيرة للبلاد وللشركات العاملة في مجال الطيران ، اذ انه سيقود لإحتكار العملات الاجنبية في البلاد علي شحتها. وحذر الخبير من قرار البنك المركزي وموافقته علي فرض شراء التذاكر بالعملة الاجنبية ، قائلا : ( ان هذه الموافقه تسير في عكس الإتجاه وتشجع كافة القطاعات على العمل في السوق السوداء وبالتالي ستهبط قيمة الجنيه السوداني إلى أرقام غير مسبوقة قريباً ). وشكى صاحب وكالة للسفر والسياحة بوسط الخرطوم من القرار ، واصفاً اياه ب (الكارثي) ، وانه يشجع على العمل في سوق العملة (السوداء) ويدمر سوق السفر والسياحة في البلاد .