وصلت إلى مطار الخرطوم ثلاث دفعات من المواطنين السودانيين الذين تم ترحيلهم من الأردن إلى السودان بعد أن أعلنت الأردن أنهم لا تنطبق عليهم شروط اللجوء. ونفذ طالبو اللجوء(ومعظمهم من أبناء دارفور) اعتصاما أمام مفوضية شؤون اللاجئين منذ حوالي شهر قبل أن تقوم السلطات الأردنية بنقلهم منتصف الاسبوع بواسطة حافلات إلى المطار بهدف ترحيلهم. ووصلت ثلاث طائرات في الساعات (11)و(2)و(4) من صباح وظهريوم أمس الجمعة وتم استقبال العائدين بصالة الحج والعمرة بمطار الخرطوم وتحمل كل طائرة أكثر من(200) راكبا. وقال محمد اسماعيل(للقدس العربي) وهو أحد العائدين أمس إنه عاد في الرحلة الأولى و إن الشرطة الاردنية أوقفت مئات اللاجئين السودانيين بالعاصمة (عمان) في وقت متأخر من ليلة الخميس وهم نيام وقامت بتقيدهم وترحيلهم لمعسكرات تخلو من الحماية من البرد قبل أن تحشرهم في بصات وتقوم بعملية ترحيل قسري لهم إلى الخرطوم. وأضاف أنّ (921) من ألف شخص تم تجميعهم مساء الأربعاء، كانوا يحملون وثائق تثبت أنهم لاجئون، وذكر بأنه شخصيا يحمل كرت لجوء منذ أكثر من عام ،وأضاف أن الشرطة ضربتهم واطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع قبل ان تنقلهم مربوطي الأيدي للمطار ،مشيرا لوجود عشرات النساء والأطفال الذين ظلوا دون أكل أو شرب. وقال إنهم نقلوا تسع نساء حوامل للمستشفى بعد تدهور صحهتن قبل أن تفض الشرطة الاعتصام،وأشار إلى ان موظفي السفارة السودانية بالأردن كانوا يتفرجون عليهم وهم يتعرضون للضرب والإهانة ،وقال محمد إن السلطات السودانية عاملتهم وكأنهم مجرمين عند وصولهم للخرطوم. وقالت الناشطة في مجال حقوق الإنسان والملف الدارفوري سماح جاموس ،إن السلطات مارست تعتيما إعلاميا في المطاروتواجدت قوات مكافحة الشغب بالمطار وضربت سياجا أمنيا على العائدين ومنعت السلطات مجموعة من الناشطين من الاتصال بالعائدين ،حيث خضعوا لإجراءات أمنية مطولة قبل أن يغادروا على متن بصات لجهات أخرى ثم ينتقلوا بشكل فردي إلى ذويهم الذين رابطوا في المطار منذ أمس الأول. وقال ناشطون يوجدون بالأردن إن العدد الذي تنوي السلطات الأردنية ترحيله يزيد عن (2200) ،وتواجه العديد منهم مشكلة عدم وجود أوراق ثبوتية لديهم ،لكن موظفا بالسفارة السودانية بعمان يتابع معهم إصدار وثائق مؤقتة ليتم ترحيلهم ،وقال الناشطون إن هنالك من يحملون وثائق تثبت أنهم لاجئون وليسوا طالبي لجوء ورغم ذلك تجري عملية ترحيلهم. وأصدر منبر الهامش السوداني بالولايات المتحدةالامريكية بيانا إستنكرفيه ترحيل المواطنين من الاْردن وقال البيان إنهم ظلوا يتابعون (بأسي معاناة اللاجئين السودانين في الاْردن والتي استمرت لفترة طويلة لاقوا فيها الأمرين من سوء المعاملة والإهمال المتعمد من موظفي مكتب الأممالمتحدة للاجئين بالأردن). وقال البيان إن اللاجئين تجمعوا أمام مكتب الأممالمتحدةبعمان معتصمين و مطالبين بحقهم الإنساني في التعامل معهم حسب القوانين الدولية وما تكفله لهم من حقوق وبدلأ من أن يستجاب لمطالبهم ودعمهم وحل قضاياهم والتي تتمثل في توفير الحد الادني من توفير السكن والعيش الكريم إلى أن تتم عملية ترحيلهم للدول المضيفة ،فقامت السلطات الأردنية بمهاجمتهم وأوسعتهم ضربا وإهانة دون مراعات لحالتهم المتدهورة وتم إعتقالهم بشكل جماعي وحشرهم في طائرات بغية ترحيلهم إلى السودان. وطالب منبر الهامش السوداني بالولايات المتحدةالأمريكية، رئاسة مكتب غوث اللاجىين بالتحقيق في التقصير الذي تم تجاه اللاجئين السودانيين من قبل مكتب الاْردن، والعمل على تسوية حالاتهم وإعادة توطينهم خارج الأردن ، كما ناشد المنبر كل منظمات حقوق الانسان والناشطين في كل مكان، بالتضامن مع قضية اللاجئين السودانيين في الاْردن والوقوف معهم ضد ترحيلهم للسودان والذي يعني –حسب البيان – الحكم عليهم بالإعدام. وأصدرت جمعية أبناء دارفور في مدينة لسترببريطانيا بيانا بخصوص إرجاع السلطات الاردنية لطالبي اللجوء من السودانيين إلي السودان وقال البيان إنهم ظلوا يتابعون ما ما يحدث من قبل حكومة الاردنية و بالتنسيق مع السلطات السودانية لترحيل الطالبى اللجوء من أبناء السودان قسراً إلي السودان حتى يتم القضاء عليهم أو زجهم في سجون جهاز الامني السوداني. وقالت الجمعية إنها تدين و تستنكر بشدة ما يجري لأبرياء من أبناء السودان في المهجر الذين فروا من ويلات الحرب إلى جهة أمنة ليتم حمايتهم، و لكن شيء المؤسف بدلا من قيام الحكومة الاردنية باحترام القانون الدولي لحماية اللاجئين ، و على مرأى ومسمع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، تم تحدي القانون الدولي و تم ارجاعهم إلى السودان. القدس العربي.