((نصر هلال قمة القمم العربية))    باير ليفركوزن يكتب التاريخ ويصبح أول فريق يتوج بالدوري الألماني دون هزيمة    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    تقرير مسرب ل "تقدم" يوجه بتطوير العلاقات مع البرهان وكباشي    بعد الدولار والذهب والدواجن.. ضربة ل 8 من كبار الحيتان الجدد بمصر    محمد وداعة يكتب: معركة الفاشر ..قاصمة ظهر المليشيا    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    الهلال يتعادل مع النصر بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منتدى حزب الامة : التغيير حتمي بسبب الغلاء والقمع والفساد
نشر في حريات يوم 06 - 04 - 2011

انعقد مساء أمس الخامس من ابريل منتدى بدار حزب الأمة بأم درمان تحدث فيه كادر عدد من الأحزاب السياسية وناقش قضية “احتمالات الثورة السودانية أو البديل” وقد قطع فيه غالبية المتحدثين بأن الثورة السودانية قادمة وعدد البعض أسبابها والمحفزات التي تؤدي إليها والعقبات التي تكتنف تفجرها، في حين ركز المتحدث من المؤتمر الوطني على البديل متحاشيا الحديث عن الثورة.
وتحدث أربعة متحدثين رئيسيين وعدد من المداخلين الذين ينتمون لحزب الأمة والمؤتمرالوطني والمؤتمر الشعبي وحزب العدالة الأصل والحركة الشعبية لتحرير السودان.
كانت الكلمة الأولى للأستاذ محمد الحسن مهدي (الشهير بمحمد فول) من قيادات الشباب بحزب الأمة القومي وقال إن التغيير هو الانتقال من حالة جامدة الى حالة تتغير باستمرار , وهذا ما حدث من حولنا , حدوث تلك الثورات انتج اشارات اهمها أن البديل غير مهم، ولا حجم التضحيات مهم، ولا الحفاظ على المعادلات الخارجية، وأن الثورات معدية. وأنه سيحدث فى السودان ولا بديل له. وقال إن النظام اكمل دورة حياته ووصل الى مرحلة التغيير (الشيخوخة) مدللا بالأزمة الاقتصادية والفساد وآثار الانفصال، والعطالة، وأحاديث أهل النظام أنفسهم حول ضرورة التغيير وتقديم التنازلات حتى كادوا ان يقولوا (هرمنا ). وقال إن هناك أعراض للتغيير كثيرة منها ظهور احتجاجات كثيرة، وانهيار جدر التعتيم الإعلامي (مدللا بعدد من المنابر الكاشفة منها صحيفة حريات) و جرأة الخروج الى الشارع مثل حادثة الجريف واخواتها والتى تعنى ان حاجز الخوف بدأ ينكسر، و تنازلات النظام كالاعلان عن عدم الترشح للرئاسة, والغاء ضرائب المحليات..الخ. وقال إن هنالك ثلاثة أنواع متوقعة من التغيير فإما أن يحدث التغيير في العلاقة بين السلطة والناس مدللا بحادثة شارع الجريف حيث استجابت السلطة لضغط الجماهير، أو أن يحدث تغيير في المنظومة الحاكمة يؤدي لقبول مطالب المعارضة، أو يحدث تغيير جذري هو الذي يحبذه. وقال إن العوامل المساعدة للثورة تكمن في الإنقاذ نفسها وأفعالها الخرقاء، وقوى الإنقاذ الأمنية وقمعهم وتنكيلهم، والتعامل مع الجنوب الجديد، والأزمة الاقتصادية والفساد والثورات في المنطقة وبروز تيار دولي يدعم الديمقراطية. ثم تحدث عن العوامل المعيقة للثورة ومنها زيادة مخاوف النخبة النيلية على مصالحها، وقيام حرب مع دولة الجنوب، ودعم بعض الأجانب للإنقاذ، ومجموعات الإسلام السياسي، وأخيرا سؤال البديل الذي اعتبره السؤال الازمة والذى نجحت الانقاذ فى زرعه بين الناس وسيكون علينا ان نبذل جهدا كبيرا لنوضح ان المطلوب هو تغيير الانظمة (Systems) , وليس تغيير الاشخاص، وقال مستدركا: ولكن كل هذه العوامل ستؤخر فقط التغيير ولكنها لن تمنعه. وختم بالقول: الانقاذ بدات فى الاعلان عن تنازلات , وهى عادتها عندما تشعر بالخطر , ثم تعود فتركل تلك الاعلانات , لذلك علينا الان ان نجعل الانقاذ تشعر بالخطر .. عسي ان يفتح الله لنا نصرا من غير اراقة دماء.
وتحدث الدكتور أمير النعمان رئيس الجمعية السودانية للعلوم السياسية والأستاذ بجامعة النيلين من حزب المؤتمر الوطني وقال إن منطق (البلد بلدنا ونحن سيادها) لم يعد يجدي، ووصف كلام سابقه بأنه من لحن وحيد مؤكدا ضرورة اعتبار بقية الاحتمالات وقال إنه لن يتحدث عن الثورة بل سيفترض عدم قيامها، وأشار لتحليل المؤرخ ابن خلدون حول خواص الدول وأنها تنشأ طفلة ثم تنضج ثم تشيخ، وأن الشيخوخة لا تنطبق على النظام فقد شهد الطفولة في بدايته، ومرحلة الفورة والنخوة والشباب وساحات الفداء-في إشارة منه للبرنامج الجهادوي الشهير الذي جيش الشباب للحرب بخطاب كراهية صارخ- وذكر كذلك من ملامح خطاب النخوة كما سماه: أمريكا روسيا قد دنا عذابها –وهو يشير للأهزوجة الحربية في زمان التشنج الإنقاذي. وقال إنه حدث بعد ذلك التراجع من الفكرة والاعتراف ببعض الأخطاء وبوجود الفساد ومع أن المتحدث أنكر أن تكون هذه شيخوخة إلا أنه عاد وكأنه أقر بذلك ولكنه استدرك بالقول، لو سلمنا بذلك فما هو البديل وأشكاله وإشكالياته؟ وقال إنه ما من بديل، وكل من يأتي فسوف يعاني من نفس المشاكل فلن يأتي ملائكة للحكم بل بشر، والفساد لن ينتهي وكذلك الكبت يحدث في كل الأنظمة وقال إنه شخصيا تعرض للضرب في حكومة الديمقراطية الثالثة حيث سجن بالسجن الشمالي ليومين وضرب وعذّب بالقسم الشمالي وأخذت منه الشعارات التي كان يحملها ومكتوب عليها (لا بديل لشرع الله) وتساءل: أي الأنظمة الديمقراطية لا يستخدم شيئا من الكبت؟ وقال إن النظام تحول منذ بدايته كانقلاب عسكري بحيث شاركت في حكومات الوفاق الوطني فيه كل الأحزاب فلا يوجد حزب سوداني ليس لديه محافظ أو معتمد أو وزير مشارك. وأنكر أن يكون ذلك ضيقا بالكفاح وللاغتناء من النظام، وقال إنه شخصيا لم يغتن من الحكم مع أنه مؤتمر وطني وهو واحد من الناس الذين أيدوا (الإنقاذ) لمشكلة البديل. وقال إن الذين يتحدثون عن التغيير في الأحزاب عليهم أن يواجهوا بشجاعة هذا السؤال في داخلهم فرؤساء الأحزاب لا يتغيرون والناس تحب التغيير. وقال إن ما جرى في تونس ومصر انتفاضة بسبب أن الروح بلغت الحلقوم ولكنها لم تبلغها بعد في السودان وذلك بسبب شطارة (ناس الإنقاذ) الذين تراجعوا قبل وصولها الحلقوم.
وتحدثت الأستاذة رباح الصادق عضوة المكتب السياسي بحزب الأمة القومي والكاتبة الصحفية، وقالت إنه برغم مضي 22 عاما على “الإنقاذ” فإن هناك ظروفا تؤكد أن التغيير حتمي في هذا العام لذا صحت تسميته بعام الفرقان، فهناك سبعة مستجدات هي انفصال الجنوب وما يتبعه من حرب أو أسس علاقة جديدة، والضربة المزدوجة على الموازنة والإيرادات بسبب ذهاب 85% من البترول، وتداعيات ملف الجنائية الدولية بعد تحقق الانفصال في يوليو إضافة لسابقة ضرب ليبيا وما تلقيه بثقل على دارفور، وتنامي الاستقطاب في دارفور والشرق والنيل الأبيض والجزيرة بأحداث متلاحقة، وامتلاء برميل المعيشة ببارود الحرمان، وإجماع القوى السياسية حول مطالبة المؤتمر الوطني بالتحول الديمقراطي أو المواجهة الشاملة، وأخيرا وليس آخرا الثورات في الإقليم خاصة مصر وأثرها على خارطة العلاقات الخارجية للنظام وملفاته الداخلية إضافة لسريان دواء الثورة للشعب السوداني بالقدوة. وقالت إنه مع هذه الحيثيات يستحيل الجمود على ما كان عليه الحال وأن هنالك ثلاثة سيناريوهات: إما التحول الديمقراطي الاستباقي الذي يقدم عليه النظام بالاستجابة للأجندة الوطنية المعلومة بتكوين حكومة قومية انتقالية لا تعزل أحدا تصوغ دستور جديد قائم على الدولة المدنية وتجري انتخابات عامة وحرة، أو أن تستطيع القوى الحية في السودان تفجير ثورة تطيح بالنظام الحالي وتقيم الحكم الراشد، أما السيناريو الثالث فهو انزلاق البلاد لحالة الفوضى بسبب النزاعات المتفاقمة داخليا والتدخل الدولي المتزايد وتضافر أنظمة النزاع الإقليمية لتزيد من تمزق البلاد مع حالة الحروب المستمرة والوصاية الدولية. وبالنسبة للخيار الاستباقي قالت إن حوار حزبها مع الوطني يهدف إليه واستعرضت ورقة عهد الخلاص الوطني وقالت إن هذه أجندة واضحة ولكن النظام يشوش عليها بالخطاب حول المشاركة ولكنها قطعت بأن المشاركة غير مطروحة أصلا ولو فرضنا جدلا أنهم أقنعوا الفريق المفاوض بها مثلما أقنعوا فريق عام 2001، وأنه أقنع المؤسسة وكلاهما لن يحدث ولكن حتى لو افترضنا حدوثه فإن القاعدة العريضة لحزب الأمة والشعب السوداني لن تقتنع وتكون فرصة الحل في هذا السيناريو قد ضاعت مؤكدة أنها لا تعول عليها ولا احتمال وجود عقلاء داخل المؤتمر الوطني وتعتقد أن تطويل الحوار يخدم التسويف ومزيدا من توريطنا في حالة الفوضى. وتحدثت عن إحداثيات الثورة السودانية مؤكدة أن هذا النظيام أسوأ من المايوي الذي أطاحت به انتفاضة أبريل ومن نظام عبود الذي أطاحت به ثورة أكتوبر، وأسوأ من النظم التي قامت فيها ثورات الآن فقد بلغت الروح أكثر من الحلقوم، وقارنت بين أداء رؤساء هذه الدول وترتيبهم في تقرير مجلة شرق أفريقيا (ديسمبر 2010م) حيث الرئيس السوداني رقم 51 من بين 52 رئيسا وهو أسوأ في ترتيبه من رؤساء تونس ومصر وليبيا، ومن ناحية الأمية قالت إن نسبة الأمية في تونس 10% وفي مصر 28% وفي ليبيا 11.5% وفي السودان 52% أو 64%، والسودان الأسوأ من ناحية الفساد فحسب ترتيب منظمة الشفافية العالمية ل178 دولة جاءت تونس رقم 59 من ناحية الشفافية، ومصر رقم 98، وليبيا رقم 146 أماالسودان فرقم 172 أي من أكثر سبعة أفسد بلاد في العالم، ملاحظة أن أول البلاد في الثورة (تونس) هي أفضلها في مقاييس الأداء المختلفة، فسؤال الثورة مرتبط إذن بأشياء أخرى مثل مدى استعدادية الطليعة الثورية على التحرك. وقالت في السودان هناك مظالم من نوع آخر مثل غبينة القهر الثقافي والتهميش الذي قاد للانفصال والتهجير القسري وفي عهد الإنقاذ هاجر نحو عشرة ملايين قسريا، ومحاولات اختراق وتجفيف وتجريف الأحزاب ومنظمات المجتمع الطائفية والقبلية وغيرها من مظالم سودانية. وحول إحداثيات الثورة السودانية قالت إنها لن تكون عبر الإنترنت كوسيط تعبئة أساسي مثلها مثل ليبيا، وسوف تندلع أولا في الأقاليم وليس في الخرطوم مثل تونس وليبيا، وسيكون هناك دور أكبر للمهجر في الدعم والمناصرة، وسوف يكون هنالك دور أقل لقناة الجزيرة الفضائية، وسوف يكون هناك دور أكبر كذلك لوسائط ميديا أخرى كالإذاعات مشيرة لإذاعة منبرالشباب السوداني.. وقالت إنها لن تقول إن الثورة حتمية، ولكن في الغالب فإن المؤتمر الوطني لن يقدم على الخطوة الاستباقية المطلوبة، وفي حالة فشل السودانيين في إقامة ثورتهم فإن الفوضى المتفجرة في القنابل الموقوتة الكثيرة سوف تتضافر لتبقي على البقية الباقية من البلاد، أي أن الثورة ضرورية.
وتحدثت الأستاذة رشا عوض الإعلامية والكاتبة الصحفية، وقالت إن سؤال البديل سؤال مفخخ فهل نريد أن نمشي في تيار حتميات التاريخ من حكم قائم على المشاركة والمساءلة والشفافية وسيادة حكم القانون أم نسبح عكس تيارالتاريخ ونذهب في اتجاه الشمولية؟ سؤال البديل من منصات الشمولية سؤال عاجز فنحن نريد التغيير ليس لصالح حزب أو شخص بل لصالح النظام الديمقراطي، وأكدت أننا حينما يتم الحديث عن ضعف الأحزاب وأنها لا تمثل بديلا نرتكب الخطأ بالانحشار في خانة الدفاع لكن يجب ان ننتقل لخانة الهجوم، مؤكدة أن هذه الأحزاب يكفيها فخرا أنها استندت لأساس الشرعية وهو أصوات الجماهير وقطعت بالقول: لا يمكن أقارن السيد الصادق المهدي الآتي عن طريق صناديق الاقتراع بالسيد عمر البشير الذي جاء عبر انقلاب، وقالت إن السيد الصادق أيام حكمه كانت ترسم له يوميا في الصحف كاركتيرات مسيئة بالمئات، ولا يستطيع ذلك أحد بالنسبة للبشير مؤكدة أن هناك طالب مرمي الآن في السجن بسبب أنه نال من الذات الرئاسية كما لو كانت الذات الإلهية! وقالت إن من أهم معيقات الثورة السودانية آليات المعارضة ومنها الحوار مع النظام وأضافت “لقد تحاورنا مع المؤتمر الوطني وتحاورنا حتى كتبنا عند الله محاورين”! وإن هذا يجب أن يتوقف خاصة وبعد أن كسر حاجز الخوف وسقط فرعون مصر وفرعون ليبيا في طريقه أن يسقط ويجب أن يكون واضحا أننا متجهين نحو إسقاط النظام، وواصفت الحوار الجاري حاليا بأنه يعطي فرصة لوسائل الإعلام أن تشوه مواقف الأحزاب وقالت إننا متأكدين من أن حزب الأمة ليس متجها للمشاركة في السلطة ولكن الإعلام يضلل الجماهير وليس هناك آليات تواصل معها واصفة ذلك بأنه من مشاكل الأحزاب، مؤكدة أن ذلك الحوار من الأبواب التي تخلق تشويشا ولا بد من إغلاقها. وعلقت على مسألة أن الذين سيأتوا بعد الإنقاذ لن يكونوا ملائكة بقولها لهذا السبب نريد حكما راشدا وافتراض الملائكة افترضه هذا النظام الذي جعل منسوبيه محصنين من المساءلة وحتى حينما يتم الاعتراف بخطئهم تتم مساءلتهم بلجان حزبية مستنكرة ذلك. وأشارت لآليات محاربة الفساد الحالية بأنها مجرد هرج ومرج مثل قول نائب الرئيس إن راتبه 7 مليون أقل من الوالي وقول الوالي إنه يأخذ 5 مليون أي أقل فهذا هرج لا يجدي في محاربة الفساد وكلنا نعرف مداه. ولو حاكمنا الإنقاذ استنادا للمرجعية التي انطلق منها لبينا فشلها الذريع فقد جاءت ترفع رسالة حضارية لتوحيد العالم تحت راية الإسلام ثم مزقت البلاد على أسس إثنية وقبلية ثم انقسمت هب نفسها على أسس إثنية وبعض أعضائها كالأستاذ مكي بلايل تحدث عن بعثه لفكرة الشعوبية في الدولة العباسية. فهذا أبلغ سقوط لهذا النظام.
وفتح باب المداخلات فتحدث الأستاذ مجاهد عبدالله الصحفي من حزب المؤتمر الشعبي وقال إن الثورة ستأتي حتما “الثورة ح تجي ح تجي لكن الناس ما يشتغلوا باليوم” وقال إنه حزين لأن الشعب السوداني لم يحرك ساكنا تجاه انفصال الجنوب، وإن المؤتمرالوطني ذاهب في اتجاه تمزيق البلاد مستكينا للدعم الأمريكي الذي يلاقيه مؤكدا أن أمريكا سوف تتخلى عنه مع انفجار الثورة كما حدث في مصر وليبيا. وقال إن سؤال من هو البديل معيق حقيقي، أما تصريحات التهديد من قادة النظام فهي في صالح الثورة التي تحتاج لعمل وتعبئة وسط القواعد لتعرية النظام، وأكد أن قناة الجزيرة سوف تدعم الثورة إذا حدث تحرك حقيقي، وقال إن المؤتمر الوطني تحول من حزب سياسي لأمني ولكنه ليس أقوى من اللجان الثورية بليبيا.
وتحدث الأستاذ مرتضى إبراهيم عضو المكتب السياسي بحزب الأمة القومي وأشار لتصريح أحد قادة الإنقاذ بأن السودان سبق الانتفاضات العربية بثورته في 1989م معتبرا ان هذا استخفاف بالشعب السوداني وبذاكرته وبعقله، وأكد أن الثورة قادمة وإنها حينما تأتي سوف تقيم حكما ديمقراطيا لن يعقبه انقلاب عسكري فالكل قد وعى الدرس.
وتحدث الدكتور حسين عمر مساعد الأمين العام لحزب الأمة لدائرة السلام وقال إن علينا الحديث عن البديل الموضوعي وليس الشكلي بتغيير النظام وليس الأفراد أو الأحزاب. وقال علينا أن نخطط للتغيير حتى لا تكون له مآلات سالبة خاصة مع وجود حركات مسلحة في السودان.
وتحدثت الأستاذة رجاء بابكر ووجهت أسئلة للدكتور أمير لماذا ينتعش حزبهم –المؤتمر الوطني- في الديكتاتوريات مايو والإنقاذ، وما هو سر علاقتهم بتركيا وماليزيا وهي دول ديمقراطية ولماذا يحفظون أموالهم هناك وليس في السودان؟
وتحدث الأستاذ بازرعة علي العمدة عضو المكتب السياسي بحزب الأمة القومي وقال إن الأسباب الموضوعية للثورة متوفرة في الفساد والقمع والاحتقانات والعزلة الخارجية والرئيس المطلوب، وهناك تحركات شباب التغيير وشرارة والأطباء وقرفنا وغيرها. وأشار لحقيقة أن الثورة تتوقع أكثر لدى مناطق الوعي لذا كانت الثورة الشيوعية متوقعة في الغرب الرأسمالي المتطور ولكنها وقعت في روسيا المتخلفة. وقال إن لهذا النظام شبه كبير بنظام ثورة يوليو 1952 المصري الذي قابل مشاكل كثيرة وفقد سينا وغيرها ولكنه لم يسقط لفترة طويلة جدا فهذا النظام لم يسقط لتمرسه في أشكال المناورة إضافة للآلة الإعلامية القومية المتخصصة في التشويش وتثبيط الناس، والتي تتصرف بشكل مدروس ومخطط ضاربا المثل بانفصال الجنوب باعتباره حدث مؤلم جدا، ولكن تم التحسب له باكرا بتكوين منبر السلام العادل وصحيفة الانتباهة تبث التساؤل وتؤكد ضرورة ذهاب الجنوب فحينما ذهب كان الناس قد تهيأوا للمسألة بل واستبشر بعضهم بها.
وتحدث الأستاذ خالد عويس الصحفي والروائي المعروف وقال إن د. أمير لم يقنعنا بأنه في حالة عدم الثورة فما هي الرؤية الواضحة للإصلاح؟ مؤكدا أنه لا يوجد سبيل للإصلاح في المنظومة الحاكمة اليوم لأن العقليات الأمنية الحاكمة تعمل من هواجسها ولا تتطرق للإصلاح، وقال إن فصل الجنوب موجود في تصورات الحركة الإسلامية وكتابات دكتور حسن الترابي منذ زمان برفض الآخر المختلف دينا وثقافة وبث عقلية الجهاد. وقال إن صلاح غوش صرح لصحيفة الخليج في 2006م بأنهم سلحوا مليشيات في دارفور. وإن الإنقاذ لا يمكن أن تتراجع عن الفساد لأن الدولة تتغذى منه ذاكرا عدد من حوادث الفساد التي لم تنفها الدولة، ومسألة فقه السترة الذي يتناقض مع (لو سرقت فاطمة بنت محمد) وأزمة الفقر، والقمع الذي يتخذه النظام عبر جماعات من الشباب المريض مشيرا لحادثة ضرب الشيوخ قائلا “دعنا عن د. مريم يمكن القول إنها شابة وتستحمل كسر اليد ولكن كيف يتم ضرب عمنا أحمد الغزالي وعمره 75 عاما على رأسه وقد شهدناه بأعيننا كما شهدت ضرب العم حامد (الشهير بإنترنت) في ميدان أبو جنزير وعمره 65 عاما ضربه شباب بوحشية شديدة”وقال إن هؤلاء مرضى نفسيين محلهم المناسب مصحات نفسية مؤكدا أن أكبر مشاكل الإنقاذ وجود “جيل من الوحوش” من شباب حاربوا في الجنوب تربوا على ثقافة الموت والعنف لن يستجيبوا لأي دعاوى تغيير.
وتحدث الأستاذ بشارة جمعة عبد الله الأمين السياسي لحزب العدالة وقال للأستاذ أمير من المؤتمر الوطني: إن الثورة قادمة لا محالة إذا لم تستجيبوا لمطالب الشعب السوداني فإن مصيركم واحد من ثلاثة: إما ستكونوا مطاردين أو مسجنوين أو ميتين لأن ما تقومون بعمله اليوم سيجعلكم أهدافا شرعية ومشروعة للشعب السوداني، لذا أنصحكم بأن تكونوا عقلانيين وتقبلوا عروض الأجاويد وتجلسوا لحلل اليد قبل أن تواجهوا بحلل السنون وإني لا أقسم ولكني أؤكد أن مصيركم هو واحد من ثلاثة.
وتحدث الأستاذ الطيب الكامل قنات مؤكدا أن التغيير قادم حتما وبالمقارنة بين أبريل العام الماضي وهذا العام، فقد كان المؤتمر الوطني يحلم حينها ويعد الناس في الانتخابات، ولكنه الان يدفع الرشاوي للناس في الأحياء حتى لا يثوروا عليه.
وتحدثت الأستاذة إيناس أنجلو من الحركة الشعبية لتحريرالسودان معرفة نفسها بأنها من دينكا نقوك من أبيي، وقالت إن الحديث عن البديل يستخدم لتثبيط الأمل. وتساءلت حينما فاز البشير قال إنه سوف يبدأ حملته الانتخابية منذ الآن فلماذا يقول إنه لن يترشح الآن، وذكرت آمالها في إعادة توحيد البلاد لتعود بلد المليون ميل مؤكدة أن الحركة الشعبية كانت لتحرير السودان وليس الجنوب فقط.
وأعطيت فرصة للدكتور أمير من المؤتمر الوطني للتعقيب فشكا من أن كل المتحدثين صقور وكان يجب أن تأتوا لنا بحمامة! وقال إن الذي تحدث عن مآلات ثلاثة للمؤتمر الوطني بين ميت ومسجون ومطارد عليه أن يراجع سودانيته فهذا ليس من شيم السودانيين. وقال إن الإمام الصادق المهدي وهو يتمتع بالمصداقية حينما سئل قال إن التجربة الديمقراطية لم تكن رشيدة وقد شهدنا كيف كان يتعب ليلم شتات الناس حول فكرة واستدرك، ولكنه قال: لا بديل للديمقراطية إلا مزيد من الديمقراطية. وقال إن النقاش الدائر هنا لا يوفر البديل لكن السيد الصادق المهدي عقلية تشكل البديل وقد أعجبني قوله إننا بحاجة لمسار آمن نحو التحول الديمقراطي وقال إن هذه جملة لا يستطيع تفكيك شفرتها إلا السيد الصادق نفسه ونفر قليل زاعما بأنه منهم.
وفي النهاية تحدثت الدكتورة مريم الصادق المهدي مساعدة الأمين العام ورئيسة دائرة الاتصال شاكرة للحضور موجهة شكرا خاصا للدكتورأمير النعمان من حزب المؤتمر الوطني واعدة بأن يتواصل النقاش حول نفس الموضوع يساهم فيه طاقم مختلف من المتحدثين من كافة الأحزاب مع التركيز على الأبعاد الدولية والإقليمية للثورة السودانية ومطالبة للنعمان أن يحضر وأن يستمع للصوت الآخر فقد تعودوا في المؤتمرالوطني على منابر وصوت الدعم المطلق والإعلام المدجن، مؤكدة أن أي منبر سوداني آخر لن يكون أكثر حمائمية مما سمعه هنا وقالت إنها اندهشت للهدوء والموضوعية التي تحدث بها المشاركون.
(تفاصيل الأوراق والمداخلات الرئيسية سوف ترد كاملة في باب أحزاب ومجتمع مدني)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.