نوعية طعامنا تؤثر في أحلامنا    الخطر الحقيقي الذي يهدد بحر أبيض يتمثل في الخلايا الحيّة التي تجاهر بدعم التمرد    "مدينة هرار" .. بدلا من المانغو والفول السوداني.. ماذا يفعل "الذهب الأخضر" في إثيوبيا؟    مدير شرطة إقليم النيل الأزرق يقف على سير العمل بمستشفى الشرطة بمدينة الدمازين    (خواطر ….. مبعثرة)    وجوه مسفرة    وزير الخارجية الأمريكي في اتصال هاتفي مع البرهان يبحث الحاجة الملحة لإنهاء الصراع في السودان    الخارجية المصرية: "في إطار احترام مبادئ سيادة السودان" تنظيم مؤتمر يضم كافة القوى السياسية المدنية بحضور الشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين    السودان.. القبض على"المتّهم المتخصص"    الموساد هدد المدعية السابقة للجنائية الدولية لتتخلى عن التحقيق في جرائم حرب    المريخ يواصل تحضيراته بالاسماعيلية يتدرب بجزيرة الفرسان    مازدا يكشف تفاصيل مشاركة المريخ في ملتقى المواهب بنيجيريا    الجزيرة تستغيث (3)    شاهد بالصورة والفيديو.. زواج أسطوري لشاب سوداني وحسناء مغربية وسط الأغاني السودانية والطقوس المغربية    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنانة السودانية شروق أبو الناس تحتفل بعيد ميلادها وسط أسرتها    بالصورة والفيديو.. شاهد ردة فعل سوداني حاول أكل "البيتزا" لأول مرة في حياته: (دي قراصة)    اختراع جوارديولا.. هل تستمر خدعة أنشيلوتي في نهائي الأبطال؟    شح الجنيه وليس الدولار.. أزمة جديدة تظهر في مصر    أوروبا تجري مناقشات "لأول مرة" حول فرض عقوبات على إسرائيل    قوات الدفاع المدني ولاية البحر الأحمر تسيطر على حريق في الخط الناقل بأربعات – صورة    دراسة "مرعبة".. طفل من كل 8 في العالم ضحية "مواد إباحية"    السعودية: وفاة الأمير سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود بن فيصل آل سعود    والي ولاية البحر الأحمر يشهد حملة النظافة الكبرى لسوق مدينة بورتسودان بمشاركة القوات المشتركة    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يترأس اجتماع هيئة قيادة شرطة الولاية    الأجهزة الأمنية تكثف جهودها لكشف ملابسات العثور على جثة سوداني في الطريق الصحراوي ب قنا    "آبل" تعيد بيع هواتف قديمة في "خطوة نادرة"    ماذا بعد سدادها 8 ملايين جنيه" .. شيرين عبد الوهاب    سامية علي تكتب: اللاجئون بين المسؤولية المجتمعية والتحديات الدولية    بيومي فؤاد يخسر الرهان    نزار العقيلي: (العطا طااااار ومعطا)    تراجع مريع للجنيه والدولار يسجل (1840) جنيهاً    "امسكوا الخشب".. أحمد موسى: مصطفى شوبير يتفوق على والده    الأهلي بطل إفريقيا.. النجمة 12 على حساب الترجي    نجل نتانياهو ينشر فيديو تهديد بانقلاب عسكري    الغرب والإنسانية المتوحشة    رسالة ..إلى أهل السودان    بالنسبة ل (الفتى المدهش) جعفر فالأمر يختلف لانه ما زال يتلمس خطواته في درب العمالة    الإعلان عن تطورات مهمة بين السودان وإريتريا    شركة الكهرباء تهدد مركز أمراض وغسيل الكلى في بورتسودان بقطع التيار الكهربائي بسبب تراكم الديون    من هو الأعمى؟!    زيادة سقف بنكك والتطبيقات لمبلغ 15 مليون جنيه في اليوم و3 مليون للمعاملة الواحدة    اليوم العالمي للشاي.. فوائد صحية وتراث ثقافي    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    إخضاع الملك سلمان ل"برنامج علاجي"    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دائرة الاتصال- منتدى الأمة احتمالات الثورة أو البديل: المحفزات أو المحبطات الدولية والإقليمية
نشر في حريات يوم 15 - 04 - 2011


الثلاثاء 12 أبريل 2011م
دائرة الاتصال- منتدى الأمة
احتمالات الثورة أو البديل: المحفزات أو المحبطات الدولية والإقليمية
محاضرة الدكتور حسن حاج علي
الموضوع المطروح هو قضية الساعة في المنطقة والسودان على وجه الخصوص. وإني إذ أشكر منتدى الأمة على دعوتي للحديث آمل أن يكون النقاش فكريا في المقام الأول ونأمل الاستفادة منه جميعا وألا يكون شبيها بركن نقاش سياسي كما في كثير من الجامعات السودانية. وقد علمت أن هذا منتدى فكري، والفضل يرجع لحزب الأمة على هذه المبادرة
أقسم حديثي لثلاثة محاور:
- المحور الداخلي
- الأبعاد الإقليمية وأثرها على الساحة السودانية
- البعد العالمي وأثره.
المحور الأول: الداخلي:
أول سؤال يتبادر حول عنوان الندوة: احتمالات الثورة السودانية هو أنه حتى الآن لم تقم الثورة في السودان فهل تقوم يوما ما؟ ولو كنا نتحدث بتأثير العدوى من تونس التي سرت لمصر ولليبيا ولسوريا واليمن كما تعلمون فلماذا حتى الآن العدوى لم تصل للسودان أو لم تبلغ مرحلة من التصعيد تفجر الثورة على نحو شبيه بتلك البلدان؟
في تقديري ينبغي أن نعود لتاريخ الانتفاضات السودانية، فنحن لسنا غرباء أو حديثي عهد بموضوع الثورات، وقد فجرنا ثورة في أكتوبر 1964م في وقت لم تعرف المنطقة العربية مثل هذا التحول الكبير وشهدنا الانتفاضة في 1985م في وقت كانت فيه المنطقة العربية كذلك بعيدة جدا عن مثل هذا الحدث. بالتالي الثورة كآلية للتغيير ليست شيئا جديدا في السياسة السودانية وفي تقديري أن هذا من الأسباب التي لم تجعل الانتفاضة خيارا، فكل الدول التي فيها ثورات سواء نجحت او لم تنجح لم تقم فيها ثورة حقيقية منطلقة من الجذور غيرت النظام تغييرا كاملا، بينما الانتفاضة في أكتوبر وأبريل قامت ولم تحدث تغييرات شاملة اجتماعية أو اقتصادية كما حدث في الثورة البلشفية أو الصينية أو الإيرانية، وهنا في السودان وبرغم حدوث الثورات نعود للخيار الأول وهذا يعني أن خيار الانتفاضة ليس الخيار الأول المطروح.
أسباب أخرى تضعف احتمال قيام الثورة وهو غياب أيديولوجيا أو قضايا تعبئ للثورة.
فالثورات الكبرى كالصينية والايرانية كانت لديها أيديولوجيا وأحدثت تغييرا شاملا وأتت بجيل من الثورات جاء نتيجة أن الأيديولوجيا السياسية مختلفة فالقائمون على الثورة متفقون على أيديلوجية معينة. والثورات العربية الأخيرة فيها الاتفاق على قضايا محورية أساسية تحدث بها التعبئة.
إذا حاولنا نأخذ عنصر الأيديولوجيا أو عنصر القضايا في السودان سنجد أنه لايوجد إجماع على أيديولوجيا سياسية واحدة يمكن أن تحقق التفاف الشعب حولها، والمؤتمر الوطني الحاكم لديه أيديولوجيا تعبوية وبالرغم من أن هناك اختلاف في طور التنفيذ ولكن المقومات الأساسية لأيدلوجيا موجودة لديهم، مع غياب الأيديلوجيا كقاسم في قوى الثورة.
بل سنجد أن هناك قضايا تعمل ضد الثورة. قضايا عديدة متعلقة بأن البلد انقسمت وفي يوليو سيحدث الانفصال والبلد الآن فيها قضايا قد تعود على وحدة البلاد نفسها وتماسكهابمكوناتها وعدم تفتتها. هذه القضايا هامة في تقريرقضية البقاء أكثر من قضايا أخرى متعلقة بطبيعة النظام السياسي القائم أو وجهته السياسية لأن الوجود يسبق أي قضايا أخرى موجودة.
وهناك قضايا سياسية واجتماعية تعمل كذلك ضد الثورة. هناك شريحة مقدرة من المجتمع الآن مشغولة بهم العيش أكثر من قضايا أخرى وقضايا التغيير ربما تكون من الكماليات لأن الإنسان مشغول بقضايا أخرى معيشية.
وهناك دارسون في تاريخ الثورات المختلفة يعتقدون أن الفقر في حد ذاته ليس سببا ضروريا للانتفاضات لكن التغيير الذي يطرأ على الفقراء أن تسوء أحوالهم أو أن تتحسن أحوالهم سيحدث حراكا سياسيا ربما يؤدي لثورة.
وهناك مسألة متعلقة بآليات التغيير المستخدمة حاليا في السودان، نحن خضنا حرب أهلية انتهت بنيفاشا هناك حرب في دارفور وكانت هناك حرب في الشرق. العنف في الثورة التي قامت في تونس ومصر أقل من الثورات المسحلة في دارفور والشرق في هذه المناطق تجاوزت الثورة العادية لدور أكثر عنفا بالتالي تجاوزت الثورة التي تطالب بالتغيير فهذا سبب ثالث يقلل من احتمالات الثورةالمعتادة في مصر وتونس.
المحور الثاني: الإقليمي
لقد تابعنا كلنا ما حدث في مصر وتونس، ينبغي أن نقف لدى موضوع الثقافة السياسية السائدة والممارسة السياسية ونلاحظ أن هذه البلدان حتى تونس التي قامت فيها شرارة الثورة العربية نجد أن الممارسة السياسية كانت محدودة فالحزب الحاكم كان عنده تقييد على المعارضين. ومصر ربما كانت أفضل حالا لكن فيها محدودية في ممارسة العمل السياسي، والملاحظ من الدول العربية المختلفة ماعدا ليبيا كلما كان هناك انفتاح من الحزب الحاكم على الآخرين كلما أضعف التوجه نحو الثورة واحتمال نجاحها والاستثناء الوحيد ليبيا لان الثورة فيها بدات سلمية لكنها قادت لحرب أهلية بين النظام وأعداءه.
ما هو الدرس المستفاد من الإقليم في السودان.
مربط الفرس يتعلق بالانفتاح السياسي المطلوب في المرحلة المقبلة، انفتاح سياسي من المؤتمر الوطني الحزب الحاكم الأساسي لأنه كلما حصل الانفتاح السياسي كلما قلل مخاطر البلاد. هناك خطر ماحق يقابل البلاد في الفترة المقبلة.
الدرس الثاني هو الارتباط القوي بين قضايا الداخل والخارج، إذ لا نستطيع التحدث عن القضايا الداخلية بمعزل عما يدور في العالم. والعولمة تلعب دورا كبيرا ومع الإنترنت فإن الإنسان لا يحتاج لوكالة أنباء لكي ينشر خبرا في عالم متداخل ومنفتح ليست فيه وسائل الرقابة القديمة ولم تعد للرقابة قيمة وتم تجاوز الآليات القديمة بالإنترنت التي يتساوى فيها ذوي الدخل المحدود وأصحاب الأموال الطائلة.
المحور الثالث: العالمي
القوى العالمية فوجئت بمايحدث في المنطقة العربية لأن هناك افتراضات فكرية سببها المستشرقين المتأثرين بمدارس الاستشراق التقليدية والتي لا تفصل بين الإسلام وحالة الجمود في المنطقة وفي اعتقادهم أن الإسلام أحد الأسباب التي أدت لعدم التحول الديمقراطي ولجمود في العلاقات الاجتماعية وفي الانفتاح السياسي وبالتالي لا يتوقع تغيير كبير في المنطقة. وحينما حصل التحول في الاتحاد السوفيتي السابق وانهارت الكتلة الشرقية فيما يسمى بالموجة الثالثة للديمقراطية كان في رأيهم أن المنطقة العربية لم تواجهها لأسباب ثقافية قوامها الإسلام.
لذا حينما جاء التغيير وأوضح أن ما يحدث ليس صحيحا وأن الإسلام ليس هو السبب بدليل الثورة الإيرانية في1979 وكانت ثورة شاملة استغربوا لها.
التفاجؤ بالثورة يظهره تقريرأصدره منتدى دافوس قبل أسبوع من الثورة التونسية صنف الدول المختلفة من حيث الانفتاح السياسي وعلاقة المواطنين بالسلطة والانفتاح السياسي، واللافت للنظر أن تونس كان ترتيبها رقم 16 في العالم أي تفوق حتى بعض الدول الديمقراطية، فالتصنيف لم يكن علميا ولكن سياسيا ينحاز لتونس باعتبارها دولة مقربة لدى القائمين على منتدى دافوس.
الموقف من الثورة في المنطقة العربية فيه كثيرمن الاضطراب.
الولايات المتحدة حينما حدثت الثورة في تونس وانتقلت لمصر أرسلت مناديب لتطمين اليمن والأردن والسعودية وكانت شعوبها في حالة تململ أن الإدارة الأمريكية ستقف معهم في أي تحرك وذلك لأن اليمن هامة في الموقف مما يسمى بالحرب على الإرهاب، وبالتالي ظهر ذلك في ترددها في دعم الثورة على علي عبد الله صالح واستمر الدعم حتى هذه اللحظة. كان الذين قتلوا في اليمن في يوم واحد أكثرمن 50 شخصا ولكن حينما قتل شخصان في سوريا جاءت الإدانة. ووكذلك موقف الدول الأوربية
فالموقف من التغيير ليس ثابتا ولا مبدئيا لكن المصلحة هي التي تؤدي لدعم التغيير أوعكسه.
ماذا يعنينا هذا في السودان؟
العلاقة بين الشمال والجنوب أصبحت الشغل الشاغل للمجتمع الدولي حيال ما يحدث في السودان، والهم ألا يحدث بين الشمال والجنوب حرب لأن هناك مصالح مرتبطة بحالة الاستقرار. وهذا يسبق ما عداه من أي حديث عن تغيير أو دعم ثورة لأن تأثيرات تلك الثورة على العلاقة بين الشمال والجنوب غير واضحة، فالاتجاه هو محاولة إطفاء التوتر في بؤر الخلاف مثل أبيي وخلافها لذلك ظلت أمريكا ترسل المناديب وخبراء المؤسسات البحثية المهتمة كمعهد اتحاد السلم وباحثوه يزورون السودان بين الفنية والأخرى ويقدمون نصائحهم للإدارة الأمريكية.
الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة همهم ألايحدث شيء في السودان. والمتابع لحديث مدير المعونة الأمريكية كمؤشر فقد قال إن المعونة تريد أن تغير سياستها من الدعم الإنسالني للدعم التنموي أن هناك دولة وليدة في الجنوب لا تريد الإدارة لها المشاكل وتدعم الاستقرار في الشمال لئلا يؤثر على الدولة الوليدة.
هناك عوامل عديدة تجعل الثورة الآن غير ناضجة. قد يقول قائل الأوضاع لدينا أسوأ من مصر وتونس. السؤال لماذا لم تقم في السودان؟ هناك أسباب تضعف قيام الثورة.
الانفتاح السياسي يجنب البلاد السجال السيء والمتعلق بتفتت البلاد نفسها فالبلاد ربما لا تكون موجودة إذا لم يحدث اتفاق سياسي واتفاق على دستور جديد بعد يوليو أي بعد الانفصال. هناك مؤشرات لأن ذلك يمكن ان يكون خياربديل ثان.
مسببات الاتجاه للانفتاح هو الاعتراف التام بأنا لم نعد منعزلين عن العالم الذي نعيش فيه، والذي ليس فيه وجود لأنظمة منغلقة، كذلك قضية الوعي وارتباطها بالتغييرات التي حدثت في العولمة وتدفق المعلومات وهذا قاد إلى نقاشات داخلية والآن كل القوى السياسية الرئيسية خلافا لحواراتها فيما بينها هناك حوارات داخلها تقودها قوى شبابية وهذا جزء من الديمقراطية وفي بلادنا أكثر من 40% من السكان شباب ولم يعد ملائما معهم الطريقة القديمة في العمل السياسي أو الاقتصادي ولديهم آلياتجديدة. كذلك من المسببات المستقبل الذي تواجهه البلاد إذا لم تسر في اتجاه الانفتاح والتبادل السلمي للسلطة وهذه ظروف يمكن أن تدفع السودانيين جميعا الى التواطؤ حول قواسم مشتركة خاصة أننا وصلنا الذورة في الاستقطاب والعمل المسلح وما غنمنا منها شيئا والفرصة متاحة الآن أكثر من أي وقت مضى في تاريخ السودان الحديث للاتجاه نحو الانفتاح السياسي ونحو نظام متفق عليه بين القوى السياسية الرئيسية وليس بالضرورة كل القوى.
أكتفي بهذا القدر من الحديث وآمل أن يكون مثيرا للنقاش وللأسئلة أكثرمن الإجابات وآمل أن يؤدي دوره في إثراء النقاش في الموضوع.
نور الأنبياء عبد الدافع
عرف تاريخ السودان الثورة على الظلم وإحقاق الحق ونعم بالسلم الاجتماعي لفترات طويلة. ساهم السودان عبر تاريخه بخمس ثورت وعلى رأسها الثورة المهدية التي حققت أربع مفاهيم فكرية وحدت السودان وعرفته ووضعت له التشريع وحررته.وكذلك ثورة ود حبوبة وثورة علي عبد اللطيف وانتفاضة أكتوبر وأبريل، بمعنى أن السودان تجاوز مرحلة الثورات والانتفاضة وسجله مرصع بالثورات وحرية الشعوب.
الدولة السودانية الآن مثال للفوضى الخلاقة: رأس الدولة مطالب للعدالة الدولية، دولة تملأ معسكرات دول الجوار بالنازحين واللاجئين وفاضت دفاتر وتقارير منظمات المجتمع الدولي المهتمة بحماية حقوق الإنسان بانتهاكاتها الفظيعة وكذلك حدود السودان أصبحت مسرح لتصفية حسابات مع حكومات دول الجوار باستضافة الحركات المسلحة المعادية لها.
بالنسبة للتغيير في السودان فقد بدأ من خلال انفصال الجنوب وهذا ينعكس على تغيير في الخريطة الجغرافية والسياسية للسودان وكذلك المشورة الشعبية القادمة في كل من جنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي والاستفتاء الإداري في دارفور.
الثورات الإقليمية: يلاحظ عليها أن الجيش في مصر وتونس حافظ على شرف الجندية وإنحاز لإرادة المواطنين أما الجيش في ليبيا واليمن وسوريا تأثر بالتكوين القبلي والجهوي والطائفي وبالتالي انحاز للحكومات مما فتح الباب أمام حرب أهلية وكذلك بروز دور الشباب وثورة المعلومات التي كانت رأس الرمح في الثورات.
موقف المجتمع الدولي: صمت المجتمع الدولي صمت القبور ولم يساهم على كافة مستوياته في مساندة الثورات كما فعل في جورجيا وأكرانيا وفضل الحصول على النفط والأسواق على حساب قيم الديمقراطية والحكم الراشد واحترام حقوق الإنسان مما دفع الرئيس باراك أوباما للقول إن ما يجري في الشرق الأوسط تم بإرادة الشعوب وليس بإرادة الولايات المتحدة وهذه رسالة معبرة عن ذاتية الثورات في المنطقة.
رباح الصادق
التساؤلات التي فجرتها الأطروحة المقدمة هي:
- ما هي القضايا التي فجرت الثورات في العالم العربي وهل هي غائبة حقا كما ورد لدينا؟ إنها الفساد والعطالة والأمن الباطش والإعلام المدجن- والقهر والتهجير القسري الذي جعل العرب في أشعارهم وأبشارهم يلتمسون الحرية في المنفى. في حديثي بالثلاثاء الماضي ذكرت بالأرقام والتفاصيل أننا في هذه القضايا أسوأ من تونس ومصر وغيرهما. مثلا حسب تقرير الشفافية العالمية نحن رقم 172 من 178 دولة وكل تلك الدول أفضل منا بما لا يقارن، ولو اتخذنا التنمية في مؤشر الأمية فهي في تونس 10% وفي ليبيا 11.5% وفي مصر 28% وفي السودان 52%.. القضايا لدينا أكثر. إن الثورة لم تقم في أسوأ البلاد بل تونس أفضلها في كافة المؤشرات وربما يرتبط هذا بوجود طبقة وسطى ناشدة للتغيير بينما في السودان تمت تصفيتها.
- ما هي الثورات القدوة بالنسبة لنا؟ الأطروحة تتحدث عن الصينية والإيرانية وهما الآن دول مثلها مثلنا تحتاج لثورة، في الصين الحريات مكبوتة وحينما قامت الثورة المصرية حجبوا اسم مصر من محركات البحث في الإنترنت، وفي إيران الشعب ينشد التخلص من ولاية الفقيه كقيد على حريته. هذه ليست الثورات التي ننشد التأسي بها. نحن نقتدي بالثورات العربية وهذه ليست فيها أيديولوجية ناظمة، أما الحديث عن أن للنظام أيديولوجية متماسكة مهما اختلفت في التطبيق فليس صحيحا. أيديولوجيا النظام سقطت بشهادة عرابه الدكتور الترابي وأهم شهوده كالأفندي والتجاني عبد القادر، لم يعد أحد يصدق أن الشعارات المرفوعة هي التي تحكمنا.
- ما الذي يضمن للغرب استقرار الدولة الوليدة في الجنوب؟ هل الحفاظ على استقرار نظام الإنقاذ أم دعم المنادين بالإطاحة به؟ معلوم أن أطروحة المؤتمر الوطني العروبية الإسلاموية على طرفي نقيض للحركة الشعبية العلمانية الزنجوية، فهما نقيضان في طيف السياسة السودانية وأي نظام بديل للإنقاذ سيحتفظ بعلاقة أفضل مع الجنوب من النظام الحالي.
- لماذا لم تقم الثورة السودانية حتى الآن؟ اتفق مع الأطروحة المقدمة في حجم الخوف من تفكك السودان بعد يوليو، وأرى أن الانفصال لم يؤد لغضب وثورة كما توقع البعض بل تقبله البعض بترحيب بفعل التعبئة عبر منابر متخصصة، والأكثرية تقبلته بإحباط وخوف من الآتي شل الحركة وكان عاملا مثبطا. وهناك سبب آخر أن حركات التحرك التي أعلنت كانت باعتراف ناشطيها مخترقة أمنيا فلم تحركها ساعة الشارع السوداني بقدر ما حركتها ساعة الجهات الأمنية للدفع لتحرك غير ناضج يؤدي لمزيد من الإحباط. كذلك انشغال جزء مقدر من التركيبة السياسية في التفاوض بحثا عن حلول سلمية بالاتفاق مع النظام على التحول الديمقراطي.
قلت في المرة الماضية إن هناك متغيرات سبعة في بحر العام متعلقة بالانفصال، ودارفور في ظل التساؤل لماذا ليبيا وليس دارفور (ولنتذكر أن قرار مجلس الأمن رقم 1564م فرض حظر الطيران في دارفور مثلما فرضه القرار 1973 في لبييا والتساؤلات الآن تتصاعد لماذا ظل القرار حبرا على ورق)، وذهاب الجزء الأكبر من النفط- وتفجر المواجهة مع المحكمة الجنائية- والاستقطابات في الولايات- والاصطفاف السياسي المضاد ثم الأثر الإقليمي بالثورات كلها تجعل التغيير حتميا، فإما أن يكون التغيير بتحرك استباقي من النظام عبر التفاوض وهو ما يسميه الدكتور حاج علي الانفتاح، أو أن تفلح قوى حية في تفجير الثورة وإنجاحها، أو أن السودان سوف يقع في هاوية تجعله لا يكون. فالثورة السودانية في حالة عدم الوصول للحل الاستباقي هي ضرورة قبل أن تكون حتمية.
بازرعة علي العمدة
يتحدث الدكتور حاج علي عن ان احتمال قيام الثورة في السودان ضعيفة لأنه لا توجد أيديولوجيا ولا توجد قضايا مثيرة للثورة. السؤال هل السودان في حاجة لثورة؟ معظم السودانيين يريدون ثورة والسودان يحتاج لها أكثر من الدول التي قامت فيها الثورات. تلك الدول على الأقل محافظة على التراب الوطني إلا سوريا في الجولان ولكن السودان أجزاؤه تتقطع كل يوم، فهو أحوج ما يكون للثورة.
الظرف الموضوعي لقيام ثورة في السودان متوفر فدارفور فيها حرب وهناك حروب متوقعة في الشرق وجنوب كردفان والنيل الأزرق فهناك المشورة الشعبية الغامضة. الثورات قامت في ليبيا والبحرين وهي دول مرتاحين ليست لديهممشكلة كالسودان محاصر علاقاته سيئة حدوده منتهكة الضربات الإسرائيلية لا رد يحفظ للسودان جزء من كرامتهم. لماذا قامت الثورات استرداد كرامة الناس العدالة الحرية محاربة الفساد لماذا لم يقم السودانيون ساعدتها عوامل أخرى الطبقة الوسطى مسحت في مصر وتونس والبحرين وفي اليمن حيث كان الناس متخوفين من أنه مجتمع قبلي مسلح . الطبقة الوسطى واسعة وتوسع في التعليم عملت طبقة وسطى واسعة جعلت الدعوة لمبادئ الحرية والديمقراطية في السودان الثورات في أكتوبروأبريل لعبت فيهاالطبقة الوسطى دورا كبيرا تفرخه الخدمة المدنية. الآن حدث تفريغ للخدمة المدنية والنظامية مما يعطل ويؤخر قيام الثورة ولكن البلد هي التي تدفع الثمن. ذهب الجنوب ونشبت حرب في دارفور ومناطق كثيرة متخوفة النوبة والأنقسنا وشرق السودان متخوفين من شكل الدولة ما بعد ذهاب الجنوب خاصة مع الحديث المتداول رسميا أنه بعد الانفصال فإن التركيبة العرقية والثقافية أصبحت منسمجمة ويجب تبني أشكال دستورية تنطلق من أننا كلنا منسجمين عرب ومسلمين هناك تخوف من أنهم لا يستطيعون التعايش مع هذا الحال والحل هوقيام ثورة بدون ثورة السودان سيذهب.
بالنسبة للعامل الدولي وتعامل أمريكا كقطب مع الثورات هل بطريقة مثالية أم براجماتية؟ أعتقد أنهم سيحاولوا المثالية وفي منفس الوقت سوف يراعوا مصالحهم لو قامت ثورة في السعودية سيتكلموا عنها بشكل مختلف عن الجزائر.
متداخل: معطيات الثورة كلها متوفرة في السودان محسوبية وفساد ومقاومة في دارفور والشرق. صحيح الغرب يراعي مصالحه لكنه تخلى عن بن علي ومبارك من قبل. بالنسبة للبدائل الانفتاح السياسي بديل ولكن بأي رؤية؟ هل انفتاح سياسي بإشراك آخرين (الحكومة العريضة) بنفس رؤى الإنقاذ، أم تغيير مفاهيم والتعامل مع المسألة كقضية وطن. الدستور الذي يأتي عبر نظام بشكل غير متفق عليه لن يحل المطلوب دستور دائم –الورقة فيها التفاف حول مطالب الشعب الثورة قامت وليست لم تقم . تأخر الثورة فالسودان فيه خلخلة تغيير عبر انتفاضة أو تحول سلمي اما ثورة وانتفاضة وحل سياسي أو ثورة مسلحة في دارفور وجنوب النيل الآزرق وجنوب كردفان. هناك من يفكر بهذا المنطق الملتف على الثورة ولكن الثورة قادمة قادمة.
متداخل: اعتراف رئيس الجمهورية بوجود 10 الف قتيل. عقلية الأحزاب السياسية المعارضة ليست عقلية لاقتلاع النظام حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي يمكنهما استلام أموال من المؤتمر الوطني. حينما أعلن البشير تطبيق الشريعة بالطريقة التي قالها اتصل به محمد عثمان الميرغني هاتفيا ليقول له مبروك تطبيق الشريعة هل هذا هو الميرغني الذي وقع اتفاقية الميرغني قرنق 1987 الاحزاب تعرف أن الحكومة تراوغ والحكومة تعرف الاحزاب تراوغ. الصادق المهدي قال اعطي النظام اسبوع ولم يظهر شيء بعد. وأنا متأكد سيصلوا للا شيء وبعد شهرين ثلاثة يفاوضوا هذا ليس سلوك نظام مراوغ. التركيبة السودانية ليست كالبلدان الأخرى فوزن الأحزاب فيها أكبر واشتراك الأحزاب في الثورة ضروري لقيامها ولكن بطريقتها الراهنة لن تستطيع أن تزيل النظام.
عبد الحميد الفضل- هل ممكن بعد20 سنة ونحن نعرف الاشخاص الذين ظلوا على سدة الحكم هل يمكن لهم الانفتاح والشعور بخطورة الوضع والإحساس بأنهم فرطوا في أرض الوطن وشعب الوطن هل ذلك ظاهر أمامهم. بعد كل محاولات الاتفاق السابقة في جيبوتي والتراضي والقاهرة ونيفاشا وأبوجا هل هذا النظام يمكن ان ينفتح؟ عاصرت اكتوبر وأبريل اختلف مع الذين يقولون لو حصلت ثورة سيحصل تخريب لا زال المجتمع السوداني مترابط والعاطفة السودانية والحب للسودان لا زالت موجودة وأعتقد أن إزالة النظام بثورة سيحدث فرحة أكثر مما يحدث حزن في هذا البلد. نحتاج لمعرفة ماهية هؤلاء الناس كما قال الطيب صالح.
حاتم بابكر عوض الكريم- كلمة إصلاح أشمل من انفتاح. كما الثورة عدوى فإن إدارةالأنظمة لمعالجة الأوضع السياسي لها أثرها على كيفية مكافحة الثورة. المشهد الليبي فيه مخاطر كبيرة من حدوث ثورة ومكافحتها بتلك الطريقة. إذا لم تقم الثورة الاحتمال هو انهيار الدولة. فالثورة تبدأ من النظام بتحقيق إصلاحات أساسية وتحولات حقيقية. إذا أغلق النظام الأبواب في البرلمان يتجه للناس للشارع فالكرة في ملعب النظام ليحدث تغييرا في بنيته ببرنامج إصلاحي واضح. النظام محتاج لروشتة منكم كخبراء سياسيين بما يقود نحو الإصلاح.
صديق عطا المنان إعلام الحركة الشعبية قطاع الشمال: الثورة قادمة والتغيير ضروري.
إيناس أنجلو – الحركة الشعبية: مشكلة البديل الناس تخاف من المؤتمر الوطني لأنه ليس لديه روح وطنية ولا تهمه مصالح الشعب كل ما يهمه أن يظل في السلطة وتتقسم البلاد ويكتفي بحكم الخرطوم. يقولون السودان دولة عربية وإسلامية ولا يطبقون الاسلام في نفسهم الإسلام قرأته بالمدرسة وأعلم أن فيه محبة مثل المسيحية ويقول (لا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق) وانتم تقتلون الشعب السوداني، وكثيرون صارت ليس لهم روح وطنية اعذرهم لأن السياسة السودانية متخلفة. نريد حلا جذريا والبديل الأمثل. لو نظفت البيت لا اضع “الوساخة” في ركن بل أخرجها خارج المنزل، لا يمكن المؤتمر الوطني يظل قاعدا لا بد من إخراجه. قال البشير اذا الجنوب انفصل سنكون دولة عربية إسلامية وهذا يتجاهل القضايا الأخرى إذن لماذا هناك حرب في دارفوروالجميع مسلمين. نريد الثورة وليس البديل.
خالد عويس- لا أعتقد أن الأيديولوجيا أو البديل للخطاب الأيديولوجي يشكل عاملا مؤثرا في قيام الثورة مثال مصر وتونس واليمن وسوريا والبحرين لدرجة، حيث لم تشكل الخطابات الأيدلويوجية خطابا بديلا موحدا سوى خطاب التغيير. ستكون هناك ثورة سودانية لكن تنتظر شرارات أكبر. هناك عراقيل تواجه الثورة السودانية. هناك مخاوف لأن سنوات الإنقاذ خلقت ردة باتجاه القبلية مخاوف أن القادم ربما يكون مسنود جهويا أوقبليا ومسلح وهو مخاوف مقدرة خاصة من الناس في الوسط النيلي. كذلك فإن الانقاد أضرت وخلخلت الطبقة الوسطى- والاتحادات الطلابيةهمينت عليها وحالت دون أن تكون منتخبة بشكل حر. وهناك مضايقات كبيرة جدا للأحزاب والإنقاذ تتهم القوى السياسية بالضعف وتعمل بقدرات دولة لمنع اي تحرك للأحزاب وتتحرك بالأمن وتمنع من أي مسيرات في الشارع بينما يسير المؤتمر الوطني مسيراته. ومن المشاكل أن خطاب المعارضة فيه مشاكل لدرجة ما هو فوقي لا يستصحب فهم الناس العاديين. وفي أجهزة الإعلام ومناهج التعليم نواجه كارثة في التعليم آثارها واضحة في الوعي السوداني تنتج سؤال البديل وتركز عليه لأن الإنقاذ كرست في أذهان الناس أن البديل أشخاص ونحن لا نتحدث عن بديل شخص بل دولة ديمقراطية وفصل سلطات واستقلال القضاء والقضاء الحالي مجير للدولة لا يوجد قضاء مستقل والصحافة مضيق عليها والبرلمان بعد طرد النواب الجنوبيين أصبح مجيرا بشكل كامل للمؤتمر الوطني. سؤال البديل ساذج لأن البديل دولة تحترم مواطنيها وحكومة تخدم الشعب وليس حكومة سيدة والشعب خادم لها
تعقيب د. حسن حاج علي
كلام نور الأنبياء في موضوع العدالة الدولية مختلف عليه، فالشعب لا يتفق حول العدالة الدولية بعضهم معها وبعضهم ضدها لا إجماع. ما يتعلق بأن المنطقة العربية فيها تردي صحيح في الجانب السياسي لكن اجتماعيا فيها اشياء متقدمة. مثلا دور المرأة لو قارنا دورها قبل ثلاثة أو أربعةعقود نجد تقدما كبير في تعليم وانخراط في العمل العام لم تكن موجودة.
والحديث عن أن أوضاعنا من حيث فساد ومحسوبية أسوأ من مناطق أخرى وأن الجو مهيأ للثورة لكن الطرح يضعنا امام تساؤل لماذا لم تحدث الثورة هنا؟
الطبقة الوسطى ليست بالضرورة أن تكون موجودة لقيام ثورة. الثورة البلشفية والصينية قاموا بها الناس التحت والطبقات الوسطى كانت ضدها.
فيما يتعلق بالأيديولوجيا ليس المهم تماسك أيديولوجية النظام قد تكون سقطت وحصل لها نقد لاذع لكن المهم في أيديولوجيا البديل هي التي تقوم بالتعبئة وتجعل الناس يلتفوا حول الثورة. وهذه فيها رؤى متباينة بين القوى المعارضة وهذا يجعل دورها غير قوي.
النقطة المتعلقة برؤية أو إدراك الأمريكان لعلاقة الشمال بالجنوب ليس لأنه سيأتي نظام يكون صديق في الشمال ولكن أن الشمال نفسه عرضة للتفكك وهذا ماقاله ناستيوس قال مشكلة الانقاذ انها ربطت السودان بها لو مشت ستمشي وتتفكك البلد نتفق او نختلف معه هو ما قاله.
الحديث عن أن الخوف من تفكك البلد يجب أن يكون مدعاة للثورة بدلا عن قمعها. إذن لماذا لم تحدث الثورة للخوف؟
يجب توخي الموضوعية البعض يريد الثورة هل نعمل عطاء للثورة للقيام بها؟ نحتاج هنا لوقفة ما يقال لم يكن مقنعا أطروحة عدم وجود الطبقة الوسطى يمكن أن تكون متماسكة واتفق معها لكن لا أجد غير ذلك تفسيرا.
هل الموجودين في السلطة لعشرين سنة يمكن يتحولوا بين يوم وليلة؟ هناك عوامل تدفع الجميع للتفكير بطريقة مختلفة، هناك تحولات داخلية وإقليمية تدفع الجميع لتغيير التفكير السابق. الإنقاذ منذ أن بدأت حتى الآن متغيرة. في تقديري ليس هناك شيء جامد (ستاتيك) إما أن يتكيفوا مع المتغيرات أو تتجاوزهم الأحداث بمزيد من التشرذم والعنف ولا أظن هناك إنسان عاقل يقبل بهذا للبلاد.
ليس المهم التسمية هل هو إصلاح ام انفتاح ام ثورة وتغيير ما يعنيني اننا نريد للحوار الذي يدور بين القوى السياسية المختلفة أن يصل لنهاياته بالاتفاق المطلوب.
بالنسبة للمتحدثة من الحركة الشعبية هذا خطاب يشبه منابر الطلبة ويمكن اعدد مشاكل الحركة الشعبية حتى الغد وسأتجاوز ما قالته.
لا زال السؤال قائما لماذا لم تحدث ثورة البعض يقول ننتظر وستأتي يوما ما فهي كالإمام الغائب ونحن ننتظر الثورة الغائبة.
اقترح لإدارة المنتدى المزيد من الإعلام ففيه أفكار مفيدة للبلد لو اجتهدتم في الإعلان عنه تكونوا قدمتم خدمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.