بدأت أمس أول فعاليات النسخة الثانية للمهرجان بنهارية قراءات شعرية في قاعة الشارقة بالخرطوم وذلك بالتعاون مع معهد البروفسر عبد الله الطيب، واستمرت منذ الثالثة ظهراً وحتى السادسة مساء، في يومٍ فريد جمع بين اليوم العالمي للشعر ويوم الأم الموافق 21 مارس، فتم الاحتفال بالشعر من خلالها بحضوره الجميل والمتنوع، وبالأم من خلال الشعر نفسه. وحضر الافتتاح المميز للمهرجان حشدٌ جماهيريٌ ضخمٌ فاضت به جنبات قاعة الشارقة وكان يتجاوب مع فقرات المهرجان بصورة لافتة، حيث كانت البداية بكلمة مهرجان محجوب شريف للشعر قدمها الأستاذ فيصل محمد صالح، تلتها فقرة قراءة من شعر الراحل المقيم محجوب شريف لقصيدة مهداة للنساء قدمتها مي محجوب، تفاعل معها الحضور تفاعلاً رائعاً. كانت الفقرات التي تلت تعكس فعلياً تنوع أساليب الكتابة والمشافهة الشعرية في السودان فشهدت قراءات لشعراء من أجيال مختلفة، وبلغات ولهجات مختلفة، قرأ فيها الأساتذة الكبار عالم عباس، وأزهري محمد علي، وأنشد محمد طه القدال بالشاشاي للدومه وحلومه بلغة استوعبت لكنة ولهجة دارفور وقضيتها، وحضرت قصيدة لغة البجا (التبداوية) عبر الشاعرة الشابة سميرة البلوي، وأتت القصيدة النوبية مع الشاعر داؤود محمد داؤود الذي ألقى قصيده بأسلوب تفاعل معه الجميع، وحضرت النمة والدوباي في مساحة الشاعر محمود السماني، كما وجدت المرأة وقضيتها في يوم عيد الأمهات عبر قراءات من إيمان آدم خالد، وإيمان متوكل ونجاة عثمان، ثم كانت القصيده الدرامية التي تحكي عن هموم وقضايا الإنسان مع الشاعر الكبير هاشم صديق، وكان الحاضر الغائب محمد الحسن سالم حميد رحمه الله ماثلاً في فقرة كانت بالفيديو من خلال نصه عيوشة، في فقرة تحدثت عبرها القصيدة عن حالها ووظيفتها الأساسية في الحياة الإنسانية ورسالتها. الجدير بالذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اختارت الحادي والعشرين من مارس، والذي يوافق عيد الأم من كل عام، يوماً عالمياً للشعر، وقد اختاره المهرجان لبدء انطلاقته. وسوف تستمر فعاليات المهرجان حتى يوم 28 مارس، ويصاحبها معرض فني، مشتملة على منتديات تقدم من خلالها قرءات شعرية تعكس تنوع أساليب الكتابة الشعرية في السودان. يعقب ذلك مؤتمر للدراسات النقدية يقام بجامعة الأحفاد يومي 30 و31 مارس من الساعة 12وحتى الرابعة عصراً، على أن يختتم المهرجان فعالياته يومي 1/2من ابريل بامسيتين بمسرح خضر بشير بالخرطوم بحري مصحوبا باصدارة تخرج بمناسبة الذكرى الثانية لرحيل شاعر الشعب محجوب شريف الجسدي في 2 أبريل 2016م ويوثق عبرها لنسخة المهرجان وتعكس محتوياته ورسالته الثقافية والاجتماعية ويجئ مهرجان محجوب شريف الثاني هذا العام تحت شعار" حباً للسلام" ترسيخا للدور الذي تلعبه الثقافة والشعر باعتباره أحد ادواتها التعبيرية في البحث عن الخير والجمال والمحبة والسلام.