تنطلق الجمعة في اسطنبول وسط اجواء توتر محاكمة اربعة اكاديميين اتراك بتهمة القيام "بدعاية إرهابية"، بسبب توقيعهم على عريضة تندد بعنف الجيش في عملياته ضد المتمردين الاكراد. وتعتقل السلطات منذ مارس/آذار الاستاذة في جامعة بوازيجي اسراء مونغر واستاذ الفنون الجميلة مظفر كايا والأستاذ في جامعة نيشانتاشي والأستاذة في جامعة يني يوزييل إلى حد شباط/فبراير ميرال جامجه، الذين يواجهون عقوبة سجن قد تصل الى سبع سنوات ونصف. واتهم الاساتذة الاربعة بالقيام بالدعاية بعد ان قروا علنا "عريضة من اجل السلام" تندد "بمجازر" قوى الامن التركية في عملياتها ضد عناصر حزب العمال الكردستاني في عدد من المدن الخاضعة لمنع تجول. ومن المقرر تنظيم تظاهرات دعم امام قصر العدل باسطنبول قبل بدء المحاكمة في الساعة 11:00 ت غ. وفي كانون الثاني/يناير وقع اكثر من ألف و200 مثقف تركي واجنبي هذه العريضة، ما اثار غضب الرئيس الاسلامي المحافظ رجب طيب اردوغان، متوعدا الموقعين بتسديد "ثمن خيانتهم". ولاحقا رفعت دعاوى في مختلف انحاء تركيا واوقف حوالى 20 استاذا جامعيا، ما اعاد زخم الانتقادات بشأن توجه اردوغان السلطوي. ومنذ اشهر يعيش جنوب شرق البلاد حيث الاكثرية من الاكراد، على وتيرة المعارك الدامية اليومية بين الامن التركي وعناصر التمرد. والجمعة، قتل ثلاثة جنود واصيب اخرون بجروح في انفجار عند مرور قافلتهم العسكرية في تونجلي جنوب شرق تركيا، حيث الاكثرية من الاكراد حسبما افادت مصادر طبية رافضة الكشف عن هويتها. واعلن مسؤول عسكري ان الانفجار ناجم عن عبوة يدوية الصنع زرعت الى جانب طريق بين تونجلي والازيغ في جنوب شرق البلاد الذي يشهد منذ اشهر استئنافا للمعارك بين الجيش والمتمردين الاكراد. وأضاف المصدر العسكري ان الجيش بدا تمشيط المنطقة بحثا عن منفذي الهجوم. وتعيش تركيا منذ اشهر عدة في حال تأهب بسبب سلسلة غير مسبوقة من الهجمات المنسوبة الى تنظيم الدولة الاسلامية، او لها علاقة بتجدد النزاع مع الاكراد. وادت العمليات التي اطلقها الجيش ضد مسلحين حزب العمال الكردستاني الذين نصبوا الحواجز في عدد من مدن جنوب شرق البلاد، الى مقتل عشرات المدنيين ونزوح عشرات الالاف. وفي شباط/فبراير واذار/مارس ادى هجومان بالسيارة المفخخة الى سقوط 29 و35 قتيلا تباعا بالإضافة الى عشرات الجرحى في وسط العاصمة التركية انقرة، تبنتهما مجموعة "صقور حرية كردستان" المتطرفة المرتبطة بحزب العمال الكردستاني الذي يقود منذ 1984 تمردا ضد الدولة التركية تسبب بمقتل 40 الف شخص. وفي مطلع أبريل/نيسان، اقترح اردوغان سحب الجنسية التركية من كل من يعتبر "متواطئا" مع حزب العمال الكردستاني من محامين ومثقفين وصحافيين ونواب. وفي موازاة ذلك، تتواصل محاكمة كاتبين اثنين في صحيفة "جمهورييت" اليومية المعارضة في جلسات مغلقة، وتفتتح الجلسة الثالثة صباح الجمعة في الساعة 7:00 ت غ. واتهم رئيس تحرير الصحيفة جان دوندار ومدير مكتبها في انقرة ارديم غول بالتجسس وكشف اسرار دولة ومحاولة الانقلاب، ما قد يلحق بهما عقوبة سجن تصل الى المؤبد. وفي سياق تحركات انقرة لقمع خصومها السياسيين، اوقف سبعة اشخاص بينهم مدير شركة بناء كبرى بتهمة تمويل او الانتماء الى شبكة الداعية فتح الله غولن، الحليف السابق الذي بات عدوا لدودا للرئيس رجب طيب اردوغان، بحسب وكالة الاناضول الحكومية. واتهم خالد دومانكايا العضو في مجلس ادارة شركة دومانكايا للانشاءات "بتمويل منظمة ارهابية". اوقف دومانكايا من ضمن حوالى 100 شخص اوقفوا مطلع الاسبوع في حملة مداهمات نفذتها الوحدة المالية في جهاز الامن في اسطنبول. من بينه هؤلاء ابقي سبعة قيد التوقيف وافرج عن 37 برقابة قضائية واطلق سراح الاخرين. وغولن حليف اردوغان السابق الذي يدير من الولاياتالمتحدة شبكة من المدارس والمنظمات غير الحكومية والشركات تحت اسم "خدمة"، اصبح الخصم الاول للرئيس التركي منذ فضيحة فساد كشفت في اواخر عام 2013. ومذاك، يتهم اردوغان غولن بانشاء "دولة موازية" للاطاحة به، وهو ما ينفيه انصار الداعية. وكثفت السلطات التركية منذ سنتين عمليات "التطهير" خصوصا في صفوف الشرطة والقضاء، في وقت تتواصل فيه الملاحقات في حق مقربين من غولن والاجراءات ضد مصالحه المالية. وفي تحقيق منفصل اوقف 20 شخصا على الاقل الجمعة بينهم محامون ورجال اعمال للاشتباه في تمويلهم شبكة غولن.