تظاهر مواطنو القوز بالخرطوم أمس الثلاثاء لليوم الثانى على التوالى احتجاجاً على أزمة المياه بالمنطقة . واغلق المتظاهرون شارع الغابة المحازي للنيل الأبيض والذي يربط العاصمة بالأحياء الجنوبية منها ، لعدة ساعات. وافاد مواطنون بالمنطقة صحيفة (الجريدة) ان الاجهزة الامنية اعتقلت مجموعة من الشباب من بينهم محمد رفعت، وطالبوا بإطلاقهم، ولفتوا الى ان التظاهر سلمي ويهدف لمدهم بالمياه عبر الشبكة ب (المواسير)، واكدوا رفضهم للحلول الجزئية الاسعافية، بتوفير المياه عبر (التناكر)، وتمسكوا بمواصلة الاحتجاجات حتى تستجيب السلطات وتضع حداً لمعاناتهم بتوفير المياه. وسبق وتظاهر مواطنو الحلة الجديدة والقوز والرميلة (جنوب وسط الخرطوم) الجمعة أول يوليو الجارى احتجاجاً على انقطاع المياه منذ بداية شهر رمضان. وأوضح المواطنون بأنهم ظلوا يعانون من أزمة حادة في الحصول على مياه الشرب لانقطاع الإمداد عن منازلهم باستمرار إلا في ساعة متأخرة من الليل، مما اضطرهم للجوء لأصحاب (الكاروهات) بهدف جلب المياه إلى المنازل. وأضاف المواطنون صعوبة الحصول على المياه حتى من أصحاب (الكارو) في ظل تصاعد أسعار برميل المياه وتفاقم الأزمة. وأقر مدير هيئة المياه جودة الله عثمان فى تصريح للجزيرة نت يوليو 2014 بشح المبالغ المخصصة لمياه الشرب قائلاً ان حكومته رصدت ثلاثمائة ألف جنيه (نحو خمسين ألف دولار أميركي) لمشروعات (الحلول الجذرية) لمياه الشرب بالعاصمة السودانية. هذا بينما خصصت ميزانية حكومة المؤتمر الوطنى لنفس العام ، 8.59 مليار جنيه (جديد) لقطاع الأمن والدفاع والشرطة ، وللقطاع السيادي ( القصر وملحقاته ) 1.55 مليار جنيه ، وللقطاع المتنوع ( سفر الوفود والمؤتمرات والاحتياطي لتمويل نفقات البطانة الفاسدة ) 11 مليار جنيه ، وخصصت لجهاز الأمن 1.45 مليار جنيه . وبحسب الارقام المعلنة فان ميزانية جهاز الأمن تساوى حوالى (4590) مرة ميزانية (الحلول الجذرية) لمشكلة المياه ! وتساوى ميزانية القطاع السيادى – القصر الجمهورى وملحقاته – (4620) مرة ميزانية حل مشكلة المياه !! .