منذ أيام الفنوج إستغل السلاطين القبائل العربية في كردفان و دارفور كصائدي رقيق و كقطاع طرق للحد من النشاط التجاري لسلطنة الفور و تقف حملة السلطان تيراب ضد العبدلاب كشاهد تاريخي علي هذه المسألة، كذلكحروب مملكة تقلي ضد الفونج . ودور القبائل العربية في فترة المهدية معروف لدي الجميع و لا نحتاج للحديث عنه فلقد جيشهم الإمام المهدي لإسقاط سلطة التركية السابقة و توفي فاستلم الخليفة عبد الله الحكم و كان من ضمن ما انجز كتلة المتمة المعروفة فضلاً عن حملات عنصرية أخري في الغرب. و في كتاب الأستاذ جاكوب أكول (عنوان الكتاب: سأمشي تلك المسافة.. حكاية طفل سوداني مفقود في ستينات القرن العشرين صدر الكتاب عن دار باولين؛ منشورات بولين في افريقياز في نيروبي عام 2005م ISBN: 9966-08-061-9) توضيح لدور مليشيات القبائل العربية في كرفان و دارفور في قمع الحركات المسلحة بالجنوب منذ الخمسينات. لم يفعل النظام الإسلامي المجرم و الحاكم الآن غير السير علي خطي الفونج، الإمام المهدي، نظام عبود، نظام جعفر نميري بتجيشه للقبائل العربية في دارفور و كردفان كمحاربين بالوكالة عن سلطة المركز لإخطاع خصوم المركز من العناصر الأفريقية الأصيلة. هذا الوضع المخزي يهدد وحدة السودان و يهتك النسيج الإجتماعي و اللحمة الوطنية. ربما يري البعض أن حديثي هذا إزكاء لنار العنصرية البغيضة فهذا الرأي يعنيهم هم و لا يعنيني كثيراً. لكنني أحسست بضرورة قول هذا الكلام الموجع الآن للتنبيه و لفت النظر تجاه قضية كبيرة سيكون لعدم معالجتها بالكامل آثار خطيرة علي مستقبل السودان المطلوب الآن من متعلمي دارفور و كردفان من بنات و أبناء القبائل العربية التصرف بحكمة و الوقوف بصلابة في وجه المخططات المستهدفة وحدة البلاد و سلامتها و إلجام القوي المعادية للسلام و الحاملة للسلاح لتهدم به النسيج الإجتماعي في دارفور و كردفان من تلك القبائل تنفيذاً لأجندة المركز المتسلط و المستبد من مصادر خاصة عرفت أن ما كان يعرف بالنهب المسلح في الثمانينات لم يكن أكثر من محاولة من بعض عناصر القبائل العربية كالتي ينتمي لها حميدتي و موسي هلال للسيطرة علي سوق البنقو في السودان و بعد أن ضمنوا سوق البنقو و المخدرات هاهم يتجهون نحو الذهب و بقية الموارد الطبيعية بتخطيط المجرمين خدمةً لأنفسهم و ترسيخاً لسلطة المركز الفاسدة و المجرمة لقد نشرت فيما مضي ترجمةً لدراسة عن الصراع في دارفور كتبها الأستاذ الجامعي الأمريكي روبرت كولنز و بتلك الدراسة تفصيل حول تسليح القبائل العربية في دارفور و كردفان منذ أيام نظام مايو الإجرامي الفاسد و البائد و يمكنكم الإطلاع عليها في هذا الرابط http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=440&msg=1372731707&rn=11 ببساطة يتم إستغلال تلك القبائل من قِبَل المركزلإنجاز الحرب بالوكالة و نحن كغيرنا لا نقبل هذا الوضع المهين و الحاط بالإنسانية لبعض عناصر القبائل العربية بدارفور و كردفان. ما انكشف الآن عن جبل عامر و تعدين الذهب فيه دليل آخر علي خراقة النظام و خراقة حلفائه من مليشيات القبائل العربية في دارفور و ستجدون في الرابط أدناه توضيح لتلك الكارثة. http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-260127.htm نعلم بالضرورة بأن بين بنات و أبناء القبائل العربية في دارفور و كردفان الكثير من العقلاء و نعلم أن الخيرين بينهم هم الأكثرية و أن قلة منهم هم أشانوا سمعة تلك القبائل بقبولهم بأداء أدوار لا يقبل بها إلا رخصاء الأنفس من المجرمين و نعني دور الخدمة الذليلة لقيادات المركز الطامعة في مزيد من السلطة و الثروة و النفوذ دون أن يكلفوا أنفسهم شيئاً فهنالك من يخدمهم و ينجز لهم الأدوار الأكثر خسة و نذالة بضرب مصالح و تهديد حياة و قتل أشقائهم في دارفور و كردفان من القبائل الأفريقية الأصيلة. ليكن هذا المقال واحدٍ من المقالات التي تدق ناقوس الخطر و تلفت الإنتباه لكارثة حادثة ستعيق مستقبل السودان.