* بالله عليكم هل هنالك (سفه) أكثر من هذا .. بينما البلاد تعانى من أزمة اقتصادية حادة وشح شديد فى الموارد، لدرجة رفع الدعم عن الدواء، فإن البعض يبحث بكل السبل لتجريد خزينة الدولة من مواردها الشحيحة والسياحة على حساب الغلابة والمرضى والمحرومين !! * إقرأوا هذا الخبر، وتأملوا كمية (السفه) التى تحتوى عليها البدعة الجديدة التى ابتدعها حزب المؤتمر الوطنى وبرلمانه الوهمى الذى يفترض أن يكون احرص مؤسسات الدولة على مصالح الشعب بحكم تمثيله للشعب، ولكنه يهدر مصالح الشعب ويبدد المال العام للترفيه عن اعضائه والصرف على أسفارهم السياحية فى الخارج !! * "ينفذ المجلس الوطني خلال عطلته البرلمانية، جولات تفتيشية، ل10 سفارات سودانية كبرى في اوروبا وافريقيا وآسيا وأمريكا، لمراجعة اوضاع البعثات الدبلوماسية والوقوف على ادائها. وقال نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان متوكل محمود، في تصريحات صحفية امس، ان اللجنة ستقف على عمل المستشارين والموظفين، بجانب تفاصيل العمل الدبلوماسي الاخرى ومقار البعثات. واكد محمود ان الزيارة التفتيشية تأتي في إطار الدور الرقابي للبرلمان على البعثات الدبلوماسية، ووصف الخطوة بالاولى من نوعها، اذ لم يسبق للبرلمان تفتيش اية بعثة بالخارج. وقال المسئول البرلماني ان اللجنة ستنفذ جولات تفتيشية مماثلة لعدد من ولايات السودان، للوقوف على المشاريع التنموية الممولة بمنح من الصناديق والهيئات والمنظمات، وذلك على خلفية ما ذكرته وزارة التعاون الدولي، في تقريرها امام البرلمان بوجود مشاريع تنموية كبرى تنفذ بالولايات دون الاحاطة بتفاصيلها" انتهى الخبر (سارة تاج السر، الجريدة، 23 يناير، 2017 )!! * لم يصدق آكلو السحت أن الامارات أودعت لدى بنك السودان مبلغ (500 مليون دولار)، بالاضافة الى رفع الحظر عن الارصدة السودانية (30 مليون دولار) المجمدة فى المصارف الامريكية عقب رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية مؤخرا، وهما لا يساويان قطرة فى محيط الاحتياجات العاجلة لشعب السودان فضلا عن الدين الباهظ (50 مليار دولار) المتراكم على ظهره بسبب السياسات الرعناء للانظمة السياسية خاصة نظام (الانقاذ)، حتى تسارعوا وتكالبوا وتهافتوا لتبديد المال العام على ملذاتهم وسفرياتهم السياحية بابتداع أساليب جديدة، لم يسبق لأحد السماع بها، مثل بدعة الجولات التفتيشية البرلمانية للسفارات السودانية بالخارج، فضلا عن سفر وفد برئاسة رئيس المجلس الوطنى الى الولاياتالمتحدة، لبحث رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب مع المسؤولين الامريكيين، حسبما أُعلن بشكل رسمى (وهى المرة الثالثة فى أقل من عام التى يحج فيها رئيس المجلس فى معية وفد كبير الى الولاياتالامريكية المقدسة، لنفس السبب) .. بالله عليكم، أليس هذا هو السفه بنفسه؟! * قد يكون مقبولا (مثلا) تسفير وفد برلمانى الى خارج السودان للتثبت او التحقيق أو (التفتيش) فى حالة وقوع حدث معين يستدعى سفر وفد برلمانى، ولكن أن تسافر وفود برلمانية لتفتيش السفارات بدون وجود ما يستدعى ذلك، فلم نسمع بهذا من قبل، إلا إذا كان الغرض هو الترفيه وتبديد أموال الشعب المسكين!! * وقد يكون من المفهوم أن يسافر رئيس البرلمان الى امريكا أو أى مكان آخر فى العالم بترتيبات معينة (دعوة، أو طلب مقدم منذ فترة ..إلخ)، ولكن أن تهفو نفس رئيس البرلمان الى السفر الفجائى الى امريكا، وعندما يصل الى هناك يبدأ فى مطاردة المسؤولين والنواب الأمريكيين حتى يجد من يلتقى به ويستمع اليه، فهو أمر مخجل ومشين، لا يفهم إلا انه ترفيه وسياحة بحتة وتبديد مشين لاموال الجوعى والغلابة والمحرومين تحت ظل ظروف يجب ان تمنع فيها الدولة سفر الوفود الرسمية دعك من اختراع الحيل للسفر بغرض السياحة والترفيه على حساب الشعب المسكين .. ولكن من يمنع، ومن يحرص على مصالح الناس فى دولة يحكمها نظام، ديدنه ودينه الفساد وظلم العباد !! الجريدة الإلكترونية [email protected]