بعد 43 عاما على الاعتداء على مقهى في باريس الذي اسفر عن سقوط قتيلين وعشرات الجرحى في 1974، يمثل الفنزويلي كارلوس امام محكمة خاصة للجنايات بتهمة ارتكاب "عمليات قتل مرتبطة بمنظمة ارهابية". وسيحاكم ايليتش راميريز سانشيز المعروف باسم كارلوس (67 عاما) الذي كان يجسد الارهاب الدولي في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، لثلاثة اسابيع في باريس امام محكمة اختير لها قضاة خصيصا لاقدم اعتداء تتهمه به فرنسا والاخير الذي سيحاكم من اجله في هذا البلد. وسيستمع القضاء ل17 شاهدا وخبيرين في هذا الملف الذي تقع وثائقه الاجرائية في 14 جزءا. ويمكن ان يحكم على كارلوس بالسجن مدى الحياة. لكن الفنزويلي المسجون في فرنسا منذ اعتقاله في السودان من قبل الاستخبارات الفرنسية في 1994، صدر عليه حكمان بالسجن المؤبد لقتله ثلاثة اشخاص بينهم شرطيين في 1975 في باريس، واربع عمليات تفجير اسفرت عن سقوط 11 قتيلا ونحو 150 جريحا في 1982 و1983 في باريس ومارسيليا وفي قطارين. واعتقل كارلوس بالخرطوم بعد صفقة بين جهاز الأمن السودانى والمخابرات الفرنسية . وكان دخل السودان بجواز سفر أردني ، وظل يقيم بالخرطوم باسم عبد الله بركات . وأكد كارلوس ان جهات رسمية سودانية رتبت دخوله البلاد ، واوضح فى مقابلة صحفية (السلطات السودانية كانت على علم بمجيئي. وحتى وزير الخارجية السوداني الذي سافر معي على الرحلة ذاتها كان على علم بالأمر.). وتم تخديره من قبل جهاز الأمن السودانى وكبل بالحديد وسلم لجهاز المخابرات الفرنسية 14 اغسطس 1994 وتم نقله من الخرطوم إلى باريس علي متن طائرة خاصة. وقال وزير الداخلية الفرنسي حين القى القبض على كارولس مقابل خمسين مليون دولار للحكومة السودانية ، للصحافة (نحن لا نترك من يهدر الدم الفرنسي).