التطورات الدراماتيكية في الخليج التي أدت إلي قطع السعودية والإمارات والبحرين علاقاتها الديبلوماسية مع دولة قطر وإغلاق حدودها البرية والبحرية في وجهها سوف يكون له تأثير ضخم اولا داخل الحركة الاسلامية السودانية بين المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني والقارئ لمواقف تياري الحركة الاسلامية من تنظيم الاخوان المسلمين الدولي لن يجد صعوبة في تمييز موقفين متباينين المؤتمر الشعبي يقف بصلابة مع اخوان مصر ورابعة العدوية عندهم ككربلاء في ذكراها تلطم الخدود وتشق الجيوب والمؤتمر الشعبي يجد الدعم المادي والديبلماسي من قطر بإعتبارها الراعي الدولي لتنظيم الاخوان المسلمين وعليه فإن موقف المؤتمر الشعبي سوف يكون بجانب قطر ومحورها الجديد اما المؤتمر الوطني فالقيادة العسكرية والأمنية قصقصت كل اجنحته الاخوانية وأصبحت امتداداته الاخوانية ضعيفة وتحول المؤتمر الوطني إلي لافته سياسية يعمل من خلالها البشير وزمرته لتمرير اجندته الخاصة وهي بقائه علي سدة الحكم فمن الواضح ان طه الحسين مدير مكتب البشير اللاعب المحوري لاختيار النظام لمعسكر السعودية التي سوف تكون صارمة مع النظام لتحديد موقفه وبوضوح كما فعلت معه بشأن علاقته مع ايران وألزمته بقطع علاقته بها وفورا وهو كذلك في امس الحاجة للملكة العربية السعودية لمساعدته في عملية رفع العقوبات الامريكية عنه فهذا يعني ان مساحة المناورة واللعب علي الحبلين تكاد تكون معدومة ومؤشرات اختيار نظام الخرطوم للحلف السعودي هو سحب الخرطوم لكل إتهاماتها لمصر وزيارة غندور لمصر وتقديم إعتذار لها بشأن تصريحات البشير الاخيرة واتهامه لمصر بدعم حركة تحرير السودان وشاهد الجميع غندور في مؤتمره الصحفي مع شكوى وزير خارجية مصر كيف كان مسكيناً يفكر بعقلية عثمان البواب عندما اطلق تصريحات بقدسية العلاقة مع مصر وإعلام النظام كان قد حشد الشارع السوداني لحرب مع مصر تحسين العلاقات مع مصر وبلع اى إتهام لها أوامر سعودية اختار الفريق طه الحسين لتنفيذها ابراهيم غندور الطرطور علي اى حال تأثير تطورات الخليج سوف يكون لديها انعكاس كبير داخل الحركة الاسلامية اى بين الشعبي والوطني يكبر هذا التأثير ويأخذ مواقف حاد ومفصلية مع مرور الوقت وقد نشهد المفاصلة الثانية وقد نشهد انقلاب البشير علي كل الاخوان المسلمين في السودان بشكل واضح وحاسم وهنا نذكر عبارة طه الحسين بشأن تصفير العداد انها حقا ورطة.
