أخيراً حقق لنا (رئيسنا) – عمر البشير- فتحاً إسلامياً جديداً نباهي ونفاخر بِه وسط "الأمم الإسلامية" .. فقد حطم لنا الرقم القياسي في "الحرب والحج" المُسجل باسم الخليفة العباسي الأشهر "هارون الرشيد" .. والذي ظل مُحتفظاً به لفترةٍ تجازوت الألف عام .. قبل أن يأتي خليفته المُشير "المؤمن" مُنتزعاً منه اللقب عن جدارةٍ وتفوق وبفارق كبير من النقاط . وكما يعلم القارئ/ة إن هارون الرشيد كان يُحارب عاماً ويذهب حاجاً في الذي يليه ، حتى لُقِب ب "الخليفة الذي يغزو عاماً ويحج عاماً" ، ولكن غزوات هارون الرشيد كانت موجهة خارجياً من أجل الثروات وسبي النساء والغلمان باسم الله والإسلام وفتوحاته ، بينما سلفه "البشير" يحج ويغزو شعبه الأعزل (سنوياً) – ولله الحمد والشكر – وبالطائرات لا بالمنجنيق ! ضحكت ملء فمي وأنا أشاهد صورة المشير المؤمن التي نشرتها وكالة الأنباء السعودية هذا الصباح وهو يؤدي مناسك العمرة مساء أمس .. وحقيقة لم تشعرني صورته في ملابس "الإحرام" بالوقار والرهبة الملازمين لعظمة زيارة الأماكن المقدسة .. بل بدأ لي مثل شخصية "طرزان" وهو شبه عارِ من ثيابه ، شكله طرزان ونظرته إلى الكاميرا نظرة طرزان .. تلك النظرة الباهتة التي نراها في القصص المصورة وهو يتأهب لتسلق الأشجار. خشيت من أن أكون قد اسأت الظن والأدب مع الرجل خاصة وانه بمكان يفترض فيه القداسة والوقار .. فأرجعت البصر كرة واثنين فبدت لي صورته دون سائر المعتمرين الذين رأيتهم من قبل مقززة مثيرة للقيئ والقرف والاحتقار . تعجبت كيف يجرؤ شخص على الوقوف بين يدي الله ويديه ملطختين بدماء الأبرياء وسيرته مكتظة بنهب أموالهم وهتك أعراضهم ، وإندهشت ، كيف يمكن لهذه الكتلة من الكذب والدناءة والحقارة أن تقف مع الأخيار والأطهار من بقية عباد الله ؟ وكيف سيتصرف الرجل المشهور اسماً ووسماً بالكذب حال قرأ إمام الحرم آية : (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب) ؟ وتخيلت منظر الشيطان الرجيم وهو يخرج أنيابه السوداء مقهقهاً وهو يراه بملابس الاحرام .. ولسان حاله: على هامان يا فرعون ؟ دعونا نخرج الآن من كآبة المنظر وندخل إلى الطريف المضحك ، فقد إستمعت العام الماضي لأحد دهاقنة النفاق والكذب من شيوخ الدجل الديني وهو يعلق على ذهاب رئيسه للحج قائلاً : إن "البشير" رجل مؤمن يُريد أن يكون وعلى الدوام مؤمناً طاهراً، لذا يحرص على التطهر والتكفير بالذهاب إلى الحج ، والوقوف بين يدي الله .. والمضحك ان هذا هو نفس السبب الذي تذهب من أجله راقصة مصرية شهيرة إلى الحج كل عام. وسبق وقرأت تصريحاً للراقصة المشهورة – لا أتذكر اسمها – تقول فيه انها تحرص على أداء فريضة الحج كل عام كي تكون طاهرة دائماً وكي تكفر عن كل خطايا السنة السابقة ، وختمت قائلة بتأكيد وحزم : ( أنا ما برآصش إلا بعد 40 يوم من الحج عشان أحافظ على حجتي .. ومال إيه؟). لا نقول للرجل الذي دنس المكان والزمان عمرة مقبولة – لا تقبلها الله – ولا نتوقع تغييراً في بلادنا بعد "عمرته" الكذوبة ، ولا نريد .. فقط نريد منه ان يحذو حذو الراقصة "المؤمنة" ويتعلم منها "الحكمة" كما تعلم منها الرقص وهز الأرداف .. وذلك بأن يتوقف عن الرقص لمدة 40 يوماً بعد عودته . ألا لعنة الله على سيول القرف التي أصبحت تنهال علينا في الغداة والعشي .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .. وانا لله وانا إليه راجعون .. وكل عام وأنتم بخير .