خروج: * هل تحولت قوات اليوناميد إلى مرتزقة في السودان؟! أي: هل صارت مرتزقة (خصوصية) تحت راية نظام المرتزقة الحاكم للبلاد؟! فمواقفها المتراخية إزاء هذا النظام تعصف بها في هوة الفضائح المدوية.. ودوننا أحداث معسكر كِلمة الأخيرة التي جاءت لتبين عار اليوناميد وهي تتجاوز عدوان الحكومة على النازحين وتحوله إلى مجرد اشتباكات (متكافئة) بين طرفين؛ لتساوي الضحية بالجلاد..! لم يتبق لأصحاب القبعات الزرقاء في دارفور إلّا أن يلحقوا بكتائب طاغية السودان في اليمن..!! النص: * الخلاصة المختصرة المتفق عليها حول أحداث معسكر كِلمة للنازحين ومأساة أهله؛ أن البشير ذهب ليقتلهم فحسب.. عاوده الحنين إلى الدم؛ فهو لا يختلف عن تلك الكائنات التي نراها عبر أفلام الإثارة تتغذى بالدم البشري ويشكل لبنة حياتها الأساسية..! مع ذلك ظهر بعض كتاب الحزب الحاكم في السودان بمحاولاتهم البهلوانية للقفز فوق الأحداث حسب ما هُم مأمورين به من تزييف للحقائق.. فمنهم الذي وجد ضالته في حبل (عبدالواحد محمد نور) ليعلّق عليه المسؤولية في الاحداث؛ رغم أصوات الحكومة التي تخرج علينا من حين لآخر لتؤكد: (لا مكان لعبد الواحد في دارفور) أو: (لا وجود للتمرد في دارفور).. الخ. * وانبرى أحد كتاب الصحافة الساقطة؛ ممن عُرفوا بالرخص وتلوين الأباطيل على هوى أسياده القتلة؛ ليضيف فصلاً لمسرحية نظام السفاح عمر البشير حول أحداث معسكر كلمة التي راح ضحيتها أبرياء (مع سبق اصرار الطاغية المذكور على ارتكاب المجزرة)! الفصل المسرحي مدعَّم بخيبة الكاتب الضلالي في (الخيال) والإدعاء؛ ومدعماً بالخبث لصناعة فتنة قبلية يأمل الحقود حصاد وقودها بين بعض قبائل المعسكر التي رفضت (بالجملة) زيارة المجرم عمر البشير.. هذا الكاتب من فصيلة (المؤلفة قلوبهم بالدولار) حكى الرواية المسرحية بعكس ما يقوله أهل الأرض في (كِلما) وكل ما أراده من الدوران السخيف والغبي بالكتابة المنمقة؛ هو تبرئة حكومة الإبادة من دماء الضحايا.. هكذا ببساطة.. ومن ثمّ تلفيق التهمة لأطراف مناوئة للنظام؛ رغم علم الدنيا كلها ببداية السيناريو الواضح الذي رسمه البشير وجماعته بعنادهم؛ لإضافة اسماء جديدة لسجل الإبادة الجماعية في دارفور؛ وذلك بإصرارهم على حل (عقدة البشير العصِية) بزيارة ضحاياه غصباً عنهم.. فالزيارة سيعدها الدكتاتور وأجهزته انجازاً وانتصاراً تاريخياً على الضحايا..! * الكاتب المُتكلِّب الذي نخشى تلويث المساحة باسمه؛ يظل مثل أقلية بلا ضمائر؛ حاولوا عبر منابر الإعلام ترديد ذات الأسطوانة لترويج صورة عكسية تماماً تظهِر الضحايا كأشرار؛ بينما (الفضيلة) يمثلها أكبر سفاح في التاريخ المعاصر هو عمر البشير وأجهزته التي تعيش بأجرة (القتل)! هكذا يريدون أن تتزين صورة سفاحهم بسجله الدموي وسيرة انحطاطه.. ومعظم هؤلاء الكتاب المدافعين عن الرئيس الهارب من العدالة ونظامه الاستبدادي يحتمون في دفوعاتهم بطرفٍ (مُفتعل) كعادتهم؛ يرمون عليه التُّهَم الجزاف؛ بينما لو صبروا لخرج عليهم البشير نفسه ل(شيل التهمة)!! وماذا يضير السفاح إذا اعترف بجرائمه الجديدة في (كلمة) فقد أمِن من العقوبة لسنوات طويلة تراكم فيها إجرامه.. والذي يأمَن العقوبه كحاله سيسرف في القتل ولا يبالي.. فالدولة دولته وتسخير (المرتزقة) متاح لديه من مال الشعب؛ هو لا يدفع أجرتهم من مزرعته..! * كلما استجدت موبقات السلطة نجد بعض الكتاب لا يمجِّدون البشير إطلاقاً بحروف مباشرة؛ فهم يعلمون أن التمجيد المباشر سيهزمهم أكثر، نسبة لصفاته السُّفلى؛ ولذلك يتحاشون تماماً الإشارة إليه ليحدثونا عن (الخونة والمارقين والعملاء ومناضلي الفنادق) إلى آخر الافتراءات المكررة؛ وهاهم بعض المدونين يحمِّلون مسؤولية أحداث كلمة (للعملاء) الافتراضيين وسيظل كتاب السلطان في أكاذيبهم حتى لو خلت الفنادق من المناضلين!! بينما لو فكّر الواحد من هؤلاء الكتاب مغسولي الدماغ بربع عقله لرأى الحال المستقر في (معسكر الموت) قبل زيارة البشير المنحوسة لدارفور ونتيجتها الكارثية.. لكن كما يبدو لا يمثل سلام دارفور وأمنها رغبة جادة للبشير أو للتابعين (ولو أعجبتكم خطبه العويرة المضللة ذات الآيات المنطوقة بجهله الصارخ).. مع ذلك يخرج إلينا أكثر من (بطل ورقي)؛ ليفضحوا أنفسهم قبل أن يفضحوا نظامهم بإدعاءات خرقاء عن امتلاك (الحقيقة) حول ما جرى لأهل كلمة من تقتيل وأذى جسيم.. والذي لا تختلف حياله العقول أن الوقائع تفصح عن الواقع بلا حاجة لزخرفة كُتاب الباطل؛ فمهما تذاكوا ستظل الحقيقة (أن البشير ذهب ليقتل الناس في كِلمة) وما المدهش في هذا؟! أعوذ بالله الجريدة