مصطلح جمهوريات الموز مصطلح قديم استخدم في إشارة لدول أمريكا الوسطى والكاريبي ، حين كانت الإمبريالية العالمية بقيادة أمريكا تزعزع استقرارها عن طريق دعم الانقلابات للسيطرة على تجارة وإنتاج الموز الذي تشتهر به تلك البلدان! والمثير للسخرية أن العرب لا يزالون يستخدمون المصطلح على سبيل السخرية، علماً بأن تلك البلدان تعيش الآن حالة استقرار وتنعم بديمقراطية لا تعرفها الدول العربية مجتمعة، كتب لي كاتب سعودي ذات مرة غامزاً على موقع "تويتر": نحن لسنا جمهورية من جمهوريات الموز؟ أضحكني كما استفزني استخدام المصطلح من قبل عربي وسعودي، فقلت له: لا شك عندي أنكم لستم جمهوريات موز بل أنتم ممالك بلح؟ ف"كوستاريكا" التي تصنف كجمهورية من جمهوريات الموز احتفلت قبل عدة سنوات بمحو أمية جميع شعبها، بينما من يحكمكم لا يزال يتأتي ويتعثر في نطق آية من القرآن الذي يحكم به شعبه! كما لها دستور يعتبر من أرقى دساتير العالم في الحقوق والواجبات بينما ممالكم لا تملك دستوراً وضعياً حتى الآن، إذ أن مملكتك بلا دستور وضعي محترم يحترم الإنسان ويكرمه ولا تزال تحكم بالقرآن والسنة! ولك أن تعرف أن من يقود حكم كوستاريكا هي امرأة تنوب عنها امرأة، بينما المرأة في ممالكم تُمنع من قيادة سيارة خشية أن يخرج عليها شيطان من تحت دواسات "الفرامل" فيعانقها وتعانقه، وينجبا ذرة شيطانية في مملكة رحمانية لا تأتيها الخطيئة من بين يديها ولا من خلفها بل من سيارات نسائها! فبهت الذي فجر! قد يقول قائل مالنا وعربان الخليج، وأنا مع هذا القائل: مالنا ومالهم وال"فينا يكفينا"، ولكن والحق يقال أقول لذلك القائل: ربما هذا التطويل محاولة من البنان والقلم لتلافي الكتابة عن المأفون الذي يحكمنا، والذي أصبح لا يثير الحواس ولا يحركها ! لقد سئمنا وقرفنا يا الله ! وعلى ذكر الموز شاهدت بالأمس المأفون وهو يخطب في جماهير "الدمازين" بولاية النيل الأزرق، بالطبع كان يحدثهم بنفس طريقته الساذجة إياها، إذ بدلاً من أن يفسر لهم سبب الغلاء الفاحش الذي قصم ظهورهم المقصومة أصلاً، لجأ لطريقته المكرورة في الارتجال والطبطبة ومخاطبة العاطفة الجياشة، كان منظره أشبه بمنظر "جحا" وهو يلقي موعظة من مواعظه التي تهدي ولا تعظ، خاصة حين صرخ فجأة قائلاً للجماهير: "موزكم في النيل الأزرق أحلى موز في العالم"، ثم قفز راقصاً دون أن يقول لهم كيف نطور ونصدر هذا "الموز العظيم" لبقية دول العالم فنفيد ونستفيد ، كان أشبه بمونولوجست يقدم عرضا من عروضه وليس رئيساً يخاطب شعبه! ولكنه معتوه، ولا ريب فقد قالت العرب قديماً: عقل المرء مخبوء تحت لسانه! رغم ذلك الأداء البائس إلا أنني واصلت مشاهدته، لانني ومهما قاطعت حديثه إلا انني لا أزهد في متابعة رقصه، إذ يشدني – والحق يقال – بتميزه في التلاعب بجسده، خصوصاً نصفه الأسفل، والذي يهزه بخفة تحسده عليها "نجاة غرز" و"كوثر جبرة" وبقية الماجدات من راقصاتنا، ولكن ولسوء حظي كان رقصه سيئاً هذه المرة، على نحو جعلني أخشى أن تكون موهبته الحركية قد لحقت بالعقلية، فأفقد معه مصدر من مصادر ترفيهي ومتعتي! إذ كان يهز جسده يطريقة هستيرية كمن يتخبطه الشيطان من المس، هذا رغم أن المغني الأجش كان يردد بإصرار دؤوب على أن المهزوز الماثل أمامنا هو الذي "علّم الجبل الثبات!".