قرأت مقالا للكاتب والاعلامي السوداني عبد اللطيف البوني بصحيفة نخبة السودان تحدث فيه بالكثير والكثير عن محاولات مصر لتحجيم السودان ودورها داخليا وخارجيا متناولا مغالطات لا منطقية ماتناسيا الكثير والكثير ايضا من الحقائق الثابتة والاسباب الحقيقية للازمات التي تمر بها العلاقة المصرية السودانية من توتر والتي اعتقد بل اكاد اجزم بان البوني كتب ما كتب فقط لمساعدة النظام السوداني في صناعة ملهاة جديدة ومحاولة مستميتة لصرف انظار الشعب السوداني عن معاناته اليومية في الحصول علي قوت يومه . رابط المقال http://www.sudanelite.com/?p=47704 السيد البوني هل تعنتقد ان الشعب السوداني هو من ( البلاهة ) ليصدق كل ما ذكرته في مقالك ؟ في رأيي ان مقالك هو استخفاف بل واهانة لعقلية الشعب السوداني والكل يعلم مدي ثقافة واطلاع ابناء السودان ,ويكفي هنا ان اذكر لاذكرك بما هو معلوم من المشرق الي المغرب ان الشعب السوداني اكثر الشعوب العربية قراءة واطلاع وثقافة . وهنا اورد اليك بعض ما نسيته او بالاصح تناسيته خلال مقالك :- فقد نسيت ان تتذكر لتذكر ان الكيزان حكام السودان هم من قاموا بمحاولة اغتيال الرئيس المصري محمد حسني مبارك فى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا فى 26 يونيو عام 1995 أثناء استعداده للمشاركة فى القمة الأفريقية. نسيت ان تتذكر لتذكر قيام المظاهرات لرفض عزل محمد مرسي وقد شارك في هذه التظاهرات قيادات إسلامية مرموقة في حزبي المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير، والمؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الترابي، ورددت التظاهرات التي توجهت الى السفارة المصرية في الخرطوم هتافات: "يسقط حكم العسكر" تحت حماية وبتنظيم شرطة وجنجويد عمر البشير العسكري الانقلابي الذي يقتل الطلاب والمدنيين العزل عندما يخرجون للمطالبة بحقوقهم مما يثبت ان النظام المتأسلم في السودان هو الذي بدأ بمعاداة النظام المصري . نسيت ان تتذكر لتذكر ان التركي اردوغان رفع يده بعلامة رابعة بعد اتفاقه مع الكيزان بمباركة البشير ليؤشر بوضوح لا لبس فيه انه اتفاق ليس لمصلجة البلدين السودان وتركيا فقط بل و ضد مصر ايضا ( هذا اذا كان بيع ارض السودان للاتراك هو في مصحلة الشعب السوداني ) . نسيت ان تتذكر لتذكر ان رؤساء اركان السودان وقطر وتركيا اجتمعوا في ليلة التوقيع علي بيع سواكن فما هو القاسم العسكري المشترك بين الدول الثلاث بما بينهم من مساحات شاسعة تفصل بينهم ؟ وهو ما يؤكد ان ان النظام السوداني يتحالف مع كل ما هو معادي لمصر . ونسيت ان تتذكر لتذكر ان النظام السوداني ارسل ابناءه لخوض حرب باليمن لا ناقة لهم فيها ولا جمل فقط لاسترضاء دول الخليج والحصول علي بعض الفتات ليطيل عمر بقائه بالسلطة وذكرت ان مصر تقف حائل بين تقارب السودان ودول الخليج . السيد البوني انت تعلم اكثر مني ان السبب الحقيقي في اضعاف وافقار السودان والوصول للوضع الحالي هو النظام السوداني الذي اهمل كل مناحي التنمية في بلد هو كنز لاهله لو كان حكامه يهتمون فقط بمصحلة السودان واهله ويديرون سياساتهم لهذا الغرض . انت تعلم اكثر مني ان النظام في السوداني هو السبب الحقيقي لوضع السودان في دائرة العقوبات الامريكية وما نتج عنها من صعوبات اقتصادية تسببت ضمن مسببات اوجدها النظام في زيادة معاناة واعباء المواطن السوداني . انت تعلم اكثر مني ان السبب الحقيقي في انفصال جنوب السودان عن شماله هو النظام المتأسلم الذي لا يجيد الا التفريط . انت تعلم اكثر مني ان النظام في السودان ما هو الا نظام متطفل ومرتزق يرتمي في احضان من يدفع له اكثر ويأكل علي كل الموائد حسب ما تحتويه هذه الموائد فتارة هو مع ايران وتارة هو مع السعودية وتارة هو مع صدام حسين وتارة هو مع الكويت وفي الاخير ينضم الي تحالف تركي قطري , نظام تسبب في اهانة وذل مرير لشعب هو من اطيب الشعوب واقواها بشهادة التاريخ . الحقيقة الوحيدة التي ذكرتها في مقالك هي ( السودان ومصر في سرج واحد مهما أنكر الناكرون هنا أو هناك . والسودان القوي هو صمام أمن مصر) . وفي الاخير اتسائل وبنفس سؤالك ولكن متى يدرك النظامين السوداني و المصري أنهما بسياسة إضعاف بعضهما البعض يدخلان الشعبين في دوامة فقر وضعف وتناحر لا يعلم مداه وعواقبه الا الله؟ . حسبنا الله ونعم الوكيل