قال المشير البشير في حوار نشر بالتزامن بين صحيفتي (الإنتباهة) و(الشرق) القطرية اليوم 22 مايو أن السودان ليس محصناً تحصيناً تاماً عن الثورات التي انطلقت من الشعوب العربية، بيد أنه أشار إلى أنه بعيد عنها، لأنه قريب من نبض الشارع ومتاح للجماهير من خلال حرية التعبير وإبداء الرأي. ولفت البشير إلى أن الإصلاح هدف دائم، لافتاً إلى أن المشاورات تجرى مع جميع القوى السياسية والأحزاب والعلماء والمفكرين، لإعداد دستور دائم يعبر عن تطلعات وآمال الشعب. وأعلن البشير عدم ترشحه للرئاسة في الانتخابات المقبلة، وأكد دعمه لترشيح أحد الشباب. وقال بقدرة حكومته على مكافحة الفساد، وتحدى أية جهة تثبت أن مسئولا حكومياً مرتشٍ، مشيراً إلى أن السودان يمتاز عن غيره من الدول بوجود تشريعات ومؤسسات تحمي المال العام . وعلق محلل سياسي ل (حريات) بان البشير وبعد كثير من التبجح بان نظامه في منأى عن الانتفاضات في المنطقة يتواضع الآن جزئياً ويقول انه ليس محصناً تماماً ، ومرد هذا التواضع المفاجئ التحركات الجماهيرية التي تمت مؤخرا – تظاهرات الشباب في 30 يناير ، وتحركات طلاب الجامعات في شتى المدن السودانية ، تظاهرات حركة تحرير السودان ، واضرابات العاملين ، وتظاهرات جماهير العاصمة احتجاجاً على انقطاع المياه ، الخ . وأضاف المحلل السياسي بان حديث البشير عن عدم ترشحه للرئاسة بعد أربع سنوات تضليل يهدف لتخدير قوى التغيير ، فهو يواجه اتهامات المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم إبادة وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ، وتؤكد ردود فعله ، وخطاباته انه على استعداد بالتضحية بكل الشعب السوداني كي لا يمثل أمام العدالة ، حتى ان حزبه صاغ شعاراً مستفزاً يوزعه كملصقات : ( 40 مليون فداك يا البشير) ، وهكذا فان البشير لن يتنازل عن السلطة طوعاً ، والسبيل لتحقيق ذلك ، اما إزاحته بانتفاضة شعبية ، أو بضغط جماهيري واسع وكاسح يجعله يتجرع الدواء وهو غير راغب به . وختم المحلل السياسي بان نظام البشير هو الاسوأ مقارنة بالأنظمة التي اطاحتها الانتفاضات ، سواء من حيث الأزمة الاقتصادية الاجتماعية ، وتزايد الغلاء والفقر والبطالة ، أو من حيث القمع ، أو انتشار الفساد ، الذي تحول إلى نظام شامل يتم بتواطؤ ومشاركة رئيس النظام واخوانه و أسرته .