تتضارب بيانات حكومة ولاية كسلا عن ما عُرف بقضية الشركة الصينية ، بيانا يلي بيان ، وتغالط فيها نفسها بصورة فاضحة قبل الآخرين ، في محاولة يائسة لتغبيش الرأي العام ، والتستر علي جريمة كبري في إهدار موارد البلاد وتعطيل عجلة التنمية ، ولكن هيهات ، فنحن لها بالمرصاد . يشيع والي كسلا آدم جماع عبر إعلامه ، وحسب ما ذكره بنفسه نصا ، بإن قيمة ما تركته الشركة من معدات وآليات وتجهيزات يصل إلي 25 مليون دولار ، وبما لغة الأرقام هي دائما المفضلة والمرغوبة ، يقع والي كسلا وحكومته في الفخ . مرفق صورة بوليصة جمركية واحدة صادرة من جمارك البحر الأحمر بتاريخ 05/09/2012 لآلية من آليات الشركة التي يتورط والي كسلا وأقطابه فيها بالفساد، قيمة البوليصة الجمركية هي 16.088.000 مليون دولار ( عليها دائرة ملونة ، والقيمة بالدولار حسب نظام الجمارك السودانية ). إذا كانت قيمة آلية واحدة تفوق ال 16 مليون دولار ، ويوجد خط كامل للكهرباء بطول 82 كيلومتر وقيمة 4 ملايين دولار ، وعدد البواخر التي شحنتها الشركة من الصين إلي ميناء بورتسودان وهي تحمل معدات وآليات وتجهيزات العمل في التنقيب حوالي 21 باخرة ، فكيف تكون قيمة كل ممتلكات الشركة ومعداتها مُقدرة من والي كسلا ب 25 مليون دولار ؟؟؟!!! الآلية المشار إليها في البوليصة أعلاه هي وحدة تركيز الذهب Gold Gravity Separation Plant، وتعتبر من أحدث التقنيات الألمانية المتطورة في مجال التعدين ، وتعمل علي تركيز وسحب عنصر الذهب فقط من المادة الخام عبر تكنلوجيا تعمل بصورة فيزيائية دون إضافة كيميائيات ، وأهم ما فيها أنها صديقة للبيئة ، حيث لا حوجة فيها لإستخدام الماء أو السينايد القاتل والمدمر للبيئة والإنسان علي حد السواء، والذي تستخدمه أغلب شركات الذهب التي تعمل في البلاد دون رقابة جادة من الجهات المسؤولة . هيئ نفسك عزيزي القارئ لتلقي الصدمة الأولي الآن ، هذا الجهاز وبهذة القيمة المالية الكبيرة والتقنية العالية ، وفي سلوك يكشف إهدار متعمد لموارد البلاد ، باعه والي كسلا آدم جماع بمزاد مقفول كحديد خردة بميناء بورتسودان وبقيمة 2 مليار جنية فقط لا غير !! ( الجهاز جاء مفكك ولجهلهم به وقيمته تم بيعه حديد خردة ) . الصدمة الثانية أن الجهاز معروض الآن من قبل المشتري ( أقام والي كسلا آدم جماع المزاد حصريا علي مشتري واحد ) في الشركة السودانية للمعادن بقيمة 10 ملايين دولار .!! لتبقي قضية الشركة الصينية في ولاية كسلا ، صندوق بندورا يحمل كل الشرور ، رائحة فساد تزكم الأنوف ، وتدمير وتعطيل ممنهج لمقومات التنمية وأسس النهضة ، في منطقة من أكثر مناطق البلاد فقرا وتهميشا . نبيل شكور. مارس 2018.