ضربت السودان أمس الاثنين سحابة من رماد بركاني أدت لإغلاق مطار الخرطوم ووقف العديد من السفريات، وكانت بأثر من انفجار بركان نابرو بين الحدود الأرترية والأثيوبية، بينما تستمر سحابة رماد البركان في التوجه شمالا متسببة في إعلان حالة طوارئ قصوى في مصر وتهديد كل من الأردن وإسرائيل التي يتوقع ان تضربها السحابة اليوم الثلاثاء، وقد تسبب البركان في قطع زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلري كلينتون لأديس أبابا. وقالت عمان نيوز إن الرماد البركاني يؤدي إلى التأثير بشكل كبير على الملاحه الجويه للطائرات فهي لا تستطيع الطيران في سحب الرماد البركاني نظراً لأنها تتسبب بتعطيل محركات الطائرات. وكان انفجر مساء الأحد بركان يقع في القارة الأفريقية و تحديداً على الحدود الأثيوبية – الأريتيرية إثر عدة موجات اهتزازية ضربت دولة إريتريا (جنوب البحر الأحمر) تراوحت قوتها بين 4.5 و5.7 على مقياس رختر وعلى عمق 7.4 كيلو متر, و التي أدت إلى ثوران أحد البراكين تسبب في قذف كميات هائلة من الرماد البركاني. وفق آخر التقارير الواصلة إلى “مركز طقس الأردن الإقليمي للتحليل و التنبؤات الجوية” فإن الرماد البركاني وصل إلى ارتفاع 15 كم في الغلاف الجوي. ولاحقاً الاثنين رصد المركز عبر منظومة الأقمار الاصطناعية بأن كُتلة كيبر من الرماد البركاني اتجهت إلى الشمال و الشمال الشرقي بإتجاه الأراضي السوادنية، و بدأت كميات كبير من الرماد البركاني بعبور الأجزاء الجنوبية من الأراضي المصرية في استمرار لحركتها الشمالية. و في تطور مهم توقع مركز مراقبة الرماد البركاني في تولوز (فرنسا) التابع الأرصاد الجوية الفرنسية “المسؤولة الرسمية عن توقع حركة سحب الرماد البركاني في أجزاء من العالم” بأن تصل كميات كبير من الرماد البركاني ظُهر الثلاثاء إلى جنوب المملكة الأردنية الهاشمية و شمال غرب المملكة العربية السعودية. و لم تتخذ السطات الأردنية المختصة أي إجراء “و لو حتى احترازيا” تجاه آخر تطورات البركان. **فزع اسرائيلي من وصول الرماد البركاني إلى أجوائها: و في الوقت التي غابت الجهات الرسمية الأردنية عن الحدث ، سادت حالة من الفزع عند اسرائيل من وصول سحابة رماد بركان “إريتريا” إلى الأجواء الإسرائيلية، وذلك بعد الصور التى التقطت من الأقمار الصناعية والتى أظهرت الاتجاه الذى تسير فيه السحابة. وذكرت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلى أن صور الأقمار الصناعية التى التقطت مساء الاثنين لسحابة الرماد البركانى التى وصل ارتفاعها إلى 15 كم تتجه نحو إسرائيل، وذلك بعد أقل من يوم واحد على انفجار بركان “نابرو” على الحدود الأثيوبية الإريترية والتى تبعد عن الحدود الإسرائيلية مسافة 1700 كم، مشيرة على أن هذا الانفجار البركانى جاء بعد العديد من الهزات الأرضية. وأضافت القناة الإسرائيلية أن السحابة تكونت نتيجة للأحوال الجوية المتدهورة، وهى تتجه نحو الشمال، وهذا ما أدى إلى فزع إسرائيل من وصول هذه السحابة الى إسرائيل، حيث وضعت هيئة المطارات الإسرائيلية الخطط لمواجهة إمكانية إلغاء العديد من رحلات الطيران من مطارات إسرائيل فى حال وصولها. **إغلاق مطار الخرطوم و حالة طوارئ قُصوى في مصر: و في سياق مُتصل، أعلنت سلطات الطيران المدني في مصر حالة الطوارئ القصوى لمواجهة تداعيات سحابة رماد بركان إريتريا على الأجواء المصرية بعد دخولها قبل قليل بكميات كبير جنوب الأراضي المصرية. وذكرت مصادر ملاحية أنه ”تم إنشاء غرفة عمليات لمتابعة تحرك السحابة من خلال صور الأقمار الصناعية خاصة بعد تأثيرها على حركة الطيران بين القاهرةوالخرطوم وأسمرة”. وقالت إن ”المطار تلقى إشارة من الخرطوم بغلق مطارها فتم إنزال ركاب رحلة مصر للطيران رقم 857 وعددهم 172 راكبا من الطائرة وإلغاء سفرهم ، كما تم إلغاء كل الرحلات التالية ورحلة مصر للطيران رقم 833 إلى مطار أسمرة والمقرر لها صباح الثلاثاء كما تم إلغاء رحلة السودانية رقم 103 إلى الخرطوم ورحلة صن إير رقم 403 بين القاهرةوالخرطوم وذلك بسبب رماد البركان الذي غطى أجواء الخرطوم”. وتفيد مصادر (حريات) كذلك بإلغاء عدد من السفريات الداخلية يوم السبت، وذلك بسبب عواصف ترابية شديدة هبت على الخرطوم يومها وقال شهود عيان في الخرطوم إن الغبار كان كثيفا بشكل غريب ومع أنه استمر طيلة يوم السبت إلا أنه كانت هناك هجمتان أساسيتان في الصباح وفي المساء. ** فرانس برس : كلينتون تقطع زيارتها لأديس أبابا نتيجة للرماد البركاني: إلى ذلك، أفادت وكالة فرانس برس (AFP) بأن وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون قررت قطع زيارتها لاديس ابابا بسبب تقدم سحابة من الرماد الناجم عن ثوران بركاني في المنطقة باتجاه العاصمة الاثيوبية، كما علم من وفدها. وكانت كلينتون توجهت لأديس أبابا لإجراء مباحثات تختص ضمن قضايا أخرى بالقضيتين الليبية والسودانية وذلك مع عقد القمة الأفريقية هناك. وقال عضو في الوفد المرافق لكلينتون لوكالة فرانس برس ان “الطائرة ستقلع (…) اذ ان غيمة من الرماد تقترب من اديس ابابا”. وغادر معاونوها وكذلك الصحافيون المرافقون لها على عجل مقر الاتحاد الافريقي في اديس ابابا حيث تحدثت الوزيرة الاميركية بعد الظهر عن مواضيع مختلفة خصوصا ليبيا امام ممثلي 53 دولة افريقية. وكان من المفترض ان تغادر كلينتون اديس ابابا بعد ظهر الثلاثاء عائدة الى الولاياتالمتحدة مع توقف تقني في نابولي بايطاليا. وكانت كلينتون وصلت في منتصف النهار الى اديس ابابا، المحطة الثالثة من جولتها الافريقية بعد زامبيا وتنزانيا وكان يفترض ان تبقى حتى الثلاثاء. واشار المقربون منها الى ثوران بركان لتبرير مغادرتها قبل انتهاء جولتها. وردا على سؤال وكالة فرانس برس اكد مسؤول في المرصد الجيوفيزيائي في عرتا بجنوب جيبوتي ثوران بركان واقع على الحدود بين اثيوبيا واريتريا. واوضح قاسم محمد قاسم ان “ثوران (البركان) وقع مساء امس (الاحد) في موقع نبرو على الحدود بين اثيوبيا واريتريا”. واضاف قاسم ان “البركان ما زال ناشطا والغيمة تعبر اثيوبيا واريتريا والسودان ومصر و بلاد الشام قريباً”. وقالت كلينتون عندما التقط المصورون صورة لها برفقة رئيس جنوب السودان سلفا كير قبل بدء اجتماعهما المغلق، “آمل ان يكون لدي مزيد من الوقت للتحدث اليكم لكن بركانا يجبرني على المغادرة”.
