يتأهب أهلنا بمدينة الدويم وما جاورها من قرى البر الغربي لبحر ابيض للاحتفال في يوم 7/7 القادم بإذن الله بافتتاح الجسر الذي طالما حلموا به وانتظروه بعد معاناة تطاول أمدها شاءت لي الظروف أن اكون أحد معايشيها ولا شك أن هذا الجسر سيمثل علامة فارقة ونقلة هائلة لاهلنا الاعزاء في الدويم وكان لابد لهم أن يتنادوا ويحتشدوا ليخلدوا هذه اللحظة التاريخية التي هرم الكثيرون منهم في انتظارها ومنهم استاذنا حسين الخليفة الذي كتب بهذه المناسبة يقول: ٭ الدويم مدينة هادئة ساكنة تحتضنها الضفة الغربية من سليل الفراديس (بحر ابيض) وتحتل موقعاً بيناً بين غرب ووسط السودان. مدينة قابعة في قلب كل من عرف قدرها، وسمو منزلتها، فهى وتوأمتها بخت الرضا منبع للعلم، ومعين للمعرفة، فهى أصيلة، ولها تاريخ وحضارة موغلة في القدم، علمت رسم الحرف، ونطق الكلمة لكل سوداني رأت عيناه النور. ورغم هذا الشموخ والتألق، مرت عليها سنوات عجاف، وهبت عليها عواصف التهميش والإهمال فألبستها ثوباً بالياً مهترئاً، وتأريخها رغم تآكل صفحاته، كان يعبق المكان بأريج العلم، وعطر الاصالة والمعرفة وتحتفظ لها ذاكرة التاريخ بأفذاذ وعظماء الرجال الذين جادت بهم للوطن بعد أن ارضعتهم من ثديها الرطب لبناً صافياً ونقياً، فدفعوا دفعاً بعجلة النماء والارتقاء بالوطن الحبيب.. فلابد أن نذكر تلك الأسماء والاعلام الخالدة التي حوتها قائمة الشرف وزينت سفر تاريخنا الحديث: محمد أحمد محجوب/ سر الختم الخليفة/ احمد بشير العبادي/ احمد مكي عبده/ د. خليل عثمان «مؤسس كنانة» الطيب عبد الله زعيم أمة الهلال/ التجاني محمد ابراهيم رجل المبادرة الوطنية/ د. الطيب حاج عطية/ د. الطيب زين العابدين/ السماني الوسيلة/ د. المتعافي/ بروفيسور غندور/ محمد المرضي التجاني/ التجاني حاج موسى والقائمة تطول والذاكرة الصدئة تخفي الكثير فمعذرة. واليوم تستعيد هذه المدينة الصامدة الصابرة وحولها ريفها العريق الحزين الانفاس، وهى تلهث صوب النمو والتطور، فنحن بدورنا لا ننكر بعض الاشراقات التي نلمسها: فها هو مشروع سكر النيل الابيض يقف شامخاً كالطود محققاً أمنية. والطريق الغربي يصبح واقعاً. واليوم أمواج من الفرح، وفيض من السعادة يغمران قلوب أهلي وعشيرتي بمدينة الدويم، وهم يرون بأم العين جسرهم وهم يتوقون لعبوره يوم الخميس السابع من يوليو القادم وسيتقدم ركب العبور الميمون الرئيس المشير عمر البشير ليفتتح الجسر الأمل.. جسر التفاؤل والفرح جسر الاصلاح قدمه هدية قيمة للدويم وفاءاً وعرفاناً لما قدمته لهذا الوطن. فهذه خطوة بل وثبة لإخراج مدينتنا الجريحة من غرفة العناية المركزة. ولن تأخذ مكانها بين حسان المدن إلا بتعاضدنا وتكاتفنا سوياً نحن فلذات كبدها، أبناؤها الذين هجروها، علينا أن نعود جميعاً لتضمنا لصدرها الرحب ونبعث الحياة في جسدها النحيل المهتريء، وعلينا ان نستيقظ من سباتنا العميق، ونسعى بجد لمحو الغبن الدفين من وجهها الكئيب. فهذا نداء لكم جميعاً أهلي وعشيرتي أبناء محلية الدويم بالخرطوم أن نضع أيدينا فوق يد معتمدنا ابن جلدتنا ومسقط رأسنا د. صلاح علي فراج لنكون عقداً فريداً لا ينفصم، حتى نبدأ بمشيئة الله مشوارنا الإصلاحي بالحضور والتواجد قبل يوم من إفتتاح كبري الدويم يوم الخميس 7 يوليو 1102 بمشيئة الله، ولنبدأ ضربة البداية من هناك لنعيد للدويم الحزينة بسمتها العذبة النضرة، ونعيد لها حسنها ورونقها والقها وتألقها، والله المستعان. وشكراً لك أخي حيدر على استضافتك لمدينة الدويم بزاويتك المقروءة. حسين الخليفة الحسن خبير تربوي