اصطف عشرات الصحافيين أمام مبنى صحيفة (الأحداث) احتجاجا على قرار شركة MTN بحجب إعلاناتها عن الصحيفة لفضحها الفساد في ( سوداتل) . وجاءت الوقفة الاحتجاجية استجابة لنداء بعثت به شبكة الصحافيين السودانيين للتضامن مع (الأحداث) في وجه الإجراءات التعسفية التي اتخذتها MTN لكي لا تصبح مثل هذه الاجراءات سلاحا معتمداً لتكبيل الصحف عن فتح ملفات الفساد. ورفع المحتجون لافتات كتب عليها (أقلامنا ليست للبيع) و(أخلاقنا ليست للبيع)، ( صحافة حرة أو لا صحافة) ، (سكوتنا لا يشترى بالإعلان )،(لا لإعلان يكون بالترهيب أو الترغيب) ( ولن تجمعنا شبكة واحدة مع الفساد ). هذا وكانت صحيفة الأحداث قد شاركت عبر سلسلة من المقالات لرئيس تحريرها الاستاذ عادل الباز وخبراء ذي صلة في فضح الفساد بسوداتل. ومن شواهد الفساد التي تناولتها الصحيفة ، شركة لاري كوم التي تحظى بتعاقدات وصفقات سوداتل وهي مملوكة لرئيس مجلس إدارة سوداتل عبد العزيز عثمان عبد العزيز ، وقد اشترت 25% من أسهم اكسبرسو القابضة على استثمارات سوداتل بالخارج ! وتوزيع سوداتل لمبلغ 24 مليون دولار كحوافز لمجلس الإدارة والعاملين في ظل الانخفاض الكبير في حقوق المساهمين والذي يعكس خسائر ضخمة لم تحدث لأي شركة في تاريخ قطاع الاتصالات ؟! وكذلك الوضع المالي المتردي لسوداتل والذي انعكس في انخفاض حقوق المساهمين في عام 2009 بمبلغ 75 مليون دولار وعام 2010 بمائة تسعة وثمانين مليون دولار مما يعكس خسائر كبيرة لم يتم الإفصاح عنها في القوائم المالية. وانخفاض موجودات الشركة غير الملموسة (119) مليون دولار نتيجة بيع 25% من أسهم اكسبرسو لصالح شركة لاري كوم التي لا توجد أي معلومات عن صفقة البيع لها وبكم تمت ! وظل عبد العزيز عثمان عبد العزيز يرأس مجلس إدارة شركة سوداتل لعدة سنوات ، وهو اسلاموي من النافذين في المؤتمر الوطني ، ويشكل مع شريكه عبد الباسط حمزة ، أهم عمودين في اقتصاد الإنقاذ (المافيوي) ، ويهيمنان على قطاع الاتصالات – أكثر القطاعات ربحية في البلاد وأقلها خضوعاً للضرائب – ويجدان الحماية والسند من كونهما شريكين لإخوان المشير عمر البشير . وتجدر الإشارة إلى أن زينب حسن احمد البشير شقيقة المشير عمر البشير تعمل مسئولة في الإعلام والعلاقات العامة بسوداتل.