مجلس الأمن يعبر عن قلقله إزاء هجوم وشيك في شمال دارفور    أهلي القرون مالوش حل    مالك عقار – نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي يلتقي السيدة هزار عبدالرسول وزير الشباب والرياض المكلف    وفاة وزير الدفاع السوداني الأسبق    بعد رسالة أبوظبي.. السودان يتوجه إلى مجلس الأمن بسبب "عدوان الإمارات"    السودان..البرهان يصدر قراراً    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    أزمة لبنان.. و«فائض» ميزان المدفوعات    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا "أدروب" يوجه رسالة للسودانيين "الجنقو" الذين دخلوا مصر عن طريق التهريب (يا جماعة ما تعملوا العمائل البطالة دي وان شاء الله ترجعوا السودان)    شاهد بالفيديو.. خلال إحتفالية بمناسبة زواجها.. الفنانة مروة الدولية تغني وسط صديقاتها وتتفاعل بشكل هستيري رداً على تعليقات الجمهور بأن زوجها يصغرها سناً (ناس الفيس مالهم ديل حرقهم)    اجتماع بين وزير الصحة الاتحادي وممثل اليونسيف بالسودان    شاهد بالفيديو.. قائد الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل يكشف تفاصيل مقتل شقيقه على يد صديقه المقرب ويؤكد: (نعلن عفونا عن القاتل لوجه الله تعالى)    محمد الطيب كبور يكتب: السيد المريخ سلام !!    حملات شعبية لمقاطعة السلع الغذائية في مصر.. هل تنجح في خفض الأسعار؟    استهداف مطار مروي والفرقة19 توضح    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(حريات) تنشر نص الخطاب الهام لوزيرة الخارجية الامريكية في ذكرى 11 سبتمبر
نشر في حريات يوم 12 - 09 - 2011

كلمة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري رودام كلينتون حول نهج القوة الذكية في مكافحة الإرهاب
9 أيلول/سبتمبر 2011
كلية جون جاي للعدالة الجنائية
نيويورك، ولاية نيويورك
الوزيرة كلينتون: شكرا لك. شكرا جزيلا للرئيس ترافيس. وبالنسبة لي، إنه لمن دواعي سروري الشديد شخصيا أن أكون هنا في هذا الصرح الجديد لكلية جون جاي. لقد أتيحت لي الفرصة لزيارة كلية جون جاي عندما لم تكن طافحة بالنور تماماً كما هي هذه القاعة، ولكنني كنت أعلم دائما أنها تنجز مهمتها. وتشكل عودتي إلى هنا اليوم لأكون معكم جميعا شرفاً خاصاً بالنسبة لي.
يشرفني جدا أيضاً أن أكون هنا مع هذا العدد الكبير من الأصدقاء والزملاء، أناس كانت لي تجربة عظيمة في العمل معهم في السنوات العشر الماضية كسناتور (عضو في مجلس الشيوخ)، والآن كوزيرة للخارجية، أناس أحدثوا فرقا حقيقيا لهذه المدينة، لهذه الولاية، لهذا البلد، وبالحقيقة للعالم أجمع. وأفكر الآن في الأوقات التي قضيناها معا، والعمل الذي قمنا به، ويخالجني شعور غامر بالامتنان لأن الفرصة قد سنحت لي لكي أكون مجرد جزء صغير مما قام به الكثير منكم في الأيام والسنوات منذ 11 أيلول/سبتمبر.
أنا أعلم أن هذا الوقت الذي نجتمع فيه هنا في نيويورك يأتي في خضم محاولة التطلع إلى الوراء كما والتطلع إلى الأمام، ويتزامن مع الأخبار التي سمعناها الليلة الماضية التي تحمل مصداقية معينة، لكنها غير مؤكدة، بأن تنظيم القاعدة يسعى مرة أخرى لإلحاق الأذى بالأميركيين، وعلى وجه الخصوص، استهداف نيويورك وواشنطن. وهذا لا ينبغي أن يفاجىء أي أحد منا. بل إنه تذكير مستمر بالأخطار الكامنة في كفاحنا ضد التطرف العنيف، بغض النظر عمن يبثها، وبغض النظر من أين تأتي، وبغض النظر عما قد تكون أهدافها. إننا نأخذ هذا التهديد على محمل الجد. فالسلطات الفدرالية وحكومات الولايات والسلطات المحلية تتخذ جميع الخطوات للتصدي له.
وبطبيعة الحال، فإن الإعلان عنه، كما فعلنا يوم أمس، يهدف إلى تعبئة الملايين والملايين من سكان نيويورك والأميركيين لكي يكونوا عيوناً وآذاناً لليقظة. وبطبيعة الحال، يجب على الناس الاستمرار في حياتهم والقيام بما يقومون به عادة، ولكن عليهم أن يكونوا جزءا من هذه الشبكة العظيمة من الوحدة والدعم ضد أولئك الذين يريدون ارتكاب العنف والشر ضد الناس الأبرياء.
لم أستطع التفكير في أي مكان لمناقشة هذا الموضوع أفضل من هذا في كلية جون جاي. فطوال عقود، درّبتم العديد من قادة نيويورك في مجال فرض تطبيق القانون والخدمات العامة، بما في ذلك العديد من الذين يعملون الآن على مدار الساعة للمحافظة على أمن وسلامة مدننا خلال الذكرى التي تصادف عطلة نهاية هذا الأسبوع. وكما ذكّرنا الرئيس ترافيس، خسرت كلية جون جاي قبل عشر سنوات عدداً من الطلاب والخريجين، والكثير منهم كانوا من أوائل المستجيبين للحدث، يزيد عن ما خسرته أية مؤسسة تعليمية أخرى في البلاد. وأصبحتم من المؤسسات القليلة التي تقدم برنامجا لشهادة الماجستير في دراسة الإرهاب. لأنه، كما أدركت كلية جون جاي، فإن الطريقة التي نفهم بها معنى ذلك اليوم الرهيب، الذي أظهر أفضل ما في الطبيعة البشرية الى جانب اسوأ ما فيها، سيساعد في تحديد كيفية مواجهتنا لهذا التحدي المستمر للإرهاب، والذي لا يزال يشكل قضية ملحة لا للولايات المتحدة، فحسب، ولكن في الواقع للعالم اجمع.
وهذا النصب التذكاري، المصنوع من فولاذ تمّ انتشاله من البرج الشمالي، سوف يخدم بمثابة تذكرة هنا في كلية جون جاي لما عانته هذه المدينة وبلدنا ليس فقط في 11 أيلول/سبتمبر مع ما حمله ذلك اليوم من ذكريات عن الاعمدة الملتوية والدعامات المحطمة التي كانت تقبع فوق ركام الأنقاض، وليس فقط في وجوه وصور رجال الإطفاء وأفراد الشرطة وعمال الإنشاءات وملامح المتطوعين الذين استجابوا على الفور والذين بقوا لكي يحفروا في وسط الأنقاض، لكنه سوف يذكرنا أيضا بصمود مدينتنا وبلدنا، وبالثبات الذي أظهرناه في محاولة إنهاض أنفسنا، والاستمرار في حياتنا، والتعامل مع المسائل الخطيرة التي نواجهها.
عندما زرتُ أرض الكارثة لأول مرة في 12 أيلول/سبتمبر مع السناتور شومر، ورئيس البلدية جولياني، والحاكم باتاكي، كان الهواء لازال ثقيلاً، ووضع العديد منا أقنعة على وجوههم، كان الهدف منها حمايتنا نحن الذين أتينا إلى هناك لمجرد بضع ساعات مما كان منتشراً في الهواء. ولكن عندما شاهدت رجال الإطفاء يخرجون من – وراء ستار الغبار المعتم، والسخام الذي كان يكسوهم، رأيت أنهم لم يكونوا يضعون أقنعة، بل كانوا يركزون كل همهم في العمل الماثل أمامهم. وعندما عدت بعد انقضاء أسبوع، كان رجال الإنقاذ ما زالوا هناك. كانت السماء تمطر في ذلك اليوم، لكنهم لم يتوقفوا. مكثوا هناك للبحث عن رفاقهم، وللبحث عن مئات الآخرين الذين لم يعرفوهم في الحياة مطلقاً، ولكنهم كانوا يحاولون استعادتهم أمواتا.
وفي مركز لمساعدة العائلات على الرصيف البحري 94، بدأت التقي وأعمل مع أفراد الأسر الذين كانوا يضمون بين أذرعهم صوراً لأحبائهم المفقودين. إن هناك بعض الجروح التي لا تشفى تماما والتي نعيش معها جميعاً بقية حياتنا، وهناك أولئك الذين أظهروا كم كانوا أقوياء في تحمّل آلامهم وخسائرهم ومضوا قدما لكي يقودوا الطريق نحو الهدف الجديد المتمثل بالمساعدة في بناء مستقبل أفضل.
لم يكن هناك عدد كبير من الناجين، كما تذكرون، لكنني حاولت أن اقابلهم. أتذكر زيارة قمت بها لإحدى الناجيات في مستشفى سانت فنسنت، وكانت مصابة بجروح بالغة من جراء جزء من الطائرة وقع عليها. وأذكر أنني ذهبت إلى مركز لإعادة التأهيل في وستشستر إلى حيث كان قد تمّ نقل عدد من ضحايا الحروق. ولقد تشرفت جدا بالعمل مع هؤلاء الناجين، وكانت إحداهن لورين مانينغ، التي أفكر فيها كثيراً بسبب الكتاب الذي نشرته للتو، وفي زوجها غريغ، الموجود معنا. فعلى الرغم من أنها كانت مصابة بحروق بالغة، فقد كافحت بشدة من خلال قوة إرادتها الفائقة وشخصيتها القوية لاستعادة حياتها. والآن هي وغريغ لهما صبيان صغيران رائعان. تقول لورين في كتابها، إننا جميعاً، في الواقع، سنتعرض للمحن ونحن نمضي في رحلة حياتنا، ولكن في مقدورنا أن نرفض أن نبقى أسرى لها.
وهذا بالذات هو ما برز بقوة باهرة في 11 أيلول/ سبتمبر وفي كل الأيام التي تلت – إنه التعاطف والشجاعة والشكيمة بأقصى قوة يمكن للمرء أن يتصورها، وكانت أقوى حتى من الفولاذ الذي كان في البرجين. وعرفنا شيئا مما يجعل هذه المدينة عظيمة وما يجعل هذا البلد استثنائياً.
عمل سكان نيويورك بمشقة للمحافظة على هذه الروح. بدأت سالي ريجنهارد عملا للتأكد من أن ابنها كريستشين سوف يبقى في الذاكرة وأن مقتله سيؤدي الى تغييرات في الطريقة التي نبني بها ناطحات السحاب. وأصبح مركز كريستشين ريجنهارد لدراسات الاستجابة لحالات الطوارئ موجودا هنا في كلية جون جاي. وأسس جاي وينوك وديفيد باين، في ذكرى شقيق جاي، منظمة “عملي الصالح”. والآن يحاول مئات الآلاف من الأميركيين والناس حول العالم تحويل ذكرياتهم إلى أعمال إيجابية نيابة عن الآخرين. الدكتور ديفيد برزانت والدكتور كيري كيلي من دائرة الاطفاء أدركا على الفور ما هو ضروري لتتبع الحالة الصحية لرجال الإطفاء لدينا وبدآ في تجميع أكبر سجل استثنائي لما حدث لأولئك الذين كانوا يذهبون إلى هناك في كل يوم، ويدفعون الثمن المتوجب لذلك، على الرغم من أنهم لم يندموا حتى لثانية واحدة على ما فعلوا.
وهكذا صار لنا بعض الأمثلة في أولئك الذين ساعدونا في فهم ما يتعذر فهمه تقريباً. وعمل سكان نيويورك بمشقة للمحافظة على هذه الروح مع مرور الأيام التي تحولت إلى شهور والشهور إلى سنوات. الشاب الذي كان سكرتيري الصحفي في ذلك الوقت، وتطوع بعد مجيئه إلى أرض الكارثة معي للاجتماع بأفراد الأسر، تطوع في الجيش. والتحق آلاف بدوائر مكافحة الحرائق والشرطة، واتحدنا معا لمساعدة الذين مرضوا نتيجة قضاء وقتهم في أرض الكارثة. وفي هذا الأسبوع، صدرت دراسة طبية جديدة وثيقة عن المعدلات المرتفعة للإصابة بالسرطان بين رجال الإطفاء في نيويورك الذين تعرضوا لتلك المنطقة. لذا فإن العمل لم يكتمل بعد. فلا يزال هناك ابطال علينا أن نكرمهم، واصدقاء نهتم بهم، وعائلات نحبهم. وهناك أيضا عمل آخر غير منجز بالنسبة لنا كدولة.
في ذلك اليوم، تعهد الأميركيون ببذل كل ما في وسعنا لمنع وقوع هجوم آخر ولإلحاق الهزيمة بالإرهابيين المسؤولين عن الهجوم. وكعضو في مجلس الشيوخ عن نيويورك، وقفتُ مع عائلات ضحايا 11 أيلول/سبتمبر الذين طالبوا بتشكيل لجنة للتحقيق في الهجمات والتوصية بإجراء إصلاحات. ومن ثم عملنا معا للشروع في تنفيذ الإصلاحات.
وبعد انقضاء عشر سنوات، ها نحن قد خطونا خطوات هامة. أصبحت حكومتنا أفضل تنظيما، وأصبحت دفاعاتنا أكثر أمانا عما كانت عليه في 11 أيلول/سبتمبر. لكننا لا نزال نواجه تهديدات حقيقية، كما نرى اليوم، وهناك المزيد من العمل الذي يتعين علينا القيام به. وكما ذكر أعضاء لجنة 11 أيلول/سبتمبر مؤخراً، يبقى عدد من توصياتهم الرئيسية غير منفذ. ومن الأمثلة على ذلك أنه لم يتم بعد تخصيص الموجات اللاسلكية التي توجد حاجة ملحة إليها لخدمة المستجيبين الأوائل لتمكينهم من التواصل بشكل فعال أثناء الأزمات – وهي مسألة عملتُ من أجلها لسنوات في مجلس الشيوخ، وطال الانتظار لاستكمالها.
وكما ردد الرئيس أوباما، فإن حكومتنا أيضا حادت أحيانا خلال العقد الماضي عن مسارها وقصّرت في الالتزام بقيمنا. ولكننا لم نحوّل نظرنا مطلقاً عن مهمتنا، فقد نحّينا جانبا تلك الانعطافات كي نظل مستمرين في التركيز على مهمتنا، وحققنا تقدما. وإننا إذ نمضي قدماً، نبقى مصممين على عدم السماح لشبح الإرهاب بنشر ظلاله على طابعنا الوطني الذي ظل يشكل دائماً أعظم ثروة لأميركا.
ازدهرت الولايات المتحدة كمجتمع مفتوح، وكدولة قائمة على المبادئ، وكقائد عالمي. ولذا لا يسعنا أن نعيش، ولن نعيش في ظل الخوف، أو أن نضحي بقيمنا، أو أن ننسحب من العالم. فإغلاق حدودنا، على سبيل المثال، قد يُبقي بعيدا عنا بعض الذين يريدون إلحاق الأذى بنا، ولكنه سيحرمنا أيضا من رواد الأعمال، والأفكار، والطاقة، والأمور الأخرى التي تساعدنا في تحديد هويتنا كدولة، وفي ضمان قيادتنا العالمية لسنين قادمة.
اكتشفت اللجنة أن أميركا، قبل أحداث 11 أيلول/سبتمبر، لم تتكيف بسرعة كافية مع أنواع التهديدات المختلفة الجديدة، ولذا يتحتم علينا ألا نقع في هذا الخطأ مرة أخرى. ومن المحتم علينا أيضا أن نتكيف بنفس السرعة مع الأنواع الجديدة من الفرص، وأن لا نشعر بالشلل أو تصبح التهديدات التي تواجهنا شغلنا الشاغل، وأن لا نبدد قوانا.
ولذا سنبقي تركيزنا ليس فقط على ما نحاربه – على الشبكات الإرهابية التي هاجمتنا في ذلك اليوم ولا زالت مستمرة في تهديدنا – ولكن أيضا على ما نكافح من أجله- من أجل قيم التسامح والمساواة وتكافؤ الفرص، ومن أجل الحقوق الأساسية وسيادة القانون، من أجل إتاحة الفرصة للأطفال في كل مكان لكي يحققوا الإمكانات التي وهبها الله لهم. هذا كفاح يمكننا أن نكون على ثقة بنتائجه وأن نكون فخورين به. لذلك، فاليوم، بعد عشر سنوات من التعلم من دروس 11 أيلول/سبتمبر، دعونا نقيّم أين نقف وإلى أين علينا أن نمضي كأمّة.
إننا نجد أنفسنا في لحظة من التغيير والفرصة التاريخيين. فالحرب في العراق أوشكت على الانتهاء. والحرب في أفغانستان دخلت في مرحلة انتقالية. وملايين من الناس يضغطون على دولهم كي تتخلى عن القمع الذي ظل يغذي مشاعر الاستياء والتطرف لفترة طويلة. فقد اصبحوا يعتنقون حقوق الإنسان الأساسية والكرامة الإنسانية. وأدى ذلك إلى نقض حجة المتطرفين القائلة بأن العنف وحده يستطيع أن يحدث التغيير. وأمام هذه الخلفية، وضع مقتل أسامه بن لادن تنظيم القاعدة على طريق الهزيمة. وكما تعهد الرئيس أوباما، لن نتوانى حتى يتم إنجاز هذه المهمة.
في وقت سابق من هذا الصيف، أطلقت الحكومة الأميركية استراتيجيتها القومية لمكافحة الإرهاب. وتبيّن هذه الاستراتيجية بشكل واضح جداً أننا نواجه تحديا قصير المدى وتحديا طويل المدى معا. الأول، أن نواصل الضغط على القاعدة وشبكتها. والثاني، مواجهة الأيديولوجيا الفتاكة التي غذت صعود بن لادن والتي تستمر في التحريض على ممارسة العنف حول العالم. ولكي نواجه هذين التحديين بنجاح، يتوجب على أساليبنا ان تكون ندّا لهذه اللحظة الفريدة. ويجب علينا تطبيق الدروس التي اكتسبناها بمشقة.
لقد رأينا ان القوة الدقيقة والمثابرة تستطيعان أن تحطّا إلى حد كبير من قدرة عدو مراوغ مثل تنظيم القاعدة وتوهنه. ولذلك سوف نستمر في مطاردة قادتها، وزعمائها، وتعطيل عملياتهم وتقديمهم إلى العدالة.
لكننا تعلمنا أيضا أننا لكي ندمر شبكة إرهابية فعلياً، يجب علينا أن نهاجم مواردها المالية ووسائل تجنيد عناصرها وملاذاتها الآمنة. ويجب علينا أن نهاجم أيديولوجيتها، ونجابه دعايتها، ونقلل من جاذبيتها، كي يستطيع كل مجتمع أهلي إدراك الخطر الذي يشكله المتطرفون عليه ومن ثم يحرمهم من الحماية والدعم. كما نحتاج إلى وجود شركاء دوليين في الحكومات وفي المجتمع المدني يستطيعون توسيع امتداد هذا الجهد كي يصل إلى كل الأماكن التي ينشط فيها الإرهابيون.
يتطلب تحقيق هذه الأهداف وجود قوة ذكية، استراتيجية تدمج كافة أدوات سياستنا الخارجية – الدبلوماسية منها والإنمائية جنبا إلى جنب مع الدفاع – لكي نضمن تحقيق التقدم لقيمنا ولسلطة القانون. إننا نشن حملة واسعة، ومستمرة، ودون هوادة تسخّر كل عنصر من عناصر القوة الأميركية ضد الإرهاب. وحتى بينما نستمر في تركيز اهتمامنا الدقيق على الشبكة الإرهابية التي هاجمتنا منذ 10 سنوات، نفكر ايضاً بالسنوات العشر القادمة وما بعدها، نفكر بالتهديدات اللاحقة، بذلك التحدي الأيديولوجي الطويل المدى الذي يتطلب منا أن نفكر مليّا في القيم التي نعتز بها ونعتمد عليها.
أريد أن أتكلم باختصار عن هذه العناصر في استراتيجيتنا. أولا، الجانب العملاني: أنتم تعرفون جميعاً عن الغارة على بن لادن. لقد استغرق إعدادها عشر سنوات. وشكلت تقديراً عظيماً لآلاف الأميركيين وغيرهم ممن عملوا معنا حول العالم. وقد حققت الولايات المتحدة قفزات كبرى خلال العقد المنصرم نحو أسر أو قتل الإرهابيين وتعطيل خلاياهم وإفشال مؤامراتهم. واستجابة لتوصيات لجنة 11 أيلول/سبتمبر، حطمنا الجدران البيروقراطية كي نتمكن من العمل بسرعة وبفعالية لمواجهة التهديدات. كما اتخذنا أيضا خطوات للحماية من الأخطار الجديدة التي يطرحها الفضاء الإلكتروني ولمنع الإرهابيين من الحصول على أسلحة الدمار الشامل. ويبقى ذلك أخطر تهديد يواجه بلدنا والعالم. لكنني لن أخوض في تفاصيل جميع أعمالنا على هذه الجبهة.
لقد تحدثنا عن ضرورة توحيد العالم حول القضية المشتركة ألا وهي منع انتشار الأسلحة النووية ووصولها إلى أيدي المتطرفين. وعقد الرئيس أوباما أول مؤتمر قمة للأمن النووي في محاولة لحشد قادة العالم من أجل تنفيذ هذا الهدف المشترك. وبينما نتابع حملتنا على هذه الجبهات المختلفة، سوف نحتفظ دائما بحقنا في استخدام القوة ضد مجموعات كالقاعدة، التي هاجمتنا ومازالت تهددنا بالعنف الوشيك. وخلال قيامنا بذلك، سوف نحافظ على إخلاصنا لقيمنا واحترامنا لسيادة القانون، ويشمل ذلك مبادئ القانون الدولي التي توجّه استعمال القوة للدفاع عن النفس، واحترام سيادة الدول الأخرى، والقوانين المتعلقة بالنزاعات المسلحة.
عندما نلقي القبض على أعضاء في تنظيم القاعدة فإننا نحتجزهم بطريقة إنسانية بما يتوافق مع المعايير الدولية. وعندما نوجه ضرباتنا، نحرص على حماية أرواح المدنيين الأبرياء من الأذى. لكن الإرهابيين، طبعا، يفعلون عكس ذلك تماما. وتماماً كما لن نتردد في استعمال القوة العسكرية عند الضرورة، سنستخدم أيضا المجموعة الكاملة من أدوات فرض تطبيق القانون المتاحة لنا. وأولئك الذين نادوا في الماضي بأن الحرب ضد الإرهاب مسألة عسكرية ولا تتلاءم مع فرض تطبيق القانون إنما كانوا يطرحون خياراً خاطئاً. إنها، ويجب ان تكون، الأمرين معاً. تأملوا العمل الرائع الذي قامت به دائرة شرطة نيويورك من أجل المحافظة على الأمن في هذه المدينة خلال السنوات العشر الماضية والعمل الذي تقوم به مرة اخرى في هذا اليوم.
إن هذا يعني أيضا تقديم الإرهابيين للمحاكمة أمام المحاكم المدنية، التي أظهرت مراراً عديدة فعاليتها في إدانة الإرهابيين، ومن ضمنهم العديد منهم هنا في نيويورك بالذات، دون تعريض سكاننا المحليين للأخطار. وسوف نستعمل، حيث يكون ذلك مناسباً، اللجان العسكرية القانونية التي جرى إصلاحها، لأن النظام القانوني الذي يستخدم كلاً من المحاكم المدنية واللجان العسكرية التي خضعت لعملية إصلاح على حد سواء، يبعث برسالة مهمة إلى العالم مفادها أن سلطة القانون تؤدي دوراً أساسيا في مواجهة الإرهاب وأنها تنجح في ذلك.
وفي الواقع، فإن وكالة الأسوشيتد برس أعدت مؤخراً دراسة تقول إنه جرى خلال السنوات العشر الأخيرة اعتقال 120 ألف إرهابي وإدانة 35 ألف. فبفضل أجهزة الاستخبارات العسكرية لدينا وجهودنا في فرض تطبيق القانون خلال العقد الماضي، فقد تم تدمير الصفوف القيادية لتنظيم القاعدة. وعملياً، فقدت كل التنظيمات التابعة للقاعدة عناصر أساسية تعمل لصالحها، بما في ذلك القيادي الثاني للقاعدة في الشهر الماضي.
ولكننا يجب أن نكون واضحين حول التهديد الذي لا يزال قائماً. فمدن مثل لندن ولاهور ومدريد ومومباي قد تعرضت للاعتداءات منذ الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001. وأضيفت آبوجا مؤخراً إلى هذه اللائحة. لقد تّم قتل الآلاف من الناس الأبرياء الذين كانوا بمعظمهم من المسلمين. ونحن نعلم الآن، كما كنا نعلم طيلة السنوات العشر المنصرمة، أنه على الرغم من الجهود التي نبذلها، فإنه لا يوجد شيء اسمه الأمن المثالي. ففي الوقت الذي أضعفنا فيه إلى حد كبير القيادة الأساسية، للقاعدة في أفغانستان وباكستان، فإننا نتذكر أيضاً أنه لا يزال بإمكانهم القيام باعتداءات إقليمية ودولية وإلهام الآخرين على القيام بذلك. ولقد أصبح هذا التهديد أكثر تنوعاً جغرافياً مع تحويل الكثير من نشاطات القاعدة إلى فروعها حول العالم. لقد كنت أصف القاعدة دائماً بأنها مجموعة إرهابية، وليس كجهاز ضخم واحد، وها هي صحة هذا الوصف تتضح أكثر يوما بعد يوم..
فالقاعدة في شبه الجزيرة العربية، على سبيل المثال، تطال أماكن تبعد كثيراً عن قاعدتها في اليمن وتسعى إلى القيام بهجمات مثل محاولاتها إسقاط طائرات الشحن والركاب المتوجهة إلى الولايات المتحدة، كما أن المجموعات المتطرفة الأخرى الموجود في المناطق الحدودية في أفغانستان وباكستان لا تواصل حماية ما تبقى من قيادة القاعدة وحسب، بل إنها تُعدّ أيضاً هجمات مثل محاولة التفجير الفاشلة في تايمز سكوير. ومن الصومال، يسعى تنظيم الشباب إلى القيام بمزيد من الضربات على غرار التفجير الانتحاري في تموز/يوليو الماضي الذي أودى بحياة 76 شخصاً في أوغندا خلال مباريات كأس العالم.
إذاً، فحتى عندما نشير إلى التقدم الذي حققناه منذ الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، وهو تقدم كبير، فليس بوسعنا تجاهل هذه الأخطار المستمرة. علينا اعتماد نهج ذكي وإستراتيجية تعترف بأن التطرف العنيف مُرتبط تقريباً بجميع المشاكل العالمية المعقدة الأخرى الحالية. وهو قادر على اتخاذ جذور له في مناطق الأزمات والفقر، وعلى الازدهار في ظل القمع وفي غياب سيادة القانون ويمكنه إثارة مشاعر الكراهية بين مجتمعات عاشت جنباً إلى جنب على مدى أجيال، واستغلال النزاعات داخل الدول وفيما بينها.
هذه كلها تحديات نواجهها في القرن الحادي والعشرين، وهي تتطلب تعاوناً عالمياً، وأولاً وقبل أي شيء قيادة أميركية. فتماماً كما أن مكافحة الإرهاب، لا يمكنها أن تشكل التركيز الوحيد لسياستنا الخارجية، كذلك من غير المنطقي أن ننظر إلى مكافحة الإرهاب على أنها عمل في فراغ. يجب دمجها في أجنداتنا الدبلوماسية والإنمائية الأوسع. وعلينا أن ندرك ونُقدّر أنه بينما نعمل على حلّ النزاعات، والحدّ من الفقر، وتحسين أنظمة الحكم – وهي أهداف ذات قيمة في ذاتها – فإن جميع هذه الأمور تساهم أيضاً في تقدم قضية مكافحة الإرهاب والأمن القومي. لهذا السبب، قمت بدمج وزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية دمجا كاملا ضمن هذا الكفاح.
ولقد شدّدنا على الإبداع. فعلى سبيل المثال، إننا نستخدم الآن أدوات مراقبة بايومترية متطورة جديدة لأجل تحسين أمن الحدود وعملية منح تأشيرات الدخول، بما في ذلك أخذ بصمات الأصابع إلكترونياً، واستخدام تكنولوجيا التعرف على الوجوه، وعلى أساس تجريبي حتى مسح قزحية العين.
لقد جدّدنا تحالفاتنا وأقمنا شراكات جديدة لمكافحة الإرهاب. ونحن معا، نستخدم كل الأدوات التي في ترسانتنا لملاحقة الهيكلية الداعمة للقاعدة، بما في ذلك التمويل، والأيديولوجية، والتجنيد، والملاذات الآمنة.
إن هذا ليس بالأمر السهل، بالطبع، ونحن ندرك تماماً مدى قدرتنا على الإنجاز وبأية سرعة. ولكننا لن نتوقف إلى أن نعمل كل شيء ممكن لمنع تجنيد العناصر الإرهابية والعمليات غير الشرعية. وبكل تأكيد، لن نتمكن من حل جميع المشاكل في كل دولة فاشلة، كما ليس علينا محاولة ذلك. لكن بإمكاننا جعل الأمور أكثر مشقة بالنسبة لملء صفوف القاعدة وصناديق تمويلها في حين نكثف الضغط من جانب شركاء جدد وأكثر فعالية.
دعونا ننظر إلى التمويل، لأننا نعلم ان الأموال النقدية غير الشرعية تموّل معسكرات التدريب، والدعاية، والعمليات الإرهابية. إذاً فإن قطع هذه الأموال أساسي. إنه يشكل خطوة باتجاه إقفال الشبكة نفسها. لهذا السبب عملت الولايات المتحدة مع عشرات البلدان لوضع تشريعات شديدة جديدة، وهي تساعد العديد منها في تعطيل الشبكات المالية غير الشرعية. ونظراً للنجاحات التي حققناها في هذا المجال، أصبح الإرهابيون يتوجهون إلى نظام التمويل الرسمي ويعمدون بصورة متزايدة إلى تمويل عملياتهم عبر نشاطات إجرامية، وعلى الأخص اختطاف الناس للحصول على فدية. والعديد من تلك الفديات دفعتها الحكومات، الأمر الذي لا يشجع سوى المزيد من عمليات الاختطاف ويٌقوّض جهودنا في مكافحة الإرهاب. ولذلك، فإننا نحث شركاءنا حول العالم على اعتماد سياسة عدم الخضوع والاستسلام للتهديد.
وحتى أكثر من المال، فإن الذي يحافظ على استمرارية القاعدة وفروعها هو التيار المتواصل من المجندين الجدد. إنهم يحلوّن محل الإرهابيين الذين نقتلهم أو نعتقلهم، ويخططون لهجمات جديدة. فخلال السنوات العشر الماضية، تعلمنا كيف تجد القاعدة وفروعها هؤلاء الأعضاء الجدد، وكيف تحولهم إلى متطرفين، والديناميات المجتمعية التي تقدم لهم الدعم والحماية. إن إبطاء عملية التجنيد مهمة صعبة، ولكنها تبدأ بتقويض جاذبية التطرف. وتستمر في تدخلات استهدافية بدرجة عالية ضد النقاط الهامة للتجنيد. هذه إحدى الأسباب التي جعلت هذه الحكومة تعمل منذ أيامها الأولى في الحكم، لأجل إعادة تعزيز موقعنا في العالم، ولأجل جعل سياساتنا مُتناغمة مع مبادئنا. ليس لهذا علاقة بالفوز في مسابقة الشعبية. إنه واقع بسيط بأن تحقيق أهدافنا يكون أسهل بوجود عدد أكبر من الأصدقاء وعدد أقل من الأعداء.
ومن أول الأشياء التي قمت بها بعد وصولي إلى وزارة الخارجية كانت تعيين ممثل خاص لدى المجتمعات المسلمة حول العالم، ورفع مستوى مشاركتنا في مجالات وسائل الإعلام الأكثر أهمية. لقد وضعنا موظفينا – وبالأخص الناطقين باللغات العربية والأوردية والدارية – في القنوات التلفزيونية الأساسية مثل الجزيرة وغيرها لشرح سياسات الولايات المتحدة، وعلى الأقل للرد على بعض المعلومات المضللة المنتشرة هناك على نطاق واسع. كانت هناك فكرة تقول بأن الظهور على قنوات التلفزيون وعلى مواقع الإنترنت لدحض ما يقال والرد عليه سيكون مضيعة للوقت، ولكننا نخوض معركة، ولن أترك الناس تقول عنا أشياء غير صحيحة. وإذا كانوا يريدون أن يقولوا عنا أشياء صحيحة، فإننا سنفسر ذلك. ولكن ابتداع أشياء غير صحيحة واتهامنا بأشياء فائقة الغرابة والشناعة، فهذا أمر غير مقبول. بكل بساطة إنكم تشكلون الطريقة الوحيدة التي سندخل من خلالها إلى الحوار عندما يكون الأمر أكثر أهمية، وعلينا أن نكون حاضرين هناك. أحياناً كثيرة يطرح عليّ أعضاء الكونغرس الأسئلة التالية: لقد شاهدت دبلوماسياً أميركياً على هذا، أو ذلك، أو ذاك، لماذا؟ لأن الناس موجودين هناك. وهو المكان الذي يجب أن يكون فيه. ولا أقدم أي اعتذار حول ذلك.
انطلاقاً من هذه الأفكار، طورنا وأطلقنا المركز الجديد للاتصالات الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب، الذي يُركز عن كثب على تقويض دعاية الإرهابيين وإقناع المجندين المحتملين بالعدول عن الانضمام إلى صفوف القاعدة. المركز قائم في وزارة الخارجية لكنه مسعى حقيقي يضم جميع فروع الحكومة. إنه تكليف من الرئيس. وكجزء من هذا الجهد، يقوم فريق من الأخصائيين الضالعين في التكنولوجيا – الذين يجيدون اللغتين العربية والأوردية- والذين نسميهم فريق التواصل الرقمي، بالتنافس على الحيّز المتوفر على الإنترنت، وعلى مواقع الإنترنت والمنتديات التابعة لوسائل الإعلام حيث كان الإرهابيون ينشرون دعايتهم منذ زمن طويل ويجندون المنتسبين. ومن خلال نشر المعلومات في الوقت المناسب، وأحياناً كثيرة تقارير صحفية مستقلة، يعمل هذا الفريق على كشف التناقضات والإساءات التي ترتكبها القاعدة والإرهابيون، بما في ذلك الاعتداءات الوحشية المتواصلة على المدنيين المسلمين. لا يزال هذا الجهد صغيراً، لكنه بدأ يتنامى الآن.
خذوا، على سبيل المثال، فيديو قصيرا أعدّه الفريق في مطلع هذا العام. أولاً، نسمع تسجيلاً لزعيم القاعدة الجديد، أيمن الظواهري، يزعم فيه أن العمل السلمي لن يأتي بالتغيير أبداً في الشرق الأوسط. ومن ثم نشاهد صوراً للاحتجاجات والاحتفالات في مصر. لقد نشر الفريق هذا الفيديو على المواقع الشعبية على الإنترنت، وأثار موجة واسعة من ردود الفعل، مثل “ليس للظواهري أي شأن في مصر، سوف نحل مشاكلنا بأنفسنا”، كما كتب أحد المعلقين على موقع “منتدى مصر” على الإنترنت. وقال معلق آخر على الفيسبوك، “هؤلاء أناس لم يعد يصغي إليهم أحد”. والآن، لن نغيّر كل رأي من خلال هذه التكتيكات، ولكننا نعرف من المتطرفين في بلدنا أنه يجري تجنيدهم من خلال الإنترنت كما يتأثرون بها. وهكذا سوف نفعل كل ما في وسعنا لنشارك في هذه المعركة للوصول إلى عقولهم وقلوبهم، كما أننا نصعد هذا الضغط.
والآن، فإن كتاب هذه القصة لا يزال قيد الكتابة. لكن كلما تعلمنا أكثر حول هيكلية القاعدة وأساليبها، كلما وجدنا عدداً من نقاط التجنيد الهامة. وليس فقط على الإنترنت، بل وأيضاً في أحياء وقرى وسجون، ومدارس معينة. فقد وجدنا أن المجندين يدخلون كجماعاتٍ، ويتأثرون بعائلاتهم وبالشبكات الاجتماعية. ومن خلال التركيز على هذه النقاط الهامة، بالتعاون مع شركائنا، سيكون بوسعنا البدء بتعطيل سلسلة التجنيد.
إنه لا توجد هناك وصفة سحرية، بكل تأكيد، لكن الولايات المتحدة، وعلى وجه التحديد الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، لديها الخبرة الطويلة في المشاريع الإنمائية التي تحسن بالفعل حياة الناس، وتخلق فرصاً اقتصادية جديدة، وتزيد الثقة لدى المجتمعات الأهلية. لقد شاهدنا حول العالم، بما في ذلك في بعض المناطق في باكستان واليمن، أن هذا النوع من الأعمال قد باتت تثمر وأخذت تحد من إغراء الإرهاب.
إن هذه الهمة تتطلب مِشرطاً وليس مطرقة. وهكذا، نسعى وراء استراتيجيات صغيرة تشمل قادة محليين جديرين بالثقة، تدفعهم الحاجات المحلية ويأتي إطلاعهم من المعرفة المحلية. فعلى سبيل المثال، في المُثلّث الواقع بين كينيا والصومال وإثيوبيا حيث أدت المجاعة والنزاعات إلى فتح الباب أمام المتطرفين، نستكشف شراكات جديدة مع جمعية الشُبّان المسلمين في كينيا. إنهم سيقومون بتنظيم حلقات تعليمية صغيرة حول علماء دين سيساعدون في تقديم النصح للفتيان الذين أصبحوا متطرفين. إنه مشروع صغير، واحد من عدة مشاريع نقوم بها، لكنه يشكل تحدياً كبيراً، وهو بداية، وسوف نواصل التعلم والتكيّف ومواصلة إقناع الآخرين للانضمام إلينا.
على المجتمع المدني والقطاع الخاص أدوار هامة يلعبانها. فالمجموعات مثل “أخوات ضد التطرف العنيف”، وهي مجموعة من النساء في 17 بلداً حول العالم خاطرن بحياتهن لكي يقلن للإرهابيين إنهم غير المرغوب فيهم في مجتمعاتهن الأهلية. لقد كتبنَ مقالات في الصحف في اليمن، ونظمن ورش عمل للشباب في إندونيسيا، وجمعن النساء الهنديات والباكستانيات لإظهار جبهة مُوحدّة. هؤلاء النساء يعرفن أنهن لن يتمكن من وقف التطرف في كل مكان، لكنهن يرفضن الجلوس على الهامش. وكثيراً ما تكون السلطات المحلية والمجتمع المدني في موقع أفضل منا لتقديم الخدمات إلى شعوبهم، وتعطيل المؤامرات، ومقاضاة المتطرفين، وهم الذين يتحّملون أحياناً كثيرة عواقب الاعتداءات الإرهابية.
وخاصة عندما يصبح تهديد القاعدة أكثر انتشاراً، يكون من مصلحة الولايات المتحدة إقامة صلات أوثق مع الحكومات والمجتمعات الأهلية المتواجدة على الخطوط الأمامية ومساعدتهم في بناء قدراتهم على مكافحة الإرهاب. إننا بحاجة لتوسيع جهودنا لبناء شبكة دولية لمكافحة الإرهاب تكون سريعة الحركة وقادرة على التكيف على غرار أعدائنا. وهكذا، أطلقنا هجوماً دبلوماسياً لتعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الجوانب حول مكافحة الإرهاب. لدينا أجندة واسعة وطموحة، ولأجل تنفيذ هذا العمل، إنني بصدد رفع درجة مكتبنا المُكرّس لمكافحة الإرهاب ليصبح دائرة كاملة القدرات ضمن وزارة الخارجية.
خلال العام الماضي، درّبت وزارة الخارجية قرابة 7000 موظف حكومي في مجال فرض تطبيق القانون ومكافحة الإرهاب، من أكثر من 60 بلداً. ودعمنا، بالعمل مع الأمم المتحدة ومنظمات متعددة الجوانب أخرى، بناء القدرات في اليمن وباكستان وبلدان أخرى تقع على الخطوط الأمامية. تقدم إندونيسيا مثالاً جيداً حول جدوى هذا النوع من الشراكة. فعندما قررّت جاكارتا تشكيل فرقة النخبة لمكافحة الإرهاب، قدمت وزارة الخارجية لها التدريب والمعدات. وتبادل خبراء من مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) ووزارة العدل خبراتهم مع رجال الشرطة والمدعين العامين.
ساهمت الجهود الإندونيسية النشطة الرامية لفرض تطبيق القانون في تعطيل المؤامرات، وتعقب، وإيقاف، وفي بعض الحالات قتل القادة الإرهابيين التابعين للقاعدة، بما في ذلك بعض المسؤولين عن تفجيرات بالي. وقام المدعون العامون كما المحاكم الإندونيسية بمقاضاة ومحاكمة وإدانة مئات الإرهابيين بنجاح. إننا بحاجة لتوسيع تعاوننا في مختلف أنحاء العالم. فكما كتب أمس وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة، إننا بحاجة إلى مهمة عالمية شاملة لاستئصال الإرهاب والتطرف العنيف.
ولكنه، لغاية الآن، لا يوجد هناك محفل دولي مُكرّس لجمع صانعي سياسة مكافحة الإرهاب والعاملين من حول العالم. ولذلك سوف نتخذ في وقت لاحق من هذا الشهر خطوة أخرى هامة إلى الأمام من خلال إنشاء منتدى عالمي جديد لمكافحة الارهاب. وسوف نقوم بجمع الحلفاء التقليديين والقوى الناشئة والبلدان ذات الأغلبية المسلمة معا حول مهمة مشتركة لمكافحة الإرهاب بطريقة لم يسبق لها مثيل. وسوف تعمل تركيا والولايات المتحدة كرئيسين مؤسسين لهذا المنتدى وسوف تنضم إلينا قرابة 30 دولة أخرى. وسنعمل معاً على التعرف على التهديدات ونقاط الضعف، ونضع الحلول، ونحشد الموارد، ونتبادل الخبرات وأفضل الممارسات.
إذ إن من شأن ذلك أن يؤدي إلى تحسين التنسيق الدولي، بل إنه سيساعد أيضاً البلدان في التصدي للتهديدات الإرهابية داخل حدودها ومناطقها. وسوف نعمل من أجل القضاء على الملاذات الآمنة وتحديد أكثر الرسائل فعالية لمواجهة التطرف العنيف. وسوف يساعد المنتدى البلدان التي هي في طور الانتقال من الحكم الاستبدادي إلى الديمقراطية وحكم القانون. كما سيقدم المنتدى الدعم لهذه البلدان بينما تقوم بكتابة تشريعات جديدة حول مكافحة الإرهاب، وتدريب رجال الشرطة والمدعين العامين والقضاة على تطبيق القوانين بالترافق مع احترام الحقوق الإنسانية العالمية.
وفي الوقت الذي نحن فيه بصدد توطيد علاقاتنا الثنائية والمتعددة الجوانب في مكافحة الإرهاب، ستكون للولايات المتحدة توقعات واضحة بالنسبة لشركائنا. في بعض الحالات، عندما تستدعي الضرورة، سنعمل مع دول ليس لدينا معها سوى القليل جداً من النقاط المشتركة باستثناء رغبتنا في هزيمة القاعدة والإرهاب. وفي هذه الحال نشدد على هواجسنا حول احترام الحقوق الأساسية. إننا نُظهر من خلال المثال الخاص بنا مدى فعالية هذا التصرف.
ومن المؤسف أن بعض البلدان، وحتى بعض الأصدقاء، يسمح بأن تبقى أراضيه بيئات مباحة نسبياً لعمليات ممولي الإرهابيين والذين يسهلون نشاطهم. ولا يزال بعض الذين يُقوّضون عملنا عن طريق إثارة المشاعر المعادية للغرب، ويصدّرون الأيديولوجيات المتطرفة إلى المجتمعات الأهلية المسلمة الأخرى، يفعلون ذلك في نفس الوقت الذي يحاولون فيه محاربة الإرهابيين في بلدهم. إن تمويل المدارس الدينية التي تدعو إلى ممارسة العنف، وتجند الإرهابيين، وتوزع الكتب المدرسية التي تعلم الكراهية، لا يُسّرع سوى نمو الإرهاب. إن ذلك أشبه بزراعة الاعشاب في حديقتك ومن ثم إبداء التعجب لاحقاً عندما تخنق الأزهار. وهذا ما يعيق بلوغ الهدف المنشود ويقود في نهاية المطاف إلى الهزيمة الذاتية، وسوف نواصل التكلم ضد هذه الممارسات في السرّ كما في العلن. إننا سنعمل مع الآخرين لتوسيع النجاحات التي حققناها في تعطيل تمويل الإرهاب، وسوف أفعل كل ما في وسعي من أجل ضمان انضمام مزيد من البلدان إلى هذه المعركة.
إذاً، فإن جميع الجهود التي وصفتها – الضغوط على قادة القاعدة، والحملة الرامية لحرمانهم من التمويل والتجنيد والملاذات الآمنة والجهود الدبلوماسية المبذولة لبناء القدرات المحلية والتعاون الدولي – قد وضعت القاعدة في موقع الدفاع. ولكن بنفس الأهمية – وفي الواقع، أكثر أهمية في رأيي – كانت الضربة التي وجهتها شعوب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نفسها. فالشعوب في المنطقة تتبع مساراً مختلفاً عن المسار الذي ادّعى بن لادن أنه الطريق الوحيد إلى الأمام. فليس هناك من دحض للقاعدة ولأيديولوجيتها البغيضة أفضل من ذلك. لقد أصبحت هذه الأيديولوجية غير متصلة بالواقع أكثر فأكثر في منطقة أصبح هاجسها الآن تشكيل الأحزاب السياسية أكثر من الاستماع إلى خطاب متطرف آخر.
صحيح أن المستقبل غير مؤكد، وأنه لا يزال معرضاً للاستغلال من جانب المتطرفين. فالقوات الأمنية مرتبكة وغير مُنظمة. والأسلحة مفقودة. كما نعرف من خلال التجارب أن مراحل التغيير الديمقراطي يمكن اختطافها من جانب الحكام المستبدّين الجدد أو إخراجها عن مسارها من جانب المتعصّبين الطائفيين. أما كيف ستتطور هذه اللحظة، وما الذي سيحدث خلال المراحل الانتقالية هذه، فسيكون له عواقب عميقة على الكفاح الطويل الأمد ضد التطرف العنيف.
لكننا نعتقد أن الديمقراطيات تكون مجهزة بصورة أفضل من الأنظمة الاستبدادية للوقوف بوجه الإرهاب على المدى الطويل. إنها تقدم منافذ بناءة للشكاوى السياسية، وتخلق الفرص للانتقال نحو الأعلى والازدهار والتي تشكل بدائل واضحة للتطرف العنيف، كما إنها تميل لأن تكون لها مع مرور الزمن مؤسسات حكم أكثر فعالية. لذا، فإن من مصلحة الولايات المتحدة دعم تطوير الديمقراطيات القوية والمستقرة في المنطقة. هذا ما نقوم به، ونحاول مساعدة كل من الشعوب والحكومات الانتقالية في خلق الفرص الاقتصادية وتبني حكم القانون.
من المهم بنفس القدر أن تستمر الولايات المتحدة في الارتقاء إلى أفضل ما تملكه من قِيم وتقاليد. إن شعوب هذه الدول تتطلع إلينا بأعين جديدة، ونحن بحاجة للتأكد من أنهم يرون فينا مصدراً للفرص والأمل كشريك، وليس كخصم.
أما ونحن نقف هنا على عتبة ذكرى الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، فيمكننا ان نتذكر كيف تضافر العالم لمساندتنا في أوقات محنتنا. وبإمكاننا أن نتذكر أن العديد منهم كانوا قد تعودوا لمدة طويلة على عدم الثقة بنا، لكنهم تصرفوا على مستوى إنساني بالنسبة لهذه الجريمة التي لا يمكن تصورها. لقد اجتمعنا كدولة مع شعورنا بالهدف المشترك والوحدة. لم يكن هناك خطوط تُفرقنا. لقد احتفلنا بتنوعنا – بما في ذلك المساهمات العديدة للأميركيين المسلمين – وأظهرنا التعاطف العميق الذي كان دائماً في صميم الطباع الأميركية.
واليوم، يراقبنا العالم من جديد، ليرى ما إذا كنا سنستجمع تلك الروح، تلك الروح الجوهرية الأميركية، لمواجهة التحديات العديدة التي تواجهنا هنا في الداخل وحول العالم. يشرفني أن أمثل بلدنا في كل مكان على الكرة الأرضية. أميركا بلد استثنائي. إننا استثنائيون في إبداعنا الخلاق وانفتاحنا. إننا نجذب الناس من كل مكان. إننا استثنائيون من حيث التزامنا الذي لا يتزعزع في ضمان قيام عالم أكثر عدلاً وسلاماً، ومن حيث رغبتنا، لاسيما عندما تكون هي الأكثر أهمية، في وضع الصالح العام قبل الأيديولوجيات والأحزاب، والمصالح الشخصية.
إن القيادة الأميركية لا زالت تحظى بمكانة محترمة ومطلوبة. وعندما يحتاج الأعداء القدامى إلى وسيط شريف، أو عندما تحتاج الحريات الأساسية إلى مناصر، فان المجتمع الدولي يتطلع إلينا. عندما تهدد المجاعة حياة الملايين في شرق أفريقيا، أو تكتسح الفيضانات باكستان، يتطلع الناس إلى أميركا. إنهم يرون ما لا نلاحظه في بعض الأحيان وسط كل هذا الضجيج القادم من واشنطن: أميركا هي وستبقى منارة للحرية، وضامناً للأمن العالمي، ومجتمعاً للفرص الحقيقية، ومكاناً للتفوّق، وبلداً للإمكانات حيث الأفكار التي تولد في غرفة منامة في الجامعة يمكن أن تنمو لتصبح أعمالاً قيمتها بلايين من الدولارات.
إن مصدر عظمتنا أكثر استدامة مما يبدو أن العديد من الناس يدركونه. أجل، إن قواتنا المسلحة هي الأقوى بدرجة كبيرة، واقتصادنا هو الأكبر بنسبة كبيرة. كما إن عمالنا هم الأكثر إنتاجية. وجامعاتنا، مثل هذه الجامعة، تمثل المعيار الذهبي. قيمنا متينة. لكن تواجهنا تحديات حقيقية، وعلينا أن نتقدم ونتعامل معها. ولكنه لا يجب أن يكون هناك أدنى شك بأن لدى أميركا القدرة على تنمية اقتصادنا، وحل مشاكلنا، وتجديد قيادتنا العالمية.
في نهاية المطاف، لا يقع هذا الأمر على عاتق الرئيس أو وزيرة الخارجية وحدهما. وإنما يقع أيضا على عاتق الشعب الأميركي. علينا أن نكون جاهزين لاسترداد تلك الروح القائمة على الخدمة والتضامن، وعلينا أن نجد الأرضية المشتركة التي تُوحّدنا نحن كأميركيين. علينا أن نكون جاهزين لإعادة الالتزام بمشروع بناء بلدنا معاً. وأظن أننا على استعداد للاعتقاد بأنه ليست هناك حدود لما يمكننا إنجازه إذا نحن فعلنا ذلك. وأعتقد أننا جاهزون.
لكنني أعرف أيضاً أنه إذا أردنا ان نكون البلد الذي نؤمن به، الذي نجده جذاباً وملهماً إلى حد كبير، علينا عندئذ أن نقبل تحمل المسؤولية وأن نكون مستعدين، لأن الذي سيحافظ على أمننا وسلامتنا وقوتنا وعظمتنا أكثر من الغارات الليلية الجريئة، أو المقاضاة الناجحة، أو الدبلوماسية المثابرة، أو التنمية الاستهدافية، هو أن يوقع كل واحد منا على أن يكون جزءاً من هذا المستقبل الأميركي.
وشكراً جزيلاً لكم جميعاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.