قال إمام وخطيب مسجد الخرطوم الكبير إنّ صيانة وتوسعة المسجد تكلف 60 مليار جنيه، ووصف المسجد بأنه سيكون الأكبر على مستوى السودان، وسيتّسع ل10 ألاف مُصلي وألف مصلية. ونقل الإمام من خلال خطبة الجمعة أمس على لسان رئيس لجنة الصيانة بدر الدين طه أنّ تأهيل المسجد سيشمل كل جوانبه مع الحفاظ على صبغته الأثرية، لافتاً إلى أنّ تشييد المسجد تمّ إبان عهد الخديوي في العام 1901م كاشفاً عن إضافة منزل للإمام وآخر للمؤذن داخل حرم المسجد فضلاً عن تعديل السقف من الخشب إلى سقف خرصاني إضافة لتغيير النوافذ والأبواب، مؤكداً أن التوسعة ستشمل إزالة بعض الأعمدة من داخل المسجد لإعاقتها رؤية المصلين للإمام فضلاً عن تشييد موقف للسيّارات على أن تكون الحمامات والمنافع أسفل المسجد. ويقول محلل سياسي استطلعته حريات إن سلطة “الإنقاذ” درجت على التركيز على مظاهر التدين والتوسع في بناء المساجد والصرف عليها لخدمة غرضين: الأول إضفاء هالة التمسك بالدين وشعائره، والثاني وهو الأهم فتح باب مشرع لفساد مريع متصل بمشاريع بناء وصيانة المساجد، فيما يعكس أبلغ قيم الاعتداء على العقيدة والإساءة المبطنة للدين بفتح باب المآكل من تحت أكمام المساجد. ويواصل: وتنعكس هذه الإساءة البالغة للدين كذلك في قلب الأولويات لأن القاعدة الشرعية تقول “حفظ الأبدان مقدم على حفظ الأديان”. وفي بلاد تعاني الغلاء والفقر المدقع للأغلبية المسحوقة يعد إعلان إمام المسجد الكبير للصيانة المطلوبة لبيت من بيوت الله ذر رماد في عيون الجوعى والذين هم عيال الله وسد جوعتهم وتأمين حرفتهم قبل بناء المساجد هي مهام الحاكم في الإسلام إذا فشل فيها عليه الاعتزال كما قال سيدنا عمر بن الخطاب.