[email protected] أكتب إليك من غير وعد مني و لا توقع منك .. أكتب إليك و أنت أختي و إن شئت أمي .. أكتب إليك لا لشيئ إلا لأشد على يدك و أضع على جبينك تاجا للقناعة و الصبر .. أكتب إليك لأزيح عنك ثقلا ترزئين تحته .. أكتب إليك يا فخر نساء السودان .. أكتب إليك لأني أحسك. لك التجلة فاطمة خالد على إحتمالك رجلا لم يحتمله شعب قوامه أربعين مليون .. لك التقدير و أنت تلوذين بصمت لو نطق لشهد بعمق حارق و جرح نازف ..لك التجلة و أنت تؤثرين الإنزواء على ضجيج أصفر خواء .. لك التجلة و أنت تضعين وراء ظهرك أضواء تلهف إليها النساء .. لك التجلة أيتها الصابرة أيتها الأصيلة .. نشهد بأنا لم نرك ترقصين .. نشهد بأنا لم نلمس عليك شغفا بالمال و الدنيا و كانا تحت قدميك .. نشهد لك بالصلاح و نسأل الله أن يكون لك ناصرا. لا يعلم ألم المرأة مثل المرأة .. أعرف أنه لا يسوءها شيء مثل أن يكون زوجها صغيرا .. نكرة في عين الناس .. سبة يعيره الكل .. مجرما تطارده العدالة ..طائشا لم تزده سنواته السبعون إلا قهقرية في السوء و الظلم و الرقص الذي لا يشبه مكانته و لا يشبه رزانتك .. سلواك أيتها الشريفة أننا نحبك .. سلواك أننا لا نراك بذات العين التي نراه بها .. سلواك أنك منا و فينا. أعلم أنك كنت مستشارته الأولى .. أعلم أنك هديته و بصرته لكنه عسكري مغسول المخ .. مزاجي عنيد كذاب أشر .. أعلم أنك به الأدرى .. و إن كلمة واحدة منك لوسائل الإعلام عنه تحط به فوق إنحطاطه .. لكنك أصيلة و بت بلد .. تركته لربه ..أعذريني سيدتي إن آلمتك .. أعذريني و إن يكن بعلك و ابن عمك .. لكنه آلمنا و صرنا منه نتبرأ. حقيق بمن ضيع الأرض و جوع الشعب و أعمل التقتيل حقيق به ألا يسأل عنك .. حقيق به أن يضيع حقك الذي كفله لك الخالق .. حقيق به أن يكون دنيئا ناكرا للعرفان و التضحية .. حقيق به أن يرمي وراء ظهره ماضيكما بكل ما فيه .. و تشرئب عينه إلى من تعرفين .. هنيئا لك أماه بصبرك الذي هو ضِعف صبرنا سنينا و عذاب .. و أعتقد إعتقادا جازما أني لست وحدي في إفتخاري بك يا بنت أبيها.