شهود عيان يؤكدون عبور مئات السيارات للعاصمة أنجمينا قادمة من الكاميرون ومتجهة نحو غرب دارفور – فيديو    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    دورتموند يسقط باريس بهدف فولكروج.. ويؤجل الحسم لحديقة الأمراء    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    واشنطن: دول في المنطقة تحاول صب الزيت على النار في السودان    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    شاهد بالصور.. المودل والممثلة السودانية الحسناء هديل إسماعيل تشعل مواقع التواصل بإطلالة مثيرة بأزياء قوات العمل الخاص    شاهد بالصورة والفيديو.. نجم "التيك توك" السوداني وأحد مناصري قوات الدعم السريع نادر الهلباوي يخطف الأضواء بمقطع مثير مع حسناء "هندية" فائقة الجمال    شاهد بالفيديو.. الناشط السوداني الشهير "الشكري": (كنت بحب واحدة قريبتنا تشبه لوشي لمن كانت سمحة لكن شميتها وكرهتها بسبب هذا الموقف)    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    طبيب مصري يحسم الجدل ويكشف السبب الحقيقي لوفاة الرئيس المخلوع محمد مرسي    "الجنائية الدولية" و"العدل الدولية".. ما الفرق بين المحكمتين؟    الى قيادة الدولة، وزير الخارجية، مندوب السودان الحارث    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فلوران لم يخلق من فسيخ النهضة شربات    رئيس نادي المريخ : وقوفنا خلف القوات المسلحة وقائدها أمر طبيعي وواجب وطني    المنتخب يتدرب وياسر مزمل ينضم للمعسكر    عائشة الماجدي: دارفور عروس السودان    لأول مرة منذ 10 أعوام.. اجتماع لجنة التعاون الاقتصادي بين الإمارات وإيران    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    والي الخرطوم يدشن استئناف البنك الزراعي    دولة إفريقية تصدر "أحدث عملة في العالم"    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ردا على الطاهر سات يحول مشروع الإستزراع السمكي في السودان
نشر في حريات يوم 22 - 03 - 2012

بقلم خبير زراعة وتربية الأسماك : بروفيسور توماس توفيق
طالعت بصحيفة السوداني “الغراء ” موضوعا للكاتب الصحفي الطاهر ساتي في عموده ” إليكم ” عن إتفاقية مشروع الإستزراع السمكي في السودان ، والتي أبرمت في يناير 2010 ، بين وزارة الثروة الحيوانية والسمكية والمنظمة العربية للتنمية الزراعية .
بكل أسف أدهشني ما ذكره الأستاذ الطاهر ساتي للقاريء الكريم عن تاريخ تربية الأسماك في السودان ، وذلك دون عكس ما قام به المسؤولون في السودان في هذا المجال بإدارتي بحوث الأسماك والإدارة العامة للأسماك ، بل والهجوم على د. فيصل حسن إبراهيم وزير الثروة الحيوانية والسمكية والمراعي وتأليب الرأي العام على قراراته .
وقبل أن أقوم بالتعليق على جميع النقاط التي ذكرها الكاتب أرجو أن أؤكد للقاريء الكريم بأني ومنذ أن كنت طالبا بكلية العلوم بجامعة الخرطوم وحتى تخرجي في عام 1966 وإلى هذه اللحظة لم أنتم إلى أي حزب سياسي وأن حزبي هو السودان ومصالحه أولا وأخيرا ، وذلك بغض النظر عن من هو الحزب الحاكم ، وأورد هذا لأني أستنكر جملة وتفصيلا الأسلوب الصحفي الذي اتبعه الكاتب بمد القاريء الكريم بمعلومات غير صحيحة بل والهجوم السافر على الرأي الآخر الأمر الذي قد يفسر تفسيرا خاطئا .
كما وأرجو أن أشيد بالسيدة عبير محمد إدريس التي نشرت عام 2010 بصحيفة التيار موضوعا بعنوان : “الإستزراع السمكي في السودان – مقومات نجاح تحتاج للتوظيف ” وذكرت بكل أمانة ومسؤولية مجال تربية الأسماك في السودان والمشاكل الحقيقية التي تواجه إستزراع الأسماك مثل ” توليد البلطي المتكرر …إلخ “
بعد هذه المقدمة أرجو أن أفيد القاريء الكريم بتعليقي العلمي المدعم بالمستندات على جميع النقاط التي ذكرها الكاتب .
يقول الطاهر ساتي : إن مصر تنتج 750 ألف طن سنويا وانتاج السودان من ذات الأسماك لا يتجاوز 450 ألف طن سنويا ، ويضيف قائلا : كما تعلمون النيل يجري من هنا وكذلك الأسماك ، ومع ذلك تأمل فرق الإنتاج في الأسماك المنتجة بواسطة الإستزراع .. تأمل الفرق ثم تابع ما يلي لتعرف سر تدهورنا في كل المناحي وما الإستزراع السمكي إلا جزء من الكل المتدهور .”
من المؤسف أن الكاتب عزا فرق الإنتاج في الأسماك المنتجة بواسطة الإستزراع إلى تدهورنا في كل المناحي رغم أن النيل يجري من هنا وكذلك الأسماك ” وهو لا يدري أن الطفرة التي حدثت في إنتاج سمك البلطي – الفصيلة الرئيسية المستزرعة في مصر كانت نتيجة لإستعمال هرمون ذكري MT“ ” لتغيير أغلبية صغار البلطي إلى ذكور ” أي وحيد الجنس ” لأنها تنمو بأحجام كبيرة مقارنة بإناث البلطي الأمر الذي لم توافق السلطات بالسودان على إستعماله حتى قريبا وذلك بعد التأكد بان هذا الهرمون لا يضر بصحة الإنسان .
الجدير بالذكر أن أسماك البلطي تتوالد أربع مرات في العام ، وتربية الإناث والذكور سويا ينتج أحجام صغيرة لا تصلح للتسويق ، وهذا هو السبب الرئيسي لتدني الإنتاج في السودان ، إضافة لعدم وجود كادر مؤهل بالأعداد اللازمة مثل ما هو الحال في مصر.
يقول الكاتب ” أولا ما يجب تأكيده هو أن الإستزراع السمكي يعني تزويد البحيرات والخزانات والقنوات المائية بالأسماك بعد تفريخها ، وتوليدها بطرق علمية في أحواض صناعية ، ولذلك في يناير 2010 وقع وزير الثروة الحيوانية والسمكية إتفاقا مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية وأسموا الإتفاق بمشروع الإستزراع السمكي في المياه العذبة ، وتم تخصيص ” 70 ” فدانا بمنطقة الشجرة لهذا المشروع التنموي ، وعند استلام تلك الأفدنة بحي الشجرة اكتشفت المنظمة العربية بأنها كانت مستخدمة في ذات المشروع قبل نصف قرن من الزمان ، أي مكان يتم فيه الإستزراع السمكي قبل إستقلال السودان ، ثم أصبح مجهورا طوال السنوات الماضية ولم تعد فيه غير أسوار الأسلاك الشائكة وأحواض مهترئة وحظائر المواشي وغيرها من المخلفات والأطلال المهجورة “
أرجو إفادة القاريء الكريم بأني كنت شخصيا أول مدير لمركز بحوث الأسماك ورئيس قسم أبحاث تربية الأسماك للفترة : 1975 – 1985 ، وذلك بعد إنضمام المركز لهيئة البحوث الزراعية عام 1975 ، وقد قمت بنشر وثيقة عن تاريخ تربية الأسماك في السودان عام 1975 كمستند لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية “FAO” ، وايضا ذكرت ذلك التاريخ بالعديد من الصحف السودانية والعربية والإنكليزية وغيرها “أوردها في نهاية تعليقي ” وعليه لو كلف الكاتب نفسه وجمع المعلومات الحقيقية لما كتب ” اكتشفت المنظمة العربية أنها كانت مستخدمة في ذات المشروع قبل نصف قرن أي قبل إستقلال السودان ! كيف يكون هذا صحيحا والمنظمة العربية أسست بقرار جامعة الدول العربية عام 1970 وبدأت العمل في السودان عام 1972 !!!!
يقول الكاتب ” شرعت المنظمة في إصلاح المكان وتنظيفه ، ثم حفرت بئرا وأخرى لتوفير المياه العذبة في أحواض الأسماك ، فالنيل لا يوفر المياه العذبة في مواسم الفيضان ، حسب رأي الخبراء ، وتم تركيب المضخات في تلك الآبار ثم تم تجهيز الأحواض – 18- حوضا بالمواصفات المطلوبة “
أرجو إفادة القاريء الكريم بأني في عام 1975 وبالتعاون مع مصلحة الطرق والكباري بوزارة الأشغال آنذاك قمت شخصيا بصيانة احواض تربية الأسماك وتوصيل شبكة مواسير لجميع الأحواض بل وتسويرها بسورأسلاب وحفر أول بئر إرتوازي ، وبعد ذلك قام المسؤولوون بادارة الأسماك ” قسم الإرشاد ” بحفر بئر أخرى وذلك لأن المياه الجوفية تعتبر أفضل أنواع المياه لمفرخات الإستزراع السمكي خاصة من الناحية الميكروبيولوجية نظرا لخلوها من مسببات الأمراض وكذلك لعدم أحتوائها على أي ملوثات سواء من كائنات نباتية أو حيوانية أو بيض أو صغار أسماك مفترسة مثل العجل التي يمكن أن تدخل أحواض الحضانة مع مياه النيل الأبيض وليست كما ذكر الكاتب ” لأن النيل لا يوفر المياه العذبة في مواسم الفيضان حسب رأي الخبراء” وأي خبراء أولئك !!!
يقول الكاتب ” ثم إتصلت المنظمة العربية بالهيئة القومية للكهرباء بحثا عن الطاقة الكهربائية ” مقدارها 300 كيلو ” ، فطالبتها الهيئة بمبلغ قدره ” 281 مليون جنيه ” ، تامل هذا الرقم ، علما بان المشروع تنموي وليس ربحي ولا استثماري ، بل هو برنامج تنموي للحد من الفقر .. المهم بعد شد وجذب وبعد عام وشهرين من الأجاويد استلمت الهيئة مبلغا يعادل ” 52 الف دولار ” .
أرجو إفادة القاريء الكريم بأن الهدف الرئيسي للمشروع المشترك بين السودان والمنظمة العربية هو تشييد مفرخ كبير لإنتاج مائة مليون أصبعية من سمك البلطي لمد مزارع تربية الأسماك بالسودان وجميع الدول العربية ، فإذا كان هذا هو الهدف فإني لا أعتقد بأن الكاتب كان يتوقع من الهيئة القومية للكهرباء أن تقوم بمد طاقة كهربائية مقدارها 300 كيلو بالمجان وذلك لإعتقاده بأن ” المشروع تنموي لخدمة الفقراء !!!
يقول الكاتب ” فأنتجت الأحواض إنتاجا غزيرا بفضل الله ثم بجهد العاملين ، بحيث تم تزويد بحيرة خزان جبل أولياء ب ” 500 ألف طن من سمك البلطي ” وتم تزويد قنوات مشروع ود رملي ب ” 100 ألف طن من سمك المبروك ” وهكذا تواصل الإنتاج شهرا تلو الآخر ، وتواصل تزويد القنوات والخزانات بالأسماك .. وكانت هذه المرحلة الأولى من المشروع …!!
أرجو إفادة القاريء الكريم بان مدير مركز بحوث الأسماك في ذلك الوقت ” د. عبدالمنعم خالد” أكد لي بأن خبير المنظمة العربية للتنمية الزراعية سابقا ” المهندس يونس عبدالحميد ” قام بنقل ” 60000″ سمكة بلطي من أحواض بحوث الأسماك بالشجرة إلى بحيرة خزان جبل أولياء وذلك ضد رغبته الشخصية وبأمر السلطاتالعلياوليس كما ذكر الكاتب ” أنتجت الأحواض إنتاجا غزيرا بعون الله ثم بجهد العاملين ” ففي 28 – 7 – 2010 قمت شخصيا بنشر موضوع بصحيفة الصحافة عدد ” 6124 ” تحت عنوان ” الحقائق المؤسفة وراء نفوق أسماك البلطي وأضحت بكل صراحة وأمانة علمية بأن خبير المنظمة هو الذي تسبب في هذا الحادث المؤسف ، لأنه قام بنقل أسماك البلطي بطريقة مكثفة للغاية ودون مراعاة تكنولوجيا نقل الأسماك الحية ، الأمر الذي تسبب في تنشيط البكتريا المعروفة باسم ” استربتو كوكس إيني ” streptococcus inae والموجودة في مياه النيل وبالتالي نفوق الأسماك ,
وللأسف بدلا عن تقديري على ما قمت به أصبحت في القائمة السوداء لمدير المنظمة ، أي عدم السماح بدخولي المنظمة ولا الإستفادة من مكتبتها ، فما رأي القراء والكاتب ؟؟؟ وأنا الذي كتب عني بتاريخ 23 ابريل 1988 الدكتور حسن فهمي جمعة المدير العام للمنظمة ما يلي :
” تشهد المنظمة العربية للتنمية الزراعية بأن السيد البروفيسور توماس توفيق جورج قد شارك في العديد من نشاطات المنظمة في مجال تربية الأسماك لما يتميز به البروفيسور توماس توفيق من خبرة ممتازة في هذا المجال – فقد انتدب من قيل المنظمة للعمل كخبير في مجال تربية الأسماك بالجمهورية العربية السورية عام 1984 ، وأيضا في الندوة العالمية لتطوير منطقة الأهواز بجمهورية العراق عام 1986 ، وشارك أيضا في الندوة العربية الأولى حول استزراع الأسماك والقشريات الذي عقد في الكويت عام 1983 ” .
واما عن تزويد قنوات الري بمشروع بشاير نهر النيل وقنوات ود رملي بأسماك المبروك فهذه الأعداد في جملتها “800الف ” تم استيرادها من مصروليست إنتاج أحواض تربية الأسماك بالشجرة ، ويمكن للكاتب معرفة هذه الحقيقة بمراجعة تاريخ استيراد الأسماك المبروك وتاريخ تزويد قنوات الري بها !!
وللتاريخ فأسماك المبروك ليست غريبة عن السودان ، إذ أني قمت شخصيا بإدخالها وأيضا أسماك الكارب العاشب عام 1975 بمركز أبحاث الأسماك ، وكنت أول من قام بتوليد الكارب العاشب صناعيا لأول مرة في إفريقيا وفي إطار التكامل بين السودان ومصر ، وذهبت في مهمة رسمية إلى مصر لشرح طريقة توليد هذه السمكة صناعيا ، علما بأن المصريين أدخلوا أسماك المبروك قبل السودان بعشر سنوات !!وهذا قليل من كثير أيها الكاتب !!
يقول الكاتب ” ثم شرعت المنظمة في تنفيذ المرحلة المهمة جدا في المشروع ، وهي المرحلة التي يجب أن تنتج فيها الأحواض ما يقرب من ” 100 مليون أصبعية ” ، وألأصبعية تعني الصير بعاميتنا ، ولكن – فجأة كده – جاء أحدهم إلى مكان المشروع قبل أسبوع ونيف وعرف نفسه للكادر العامل بأنه مندوب من جامعة السلام وأن وزير الثروة الحيوانية – شخصيا – كلفه بفك الحظائر القديمة الموجودة في أرض المشروع ثم ترحيلها إلى الجامعة .
فعلا هذه هي المرحلة المهمة للمشروع ، وكان من الواجب تنفيذها قبل القيام بأي نشاط آخر ، ولذلك كان من الواجب على الكاتب إفادة القاريء الكريم عن الأسباب التي حالت دون تنفيذ هذا البند الأساسي من إتفاقية مشروع الإستزراع السمكي حتى الآن !!ثم أن وزير الثروة الحيوانية والسمكية قام بتخصيص ” 70 ” فدانا أرض للمنظمة العربية للتنمية الزراعية كمساهمة السودان في هذا المشروع ، وليست حظائر الأبقار الموجودة على أرض المشروع ، وذلك لأن المشروع قاصر على الإستزراع السمكي فقط وليست تربية الأبقار ، ولذلك ليس بغريب بأن الوزير له الحق في تحويل هذه الحظائر إلى جامعة السلام للإستفادة منها .
وعليه لا يوجد داعي بإقحام القاريء الكريم بما دار بين مندوب جامعة السلام والكادر العامل بالمشروع وذلك لعدم وجودكم معهم في تلك اللحظة ومعرفة ما دار بين الطرفين من حديث .
يقول الكاتب ” بعد ثلاث ساعات فقط لا غير من غضب مندوب جامعة السلام وتهديده بطرد المنظمة وكوادرها اتصل وزير الثروة الحيوانية بمساعد المدير العام للمنظمة العربية غاضبا وقائلا بالنص ” ياخي نحن ما عايزين مشروعكم ده ، ودوه اليمن ولا سوريا ولا أي حته تعجبكم وفضوا لينا المكان ده سريع ” ثم خاطبهم في اليوم الثاني بخطاب رسمي ينهي إتفاق المشروع ” جملة وتفصيلا ” .
وأقول للكاتب هل تريد أن تقنع القاريء الكريم بأن وزير الثروة الحيوانية والسمكية غضب لدرجة انه إتخذ قرار ا بإنهاء المشروع بهذه السرعة أم توجد أسباب جوهرية أخرى دفعته لإتخاذ هذا القرار ؟ لذا كان عليكم مقابلة الوزير لمعرفة الأسباب الجوهرية التي دفعته لإتخاذ هذا القرار بهذه السرعة !! وللأسف الشديد أنتم لم تقوموا بمقابلة الوزير ولا العاملين بمركز بحوث الأسماك والإدارة العامة للأسماك لمعرفة الأسباب التي سيكون أنتم أول من يتأسف عليها .
يقول الكاتب ” هذا ما يحدث بالكيانات المسماة برئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء والبرلمان .. مشروع تنموي يستهدف الفقراء في مهب الريح ، فقط لأن المنظمة طالبت مندوب الوزير بخطاب رسمي يشهد فك الحظائر القديمة ويوثق ترحيلها إلى جامعة السلام .. نسأل بكل براءة وبلاهة : ما علاقة جامعة السلام بالحظائر القديمة ؟ بل ما علاقة جامعة السلام بوزارة الثروة الحيوانية وحظائرها قديمة كانت أو جديدة ؟ وهل من العقل أن يفقد الناس والبلد مشروعا تنمويا كهذا ؟ بسبب ” صديق الوزير الملقب بمندوب جامعة السلام ؟ إن كان هذا المندوب مهما للغاية بحيث يتسبب غضبه في ضياع مشروع كهذا فلماذا لا يكون وزيرا لوزارة التعليم العالي والثروة الحيوانية بعد دمجهما ؟ بل لماذا لا يتم تتويج هذا المندوب بحيث يكون “ ملك السودان ” ، على كل حال يا هو ده السودان يا صديقي القاريء ، وتلك هي وقائع القضية وكل وثائقها بطرفنا ، نهديها لرئيس آلية مكافحة الفساد ، لا ليحاسبهم ، فالمحاسبة من مستحيلات زمان فقه السترة ، ولكن ليزين بها ” أدراج مكتبه ” وعليه ليس بمدهش أن تنتج مصر ذلك الحجم من الأسماك المستزرعة ، وأن ينتج وطننا هذه المآسي ..!!
بعد أن إطلعت على ما ذكره الكاتب انتابني إحساس بأن كل ما ذكره هو ليس إلا دفاعا عن المنظمة العربية للتنمية الزراعية ومدير المنظمة وذلك لأن الكاتب كتب بنفس الأسلوب المسيء الذي نشرته السيدة هناء عزالدين بصحيفة الأإنتباهة يوم الأحد 22 نوفمبر 2011 تحت عنوان ” المنظمة العربية للتنمية الزراعية – مملكة ” المدير” ماذا يحدث من خلف الأسوار !!أين ذهبت ال 12 مليون دولار من الميزانية ؟ وما هو سر التعاقد ات التي يقوم بها المدير بعيدا عن لجنة المشتريات ؟؟؟
إني أستنكر جملة وتفصيلا اسلوب الصحفي الرخيص الذي يستعمله لمد القاريء الكريم بالمعلومات والهجوم السافر على الرأي الآخر ! إني أتساءل لماذا هذه المهاترات وعدم احترام الوزارات والمنظمات والمسؤولين عنها ؟؟أهو ده السودان يا أستاذ الطاهر ساتي ؟ بالطبع ما ده السودان الذي ولدنا ونشأنا فيه فإلى متى هذا التدهور في التعبير عن رأينا بأسلوب جارح لا يفيد القاريء الكريم ” مثل الكيانات المسماة .. لماذا لم يتم تتويج هذا المندوب .. بحيث يكون ملك السودان …يا هو ده السودان …ليزين بها أدراج مكتبه …” علما بأن الأمم بالأخلاق ما بقيت فإن أخلاقهم ذهبت ذهبوا “
وفي الختام أرجو مراجعة المستندات الآتية :
الصحافة أعداد 7731 و6124 و5127
والأيام اعداد 11490 و8178 و8405 و8418 و9648
والرأي العام عدد 4296 وألوان عدد 3177
والصحافي عدد 649 والجزيرة عدد 426 والشرق الأوسط عدد 1944 والتيار ديسمبر 2010 والإنتباهة عدد 2054 و Khartoom Monitor بتاريخ 18 – 4 – 2010
ومنظمة الفاو بتاريخ 1975 ” FAO- CIFA-75 – SC- 5 ”
وبتاريخ 1982 عدد 27 Aquaculture –The Netherlands
فالله أسأل أن يحفظ حالنا وحال السودان وكفى الله المؤمنين شر القتال .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.