محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] الصورة المنشورة أعلى هذا المقال وجدتها بالصدفة وياللمفارقة العجيبة في أحد مواقع الأخوة المصرين .. فقد لا تحتاج مني الى تعليق وهي ضمن مجموعة من الصور التي تهزاْ بالانسان السوداني ، على خلفية عنوان افتراضي عريض المقصود منه الاستخفاف السمج ليس الا..وكأن الأمر بات مستحيلا علينا كشعب خامل لا يقوى على العمل والنشاط الحراكي بصورة عامة كمفهوم ترسخ في أذهان بعض الشعوب عنا .. يقول العنوان! ( بدأت المظاهرات في السودان )! ومن ثم توالت تعليقات السخرية والنكات التي تتحدث عن كسل السودانيين وعدم مقدرتهم على التحرك من رقدتهم ، وفي مقدمة الصور واحدة للمشير البشير بالحجم الكبير ذيلت بتعليق منه يقول لشعبنا وبلهجة سودانية مقلدة وركيكة ! ( أنا ذاتي قرفت منكم فشوفوا ليكم رئيس غيري لو كنتم قادرين على الحركة ) أو ما يصب في لب المعنى .. وصورة أخرى لمجموعة من المسئؤلين العسكريين برتب عالية وسط ربما نواب برلمانيين في جلسة رسمية والكل يغط في نوم عميق ، ويبدو انها ولجهل ناشرها ومن ملامح شخوصها والزى العسكرى والأزياء الشعبية للنواب أنها من احدى دول القرن الأفريقي الشقيق ، ولكن عودنا المصريون على بداهة جهلهم حتي بمواطني الأطراف المصرية ، فما بالك بان يشغلوا أنفسهم بالتحقق من سحنات الشعوب وتقاطيعها ، فعندهم كل ( الأخضر ليمون ).. نحن يا سادة من علم الشعوب الانتفاض ! صحيح قصرنا في حق وطننا كثيرا بصبرنا على الظلم ، وعدم تهيئة الظروف لمقدراتنا على بنائه وحماية تماسكه من استهداف مصالح بعض الجماعات الذاتية المدمرة ، ولكن اثر نشاطنا واخلاصنا لضمائرنا بائن في كثير من نماء البلاد الأخرى ، ونتيجة لكل ظروفنا الداخلية الضاغطة التي دفعت مع مجموعات الخيرين منا بغثاء السيل الطافح الى دروب الشتات فصرنا خارج بلادنا مجتمعات متكاملة فيها الغث والسمين أو الثمين حتى ، ولكن لا زال صالحنا يغطى على طالحنا ، ولازالت الشعوب المستضيفة تنظر لنا بعين الاستحسان على تماسكنا الاجتماعي والأخلاقي واحترامنا لذاتنا وبالقدر الذى دفع بالكثير من المجموعات الأخرى وفي غمرة صراع الجاليات للتقرب الى مواقع النفوذ و التنافس على مودة قلوب مجتمعات شعوب تلك الدول في الغربة ، الى مقابلة ذلك التقدير لنا بشيء من الحسد والحقد ، ولعل النكتة الشهيرة التي قيلت على لسان الرئيس المصرى السابق حسني مبارك خير مثال .. وهو يخاطب حكام أحد ى دول الخليج التي عرفت بلدية عاصمتها باستيعاب السوادنيين في تسعين بالمائة من كادرها الوظيفي على كافة المستويات الادارية والفنية و الخدمية ، اذ قال للحاكم ( تديني بلدية العاصمة بتاعتك واديلك سيناء كاملة ؟ ) الان وقد ذهب حسني مبارك وجاءت الثورة الشعبية التي سبقناها بابتداع الثورات التي عقدت شعوب العالم حواجبها دهشة وأعجابا حيالها ومنذ عقود ، وكانت صناعة وطنية خالصة من شعب السودان ( الكسول ) ولم تكن تقليدا لأخرين تشجعنا في أثرهم و كسرنا حاجز الخوف من طغاة النظم التي كانت تحكمنا بعد أن رأينا شعوبا أخري تنتفض ، فدب فينا النشاط فجاْة ..! ومع احترامنا لكل الثورات التي جاءت بها شعوب المنطقة لتحقيق ذاتها بحريتها الذاتية ، ومنها ثورة الشعب المصري ولكننا أيضا من قبيل التندر الظريف وليس الاستهزاء نهدي لمن يضحك علينا ويتظارف على حساب هيبتنا التي لا تحتاج الى دليل .. ذلك المثل المصري الذي يقول.. ( القرع لما استوى قال للخيار يالوبيا ) ونقول في الختام ..لكل متشكك في حتمية هبتنا التي ستكون مدوية وذات صيت .. .. نحن لن ندخل ميادين التحرير للتهريج والفوضى وانما سندخلها هذه المرة وان جئنا متأخرين ..رجالا نحافظ عليها وليس عيالا يسرقها منا المخادعون ! فقد لدغنا من جحرهم قبلا ، وسنتريث قليلا ، لنسد كل الجحورحتى لانترك لهم ثغرة يتنفسون منها.. ومن ثم ..سوف نأتي..! فانتظروا ابداعات كسلنا التي قد تنطلق من الأبيض أو بورتسودان أو الدمازين ..وربما قبل الخرطوم .. ومن كسلا ! فيا نديمي لا تظنني أبيد العمر لهوا .. اذا أنا جسم به البركان يغلي ! وسلام مربع يا جدع !