نفذ الصحفيون امس إضرابا جزئيا عن العمل أعلنوا عنه تحت شجرة أمام مقر صحيفة الصحافة بالخرطوم. ودعت سكرتارية شبكة الصحفيين إلى الإضراب لمدة ثلاث ساعات أمس الأربعاء تبدأ بالثانية عشر ظهرا وتنتهي بالثالثة، وذلك نسبة للحالة المتردية التى تعيشها الصحافة السودانية من رقابة قبلية على الصحف و ايقاف صحف التيار واجراس الحرية وراي الشعب عن الصدور الي جانب المضايقات التي تتعرض لها صحيفة الميدان حيث ظلت تصادر من المطبعة لاكثر من شهرين ومنع اكثر من 16 صحفيا من الكتابة بدون مسوغ قانوني ووجود اربعة صحفيين معتقلين الان ايضا في سجون النظام. وتم تنفيذ الإضراب بنجاح في 10 صحف. وأصدرت الشبكة خطابا مفتوحا للصحافيين/ات وللرأي العام المحلي والإقليمي والدولي يعبر عن المهددات التي تحيط بالصحافة ويطالب بوقف الرقابة القبلية والبعدية على الصحف وإطلاق سراح الصحافيين المعتقلين وارجاع الصحف الموقوفة وإيقاف قرارات الفصل والتشريد والغاء نيابات الصحافة الولائية. وتلا الأستاذ خالد أحمد الخطاب أمام منتدى الصحافة والسياسة المنعقد صباح أمس بمنزل الإمام الصادق المهدي بأم درمان بعد أن طلب من الحضور الوقوف دقيقة تضامنا مع معتقلي الصحافة. ووقف عدد من الصحافيين والصحافيات خلف خالد وهو يتلو الخطاب وهم يرتدون بطاقة مكتوب عليها (صحفي مضرب). وقال خالد: ان الصحافة الان تواجه ليس فقط اغلاق صحف بل في حالة موات وقد بدات تفقد مصداقيتها في الشارع السوداني وهذه اكبر ضربة لها وهي ما زالت اخر المؤسسات التي تعبر عما يحدث. وقال إن الرقابة القبلية تشتد بشكل غير معقول وقال إن ضابط الأمن يحجب حتى خبر حديث رئيس الجمهورية ويبرر قائلا بأنه يهدد الأمن القومي. وحول إضرابهم الجزئي قال إن هذه الخطوة مجرد بالون اختبار ولو استمرت القيود فسوف ينفذون اضرابا كاملا عن العمل وأكد أنهم سائرون في هذا الدرب إلى النهاية وهو: صحافة حرة أو لا صحافة. ( نص الخطاب ادناه ) التاريخ: 18 يوليو 2012م خطاب مفتوح للزملاء / ات الصحفيين /ات وللرأي العام المحلى والإقليمي والدولي تخاطبكم اليوم شبكة الصحفيين السودانيين في هذه الظروف الدقيقة والحرجة… التي تعيشها الصحافة السودانية والعاملين فيها والمهددات التي باتت تعصف بصناعة الصحافة ومستقبلها. في خضم التداعيات والتحديات التي تجابهها الصحف، لم تكتفي الجهات الحكومية وعبر التوجيهات الامنية بالتضييق الاقتصادي عبر الرسوم والضرائب والجمارك الباهظة المفروضة على مدخلات الطباعة، وحرب الاعلانات المنهجية لتطويع وتركيع وتحطيم المؤسسات الصحفية، ولجأت لاساليب اشد قسوة بمصادرة الصحف بعد طباعتها، واغلاق الصحف لمدد زمنية. نتيجة لعدم تحقيق استراتيجية التضييق الاقتصادي المتبعة تجاه الصحف للنتائج المرجوة شرع جهاز الامن والمخابرات في اجراءات مباشرة من خلال ممارسته للرقابة القبلية على الصحف والتحكم في الأخبار والمواد الصحفية المنشورة بشكل انتقائي دون أي معايير فما يمنع نشره في مكان يسمح بنشره في موضع اخر. شهدت الفترة الماضية تحول في استراتيجية جهاز الامن والمخابرات عبر استهداف الصحفيين بمنع بعضهم من الكتابة وقيامه مؤخراً باعتقال عدد من الصحفيين دون توجيه أي اتهامات للحيلولة دون ممارستهم لمهامهم. جميع تلك المعطيات قادت لخنق الصحف اقتصادياً وتراجع مبيعاتها بسبب تراجع الثقة في محتواها بعد التضييق على حرياتها ومنعها من نشر الحقائق، مما قاد عدد من الصحف لإصدار قرارات قضت بالاستغناء عن عدد من الصحفيين. إزاء جميع تلك المعطيات، فإن شبكة الصحفيين السودانيين وبعد سلسلة مشاورات واسعة مع منسوبيها، قررت تنظيم اضراب جزئي عن العمل يوم الأربعاء 18 يوليو 2012م لمدة ثلاث ساعات من الساعة 12 صباحاً وحتى الساعة الثالثة ظهراً من أجل تحقيق المطالب التالية :- اولاً:- وقف الرقابة القبلية المفروضة على الصحف باعتبارها اجراء غير دستوري وقانوني. ثانياً:- إطلاق سراح كل الصحفيين المعتقلين فوراً، أو توجيه تهم لهم وتقديمهم للقضاء العادل والسماح لاهلهم وذويهم بزيارتهم والاطمئنان على اوضاعهم. ثالثاً:- إعادة كل الصحف الموقوفة من قبل السلطات الامنية وإعادة صدورها مجدداً، وإلغاء قرارات المنع من الكتابة الصادرة تجاه عدد من الكتاب. رابعاً:- وقف وتجميد جميع اجراءات التشريد والفصل التي طالت العديد من الصحفيين والكتاب، وإبتدار معالجات اقتصادية تعفي صناعة الصحافة من الرسوم والضرائب والجمارك الباهظة المفروضة على عاتقها. خامساً:- إلغاء نيابات الصحافة الولائية التي تم تكوينها مؤخراً. ختاماً، تهييب شبكة الصحفيين السودانيين من جميع منسوبيها المشاركة الفاعلة في انجاز هذه الخطوة، وتعلن في ذات الوقت على استمرار خطوتها المستقبلية لحين تحقيق هذه المطالب. وسنكمل المشوار وسنتجاوز الصعاب لحين بلوغ صحافة حرة شبكة الصحفيين السودانيين الأربعاء 18 يوليو 2012م الخرطوم- السودان