آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مناوي: وصلتنا اخبار أكيدة ان قيادة مليشات الدعم السريع قامت بإطلاق استنفار جديد لاجتياح الفاشر ونهبها    مطار دنقلا.. مناشدة عاجلة إلى رئيس مجلس السيادة    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    تنويه هام من السفارة السودانية في القاهرة اليوم للمقيمين بمصر    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    بعد حريق.. هبوط اضطراري لطائرة ركاب متجهة إلى السعودية    نهضة بركان من صنع نجومية لفلوران!!؟؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    شاهد بالصورة والفيديو.. في مقطع مؤثر.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبكي بحرقة وتذرف الدموع حزناً على وفاة صديقها جوان الخطيب    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يلتقي اللجنة العليا للإستنفار والمقاومة الشعبية بولاية الخرطوم    شاهد بالصورة والفيديو.. في أول ظهور لها.. مطربة سودانية صاعدة تغني في أحد "الكافيهات" بالقاهرة وتصرخ أثناء وصلتها الغنائية (وب علي) وساخرون: (أربطوا الحزام قونة جديدة فاكة العرش)    قطر تستضيف بطولة كأس العرب للدورات الثلاثة القادمة    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني في أوروبا يهدي فتاة حسناء فائقة الجمال "وردة" كتب عليها عبارات غزل رومانسية والحسناء تتجاوب معه بلقطة "سيلفي" وساخرون: (الجنقو مسامير الأرض)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    سعر الدولار في السودان اليوم الأربعاء 14 مايو 2024 .. السوق الموازي    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    أموال المريخ متى يفك الحظر عنها؟؟    قطر والقروش مطر.. في ناس أكلو كترت عدس ما أكلو في حياتهم كلها في السودان    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



على من نزلت الشريعه .. وتعليق على الأسلامى الذى أرتد عن الكيزان
نشر في حريات يوم 15 - 08 - 2012


تاج السر حسين
[email protected]
مدخل لابد منه:
خلال كتابتى فى هذا الموضوع الذى وعدت به القارئ المحترم تحت عنوان (على من نزلت الشريعه)، وجدت موضوعا يتحدث عن (اسلاموى) سابق أقام فى لندن لعدد من السنوات أنشق وخرج أخيرا عن (تيار الأسلام السياسى) كما جاء فى الخبر، والف كتابا ينتقد فيه رفاق الأمس، وأن كنت احمد له صدقه، حيث كنت استغرب وأندهش لجماعات وأفراد تيارات (الأسلام السياسى) الذين يعيشون فى دول (الغرب) وتحت حماية انظمتهم (الكافره) آمنين مطمئنين من بطش الحكام (المسلمين) ومتمتعين بنعمة الديمقراطية والمساواة وحقوق الأنسان والعداله الأجتماعيه، وفى ذات الوقت يدافعون فى استماتة عن فكر أنظمه شموليه وديكتاتوريه وأستبدادىه .. يؤمنون بذلك الفكر (الظلامى) وهم يعلمون بأنه لا يساوى بين الرجل والمرأة بسبب النوع ولا يساوى بين المسلم والمسيحى بسبب الدين، ويتبنى (الشورى) كمنهج للحكم وهى ليست ديمقراطيه ولا ترقى الى مستواها، (فالشورى) تقوم على مبدأ (الوصايه) المطلقه التى تمنح (للحاكم) الذى يظن فيه الرشاد والصلاح والحكمه، يمارسها على شعبه القاصر، وغاية ما يقدمه لهم من مشاركه جماعيه فى السلطه هو أن يؤسس مجلسا من (اهل الحل والعقد) يشاورهم فى بعض الأمور، لكنه لا يلزم نفسه بمشورتهم تلك، اتباعا للآيه : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).
على كل يحمد لذلك (الأخوانى) صدقه (المنقوص) والمطلوب منه خطوة متقدمه أكثر من ذلك والا يكتفى بمحاكمة (الزعماء) وفسادهم وطغيانهم الناتج عن انفصام الشخصيه وعن عدم قدرتهم لتطبيق فكر يعلمون صعوبة تطبيقه فى العصر الحديث، حيث لا قيمة (للشخوص) والمهم هو (الفكر) الذى يتبعونه ، ولذلك فالواجب الأخلاقى يحتم عليه نقد ذلك الفكر والمنهج الذى كان يتبعه والذى لا يصلح لأنسانية هذا العصر، ولا يمكن أن يقدم نموذجا جيدا لنظام حكم يقوم على فصل (السلطات) التنفيذيه والتشريعيه والقضائيه وعدم تركيزها فى يد رجل واحد ، ليس هو (نبى) أو رسول يأتيه الوحى ويصححه حينما يخطئ.
ومن ثم انتقل للموضوع الرئيس ولتقديبم نماذج لتصرفات وأفعال بعض (الصحابه) الذين نزلت فيهم (الشريعه)، والذين قال فيهم رب العزة ((وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )) .. ولا أقصد فى هذا المقام المقارنه بينهم وبين أهل هذا الزمان – حتى لو جاز لى ذلك - أو أن نحكم ونحدد من الأفضل، على الرغم من أن الرسول (ص) قال بكل وضوح فى الحديث : ((وآ شوقاه لإخواني الذين لما يأتوا بعد!! قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال: بل أنتم أصحابي .. ثم واشوقاه لإخواني الذين لما يأتوا بعد!! قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: بل أنتم أصحابي .. ثم قال، للثالثة، واشوقاه لإخواني الذين لما يأتوا بعد !! قالوا: من إخوانك، يا رسول الله؟؟ قال: قوم يجيئون في آخر الزمان، للعامل منهم أجر سبعين منكم!! قالوا: منّا، أم منهم؟ قال: بل منكم!! قالوا: لماذا؟ قال: لأنكم تجدون على الخير أعوانًا، ولا يجدون على الخير أعوانًا)) .. وفى حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: (إن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء بقربهم ومقعدهم من الله يوم القيامة) – يغبطهم الأنبياء والشهداء، لا (الصحابه) بسبب قربهم ومكانتهم من الله – وتؤيد تلك الأحاديث الآيه التى تقول: ((وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)).
ولكن فقط نريد أن نبين (الفرق) بين اؤلئك القوم الذين ورثوا عادات وطبائع غليظه لا تعرف الرحمه من جاهليه مظلمه و(قبلية) متخلفه ومن بيئه صحروايه جافه أو جبليه صلبه، وظروف طبيعيه وثقافه تختلف عن بيئة وظروف وثقافة هذا العصر، وكان لذلك أفضل تشريع يحكمهم ويتناسب معهم هو تلك (الشريعة) بكلما فيها من (عنف) وتفرقة وتمييز والتى نرفضها ويرفضها كل عاقل (ذكى) مبرأ من العقد النفسيه والجراح الذاتيه، ومعلوم أن اعدل رجل فى تاريخ الأسلام – كما يقال – بعد نبيه وهو ثانى الخلفاء الراشدين (عمر بن الخطاب)، ضحك ذات يوم ثم بكى وهو فى المسجد، وحينما سأله الحاضرون عن السبب، قال لهم: ” ضحكت حينما تذكرت بأنى قد كنت مسافرا ولما لم يكن معى ما أعبده صنعت الها من التمر (العجوه)، وحينما جعت اكلته، وبكيت لأن زوجتى ولدت لى بنتا، فأسود وجهى وحينما بلغ عمرها بين السنتين والأربع أخذتها للخلاء لوأدها حيه، وخلال دفنها كان الغبار يطير علي ويعلق على لحيتي وكانت تنفضه عن لحيتي وانا ادفنها “.
ثم نقرر بعد ذلك بأن (الشريعه) التى كانت ملبية لحاجات اؤلئك الناس فى ذلك الزمان، وتحرض على قتل الآخرين وعلى اعمال السيف فيهم، وعلى ارغامهم للدخول فى دين لا يرغبون فيه، والا يسلموا ويأمنوا على انفسهم الا بدفع الجزيه عن يد وهم (صاغرون)، هى (شريعة) غير صالحه لأهل هذا الزمان، ومن يدعو لتطبيقها فى هذا العصر الذى تقدم فى كثيرا فى مجال (حقوق الأنسان) وفى بسط الحريات، اما كان (صادقا) رغم (جهله) ونفذ الآيه التى نسخت آيات الدعوة (بألاسماح) والتى تقول : (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم) .. وصنف بذلك الفعل بأنه ارهابي ومتطرف، حتى من بنى جلدته (دعاة) تطبيق الشريعه أنفسهم، الذين يحكمون دولا بأسم الدين والشريعه، أو اصبح (منافقا) وكارها لنفسه ولمن حوله لأنه يشعر فى داخله بأنه يدعو لشئ بلسانه لكنه لا يفعله ولا يستطيع تطبيقه، وبذلك يحق عليه قول الآيه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ).
وهنا نقدم نماذج وقصص لأؤلئك القوم (الصحابه) الذين فرضت عليهم تلك (الشريعه) وكانت مناسبة لهم وملبية لحاجاتهم، بصوره أكثر مما يستحقون:
قصة المرأة (الصحابيه) الجميله التى كانت تصلى خلف النبى وتصرفات بعض (الصحابه) والرسول بينهم:
“كَانَتْ تُصَلِّي خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ فِي آخِرِ النِّسَاءِ ، وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَتَقَدَّمُ إِلَى النِّصْفِ الأَوَّلِ لِئَلَّا يَرَاهَا، وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَتَأَخَّرُ فِي الصَّفِ الآخَرِ، فَإِذَا رَكَعَ قَالَ هَكَذَا، وَنَظَرَ مِنْ إِبِطِهِ فَنَزَلَتْ فيهم الآيه: “وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ”.
يعنى أن امرأة جميلة كانت تصلى خلف النبى (ص) فكان بعض الصحابه يسرعون قبل أن تأت تلك المرأة لكى يصلون أمامها لا خلفها، لكى لا تفتنهم أو لكى لا يشغلوا أنفسهم بها فتضيع عليهم صلاتهم، أما بعض آخر، فقد كان يتعمد التأخير لكى يصلى خلفها ويمتع نظره بجمالها!!!
حتى أمرت النساء بعد ذلك أن يصلين خلف الرجال والا يرفعن روؤسهن حتى يرفع الرجال لأنهم كانوا يرتدون (أزرا) لا تستر عوراتهم، وجاء فى الحديث فى هذا الموضوع :” عن سهل بن سعد لقد رأيت الرجال عاقدي أزهم في أعناقهم من ضيق الأزر خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال قائل : يا معشر النساء ، لا ترفعن رؤوسكن حتى يرفع الرجال”.
حديث الأفك:
من هم الصحابه الذين روجوا لحديث (الأفك) ومن هو (االصحابى) الذى قاد السيده / عائشه، حينما تخلفت عن ركب الرسول بحثا عن عقدها الضائع فتقدمتها القافله:
الذين روجوا لحديث (الأفك) هم:-
الصحابى حسان بن ثابت ..(شاعر الرسول) .. والصحابيه حمنة بنت جحش أخت زوج (الرسول) زينب بنت جحش .. والصحابى مسطح (اقرب أقارب عائشة) .. وكان أبو بكر يرعاه .. و ينفق عليه.
أما (صفوان بن المعطل) الذى قاد هودج السيده عائشه:
فقد كان صاحب رسول الله، وكما قيل من صالحي أصحابه، وقد أثنى عليه الرسول في حادثة الإفك، فقد قام فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال:
“أما بعد: أيها الناس ما بال رجال يؤذونني في أهلي، ويقولون عليهم غير الحق، والله ما علمت عليهم إلا خيرا، ويقولون ذلك لرجل والله ما علمت منه إلا خيرا، ولا يدخل بيتا من بيوتي إلا وهو معي” يعني صفوان بن المعطل.
أما من جانب آخر فقد عرف عن الصحابى (صفوان بن المعطل) بأنه لا يستطيع صبرا على (النساء) – اى فحولته زائده عن حدها – حتى أنه كان يمنع زوجته من الصلاة والصيام – بالطبع النفل والتطوع – وحتى فى الصلاة المكتوبه يمنعها الا تصلى بطوال السور، وربما هذا ما زاد من (خوض) البعض فى حديث الأفك وقد جاء فى (الحديث) عن (صفوان) ما يلى:
((جاءت امرأة إلى النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم ونحن عنده فقالت: يارسول اللّه إن زوجي صفوان بن المعطل يضربني إذا صليت، ويفطِّرني إذا صمت، ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس، قال: وصفوان عنده، قال: فسأله عما قالت، فقال: يارسول اللّه، أمّا قولها يضربني إذا صليت فإِنها تقرأ بسورتين وقد نهيتها، قال: فقال: لو كانت سورةً واحدةً لكفت الناس. وأما قولها يفطرني؛ فإِنها تنطلق فتصوم وأنا رجل شاب فلا أصبر، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يومئذٍ: لاتصوم امرأةٌ إلا بإِذن زوجها، وأما قولها: إني لا أصلي حتى تطلع الشمس، فإِنا أهل بيت قد عرف لنا ذاك، لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس، قال: فإِذا استيقظت فصلِّ)).
(الصحابى) صفوان بن المعطل يضرب (الصحابى) حسان بن ثابت (شاعر الرسول) بالسيف على رأسه حتى كاد يقتله:
اعترض صفوان بن المعطل حسان بن ثابت بالسيف حين بلغه ما كان يقول فيه وقد كان حسان قال شعرا يعرض بابن المعطل فيه وبمن أسلم من العرب من مضر. غضب صفوان وحلف لئن أنزل الله عذره ليضربن حسان ضربة بالسيف، وبالفعل بعد نزول البراءة وقف له ليلة فضربه ضربة كشط جلدة رأسه، فوثب ثابت بن قيس بن الشماس على صفوان بن المعطل ، فجمع يديه إلى عنقه بحبل ثم انطلق به إلى دار بني الحارث بن الخزرج، فلقيه عبد الله بن رواحة ، فقال: ما هذا؟
قال ثابت بن قيس : ما أعجبك ضرب حسان بالسيف والله ما أراه إلا قد قتله. قال له عبد الله بن رواحة : هل علم رسول الله بشيء مما صنعت ؟ قال ثابت بن قيس : لا والله قال عبد الله بن رواحة : لقد اجترأت ، أطلق الرجل. فأطلقه ثم أتوا رسول الله فذكروا ذلك له، فقال : “أين ابن المعطل؟” فقام إليه فقال : (ها أنا يا رسول الله) فقال : “ما دعاك إلى ما صنعت” فقال صفوان : (يا رسول الله، آذاني وكثر علي، ثم لم يرض حتى عرض في الهجاء، فاحتملني الغضب، وهذا أنا، فما كان علي من حق فخذني به) فقال رسول الله : “ادع لي حسان” فأتي به فقال :
” يا حسان أتشوهت على قوم أن هداهم الله للإسلام؟ أحسن فيما أصابك” فقال حسان : (هي لك يا رسول الله) فأعطاه رسول الله جاريته بضرب صفوان بن المعطل له وهذه الجارية اسمها سيرين بنت شمعون أخت مارية سرية النبي وهي أم عبد الرحمن بن حسان الشاعر، وكان عبد الرحمن يفخر بأنه ابن خالة إبراهيم ابن النبي .
وحديث الأفك كما روته السيدة (عائشه) بنفسها:-
قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه.
قالت عائشة رضي الله عنها:
فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعد ما أنزل الحجاب فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه مسيرنا.
حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوه وقفل ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت من شأني أقبلت إلى الرحل فلمست صدري فإذا عقدي من جزع ظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي فحملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه.
قالت:
وكانت النساء إذ ذاك خفافاً لم يهبلهن ولم يغشهن اللحم إنما يأكلن العُلقة من الطعام فلم يستنكر القوم ثقل الهودج حين رحلوه ورفعوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا.
ووجدت عقدي بعد ما استمر الجيش فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب فتيممت منزلي الذي كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدوني فيرجعون إلي.
فبينما أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت وكان صفوان بن المعطَّل السلمي قد عَرَّسَ من وراء الجيش فأدلجَ فأصبحَ عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني وقد كان يراني قبل أن يضرب الحجاب علي فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي ووالله ما يكلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حتى أناخ راحلته فوطىء
على يدها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة فهلك من هلك في شأني وكان الذي تولى كِبْرَه عبد الله بن أبيّ بن سلول.
فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمنا المدينة شهراً والناس يفيضون في قول أهل الإفك ولا أشعر بشيء من ذلك وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي إنما يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يقول: كيف تيكم؟
فذاك يريبني ولا أشعر بالشر حتى خرجت بعد ما نقهت وخرجتْ معي أم مسطح قِبَلَ المناصع وهو متبرزنا ولا نخرج إلا ليلاً إلى ليل، وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريباً من بيوتنا. وأمرنا أمر العرب الأول في التنزه وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا.
فانطلقت أنا وأم مسطح _وهى بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف، وأمها ابنة صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب فأقبلت أنا وبنت أبي رهم قِبَلَ بيتي حين فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت:”تَعِس مِسْطح .
فقلت لها: بئس ما قلت. أتسبين رجلاً قد شهد بدراً؟!.
قالت: أيْ هنْتاه أو لم تسمعي ما قال؟
قلت: وماذا قال؟
قالت: فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضاً إلى مرضي.
فلما رجعت إلى بيتي فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم قال:كيف تيكم؟ قلت: أتأذن لي أن آتي أبوي؟
قالت: وأنا حينئذ أريد أن أتيقن الخبر من قبلهما فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فجئت أبوي فقلت لأمي:
يا أمتاه ما يتحدث الناس؟ فقالت: يا بنية هوّني عليك.
فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا كثّرنَ عليها.
قالت: قلت: سبحان الله!! وقد تحدث الناس بهذا؟!.
قالت: فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم.
ثم أصبحت أبكي.
ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله ،قالت فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود.
فقال يا رسول الله: هم أهلك ولا نعلم إلا خيراً.
وأما علي بن أبي طالب فقال: لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير. وإن تسأل الجارية تصدقك.
قالت: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال:
أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك من عائشة؟
قالت له بريرة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.