هناك صحابة وصحابيات أصولهم حبشية، وقرشيُّون أمهاتهم حبشيات. هناك عديد من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم ممَّن أصولهم حبشية. نذكر منهم (24) صحابياً رضوان الله عليهم. وهم (بلال بن رباح الحبشي) مؤذن الرسول صلي الله عليه وسلم، و(مهجع الحبشي) أحد المهاجرين الأوَّلين وأوَّل قتيل في بدر، و(أبوبكرة الحبشي) وهو نفيع بن مسروح من فضلاء الصحابة وقد روي عن النبي صلي الله عليه وسلم (32) حديثاً، و(شقران الحبشي) الذي شهد غسل رسول الله صلي الله عليه وسلم وكان يصبّ الماء هو وأسامة بن زيد، بينما عليّ بن أبي طالب وقثم بن العباس يغسلانه صلي الله عليه وسلم، و(ذو مخبر الحبشي) وهو إبن أخ النجاشي ملك الحبشة وقد اشتهر بحبّ رسول الله صلي الله عليه وسلم وملازمته فما كان يفارقه وروى عنه عدداً من الأحاديث، و(ذو مهدم الحبشي) وقد جاء من الحبشة برفقة سيدنا جعفر بن أبي طالب عند عودته إلى المدينة من هجرته في الحبشة (سيدنا جعفر أكبر سناً من سيدنا عليّ بعشر سنين) وقد روى ذو مهدم الحبشي أحاديثاً عن النبي صلي الله عليه وسلم. ومن صحابة النبي صلي الله عليه وسلم من الأحباش (ذو دجن الحبشي) و(ذو مناحب الحبشي) و(خالد بن رباح الحبشي) أخو بلال و(أسلم الحبشي) وكنيته أبو خالد وهو أطول الصحابة عمراً إذا توفي عن مائة وأربع سنة و(أسلم الحبشي) الذي توفي بعد ساعتين من إسلامه وما صلي صلاة قط، حيث استشهد وهو مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في حصون خيبر، وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم عنه إنّ معه زوجتين من الحور العين، و(سار الحبشي) الذي استشهِد في خيبر، و(يسار الحبشي)الذي رحّب به الرسول صلي الله عليه وسلم ثلاثاً وقال عنه عليه السلام إنه أحد السبعة الذين يدفع الله بهم عن أهل الأرض، و(هلال الحبشي) الذي قال عنه الرسول صلي الله عليه وسلم أنه رجل ينظر الله إليه وقال له عليه السلام صَلِّ عليّ يا هلال، وأبودسمة (وحشي بن حرب) الذي قتل في كفره سيد الشهداء حمزة وقتل بعد إسلامه بنفس الحربة مسيلمة الكذاب، و(عاصم الحبشي) الذي قبض رسول الله صلي الله عليه وسلم كَّفه، وفي ذلك ما فيه من البركة له رضي الله عنه، و(نابل الحبشي) وقد روي الأحاديث عن النبي صلي الله عليه وسلم، و(لقيط الحبشي) و(جعال الحبشي) و(إبراهيم الحبشي) أحد الذين نزل فيهم قوله تعالي (وإذا سمعوا ما انزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق. يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين) «سورةالمائدة آية رقم83»، و(أبرهة بن الصباح الحبشي) وكان ملك تهامة وجدّه لأمه أبرهة الأشرم ملك اليمن وصاحب الفيل، و(أبرهة الحبشي) أحد الأحباش الذين جاؤوا مع سيدنا جعفر بن أبي طالب وعددهم (32) رجلاً من الأحباش، وهم الذين عناهم قوله تعالي في سورة القصص (الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون)، و(أيمن الحبشي) وقد روي الأحاديث عن النبي صلي الله عليه وسلم، و(أنجشة الحبشي) وكنيته أبومارية، وقد كان حادياً لرسول الله صلي الله عليه وسلم حسن الصوت بالحداء. كان يحدو بالنساء والبرَّاء بن مالك يحدو بالرجال. الحِداء هو سَوْق الإبل مع الغناء. وهناك صحابة من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم من الأحباش لم تُعرف أسماؤهم وأحدهم ذلك الذي بكي من تأثره بحديث الرسول صلي الله عليه وسلم وهو يقف أمامه فبكى حتى فاضت روحه، فأدلاه عليه السلام بيده الشريفة في القبر. ومن الصحابيات الحبشيات ممَّن عُرفت أسماؤهن رضي الله عنهن (أم أيمن الحبشية) حاضنة رسول الله صلي الله عليه وسلم وزوجة زيد بن حارثة وأم ولده أسامة بن زيد حِبّ رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي دخل مَعه الكعبة المشرفة يوم فتح مكة وكان ثالثهما بلال بن رباح رضي الله عنه، و(سعيدة الحبشية) التي قال عنها ابن عباس رضي الله عنه (إنسان من أهل الجنة)، و(بركة الحبشية) التي قال عنها النبي صلي الله عليه وسلم لقد احتظرت من النار بحظار أى امتنعت. حظار أى منيع، و(غفيرة بنت رباح الحبشية) أخت بلال مؤذن الرسول صلي الله عليه وسلم و(نبعة الحبشية) و(بريرة الحبشية) التي روت حديثاً عن النبي صلي الله عليه وسلم. وهناك صحابيات حبشيات لم تُعرف أسماؤهن ووردت الإشارة إليهن في الأحاديث. ومن التابعين من الأحباش أريحا بن أصحمة النجاشي ملك الحبشة، وأخوه عبدالله بن أصحمة وهو أخ من الرضاعة لعبدالله بن جعفر بن أبي طالب، وعطاء بن أبي رباح وكان أعلم الناس بالمناسك وإليه وإلى مجاهد انتهت الفتوى بمكة في زمانهما. ومن التابعين الأحباش (ممطور أبوسلام الحبشي) ومن التابعات (أبرهة الحبشية) وكانت الواسطة بين النجاشي وأم حبيبة رضي الله عنها في مسألة تزويجها بالنبي صلي الله عليه وسلم. ومن الصحابة رضوان الله عليهم ممَّن أمهاتهم حبشيات (أسامة بن زيد) و(أيمن بن عبيد) «أخ أسامة بن زيد لأمِّه» و(فيروز الدَّيلمي) وكنيته أبوعبدالله وهو ابن أخت النجاشي وقاتل الأسود العنسي الذي ادّعى النبوة باليمن، وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم عن العنسي وهو على فراش الموت (قتله العبد الصالح فيروز الديلمي). ومن أبناء الحبشيات من قريش سيدنا عمرو بن العاص فاتح مصر، و(نضلة بن هاشم بن عبدمناف)، و(نفيل بن عبد مناف)، و(نفيل بن عبدالعزيز) جدّ سيدنا عمر بن الخطَّاب، و(الخطَّاب بن نفيل) والد سيدنا عمر بن الخطَّاب، وصفوان بن أمية بن خلف (أسلم بعد حنين وحسن إسلامه)، وهشام بن عقبة بن أبي معيط (من مسلمة الفتح)، و(قيس بن عبدالله بن الزبير)، و(عمرو بن نوفل بن عبد مناف) والد (نافع) كاتب المصحف لعمر رضي الله عنه، و(عيسي بن أبي جعفر المنصور)، و(جعفر بن أبي جعفر المنصور)، و(العباس بن المعتصم). كما ذكرت المراجع كثيراً من أبناء الحبشيات من قريش من ذرية ذي النورين عثمان بن عفان وذرية سيدنا الحسن بن عليّ بن أبي طالب وذرية سيدنا عقيل بن أبي طالب وذرية سيدنا عبدالله بن العباس.