محمد داؤد محمد [email protected] فى المقال السابق قلنا ان النوبة والنوبين فى مواجهة هجوم دهرى يستهدف ازالة ومحو وتدمير كل ما هو نوبى ارضا وشعبا وتراثا وثقافة وان المخطط الدهرى قد ظل ينفذ منذ مئات السنين واكثر وما زال يتم تنفيذه بواسطة واشراف ودعم ومراقبة حكومات مصر والسودان بغض النظر عن نوع وفصيلة تلك الحكومة سوى كان راس الدولة واليا او سلطانا او ملك او رئيس مجلس ثورة او رئيس جمهورية جميعهم قام بتنفيذ جزء من المخطط والى يومنا هذا وحكومتنا الحالية اوكل ا ليها تتمة ما لم يتمكن عبد الناصر من اكماله او ما تقاعس السادات من القيام به فكانت السدود المدمرة فى كجبار ودال وقبلها سد مروى الكذبة ، الحكومة السودانية عندما عجزت من مواجهة النوبة فى الشمال الاقصى بالحجة والدليل وتيقنت من عدم امكانية تراجع النوبة فى بلاد المحس وبلاد اسكود عن رفضهم للسدود فى كجبار ودال التى تصر حكومتنا انها تشيدها من اجل تنمية المنطقة وتوفير الكهرباء للسودان فى مضاراة للحقيقة والواقع التى هى بالتأكيد ان سدود الشمالية كلها ليست لمصلحة السودان فى المقام الاول وان اضرارها على السودان اكثر كثيرا عن فوائدها المتوقعة بل الحقيقة ان هذه السدود ما هى الا خدمة مقررة على السودان لصالح مصر التى لم تستطيع حتى الان ان تتخيل ولو لمرة واحدة ان السودان دولة وارضا مستقلة عن مصر منذ العام 1956 (وحكامنا دوما يسهمون فى دعم واستمرار هذا الفهم عند المصريين ) هو والشعب النوبى قد سئم ومل ان يكون هو دافع الثمن الوحيد وان يكون النوبة هم الضحية لاجل تنمية مصر وازدهارها ولضمان حصول مصر على مياه اضافية ، فحكومتنا السودانية نراها الان وبعد فوز التنظيم الاسلامى الام فى مصر فى الانتخابات نراها تهرول وتبادر لتقدم فروض الطاعة والولاء لحكومة ورئيس مصر الاخوانى المنتخب وتستعجله فى تنفيذ اتفاقية الحريات الاربعة لبيع ارض النوبة لمصر وبناء سدى كجبار ودال لاغراق ما تبقى من النوبة ارضا وشعبا وحكومتنا الكيزانية ولضمان امكانية بناء السدين وبعد ان تيقنت ان النوبة فى السودان الشمالى لن يوافقوا ولن يقبلوا ولن يهادنوا الحكومة فى مسألة السدود فراحت تتبع اساليب ليست غريبة عليها وتقوم بتنفيذها بدقة علها تكسر شوكة المقاومة النوبية وتلين عزيمتهم ضد السدود راحت تنفذ مخطط شيطانى لعين لم يسبقها عليه اى من مجرمى العالم المشاهير فلجئت للتامر الذى بالتأكيد تجيده بكوادرها الخبيرة والمدربة فلاول مرة نسمع انه فى منتصف الليل والناس نيام ان حريقا اندلع لتلتهم نيرانه مئات النخلات فى القرى النوبية وليت الامر انتهى على حريق كجبار فقط الذى قضى على الاف من اشجار النخيل المنتجة لاجود انواع التمر فى السودان ولكنه اصبح ظاهرة تتكرر فى كل عام حتى ظننا ان المنطقة النوبية فاقت اخبار حرائقها اخبار حرائق ( ولايتى كلورادو وكلفورنيا فى امريكا )، فمنذ العام الذى تلى مظاهرة كدنتكار بالقرب من كجبار والتى قتل فيها اربعة من الشباب ، ظلننا نتلقى اخبار نشوب حرائق فى مزارع النخيل بصورة دورية ما ان ينتهى حريق فى بلدة ماء حتى يندلع حريق اخر فى قرية نوبية اخرى حتى لم تترك قرية تقريبا والا اندلع فيها حريق التهمت ناره مئات النخلات المثمرات فبعد حريق كجبار كان حريق عبرى ثم تبج فى السكود ومن بعدها صاى وصادنقا ، صرص ، عكاشة وحميد ثم ابراقى ودلقو وسعدنفنتى وهندكى وكوكا ودال وكجبار للمرة الثانية وفريق ومشكيله واردوان ومسيده وسمتو واشكان وكرمه وبدين ونلوتى وسركمتو ، لقد التهمت الحرائق حتى الان اكثر من 160الف نخلة مثمرة فى بلاد النوبة وحتى الان تشير اصابع الاتهام الى حزب وحكومة المؤتمر الوطنى واجهزته وعملائه لسبب واحد فقط ان المنطقة لم تكن تعرف مثل هذه الحرائق ولم نشاهدها ولم نسمع عنها حتى فى المتداول من حكاوى الاولين ، وحين تشير اصابع الاتهام الى وجه الحكومة وحزبها فان ذلك له مبرراته فالحكومة تعلم جيدا مدى ارتباط الانسان النوبى بالنخيل والتمر وجدانيا وماديا فهو الذى يمنح للشخص وللاسرة القيمة الاجتماعية والعائد المادى ، فهو سبب قوى من اسباب ارتباط الانسان النوبى بارضه وتمسكه ببقائها ودافع من ضمن دوافع مقاومته للسدود والغرق وبفقده لنخلاته قد يظن المتأمرين ان قوة مناهضته للسدود سوف تلين وتنكسر بها شوكة مقاومة السدود ويسهل للحكومة وحزبها مساومة النوبين بتعويض بخس مقابل قبولهم للتخلى عن ارضهم التى ظلوا يتوارثونها ابا عن جد وكابر عن كابر من جانبها وكعادتها راحت الحكومة تدفع عن نفسها وحزبها التهمة باشعتها ان الحرائق تندلع بفعل المزارعين انفسهم لاهمالهم مراقبة النيران التى يشعلونا لنظافة الارض استعدادا لزراعة موسم جديد او قولهم ان الحرائق تشتعل لاهمال السكان اطفاء بقايا نيران طبخهم وسط تشجار النخيل ( هكذا ) فى حين ان من زار فقط المنطقة النوبية يعرف تماما ان معظم السكان يعدون طعامهم فى داخل منازلهم وليس فى مزارع النخيل ومثل هكذا اكاذيب هدفها كما قلنا واضحا وهو ابعاد اصابع الاتهام عن وجهتها وهى تشير نحو الحكومة وحزبها .