السودان..اعتقالات جديدة بأمر الخلية الأمنية    باريس يسقط بثلاثية في ليلة وداع مبابي وحفل التتويج    جماهير الريال تحتفل باللقب ال 36    جواو موتا يزور الاولمبي يحاضر اللاعبين ويباشر مهامه الثلاثاء    المريخ يكثف تحضيراته بالاسماعيلية ويجري مرانين    مصر تدعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام العدل الدولية    قرار مثير لمدرب منتخب السودان    الروابط ليست بنك جباية وتمكين يا مجلس!!    شاهد بالصور.. (بشريات العودة) لاعبو المريخ يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النادي بحي العرضة بأم درمان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقدم فواصل من الرقص الهستيري على أنغام أغنية الظار السودانية (البخور طلقو لي لولا) وساخرون: (تم تهكير الشعب المصري بنجاح)    ضربات جوية مُوجعة في 5 مناطق بدارفور    شاهد بالصورة والفيديو.. سائق حافلة "صيني" يثير ضحكات جمهور مواقع التواصل بالسودان وهو يهتف داخل سيارته: (يلا يلا راجعين خرطوم وبل بس)    نائب رئيس مجلس السيادة يلتقي وفد مبادرة أبناء البجا بالخدمة المدنية    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية ترقص وتتمايل داخل سيارتها على أنغام الفنان الراحل ود الأمين: (وداعاً يا ظلام الهم على أبوابنا ما تعتب)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الأحد    عضو مجلس السيادة نائب القائد العام الفريق أول ركن شمس الدين كباشي يصل الفاو    شاهد بالفيديو.. الناشط السوداني "الشكري" يهاجم الفنانة نانسي عجاج بعد انتقادها للمؤسسة العسكرية: (انتي تبع "دقلو" ومفروض يسموك "السمبرية" وأنا مشكلتي في "الطير" المعاك ديل)    شاهد بالصورة والفيديو.. بطريقة "حريفة" ومدهشة نالت اعجاب الحاضرين.. سائق سوداني ينقذ شاحنته المحملة بالبضائع ويقودها للانقلاب بعد أن تعرضت لحريق هائل    نتنياهو مستمر فى رفح .. إلا إذا...!    عراقي يصطحب أسداً في شوارع بغداد ويُغضب رواد منصات التواصل    السيسي: لدينا خطة كبيرة لتطوير مساجد آل البيت    ترامب شبه المهاجرين بثعبان    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    الهلال يحسم لقب الدوري السعودي    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    عاصفة شمسية "شديدة" تضرب الأرض    هل ينقل "الميثاق الوطني" قوى السودان من الخصومة إلى الاتفاق؟    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    مسؤول بالغرفة التجارية يطالب رجال الأعمال بالتوقف عن طلب الدولار    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    النموذج الصيني    غير صالح للاستهلاك الآدمي : زيوت طعام معاد استخدامها في مصر.. والداخلية توضح    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجاسوسان المتناحران..مابين انبراش قطبي وتآمر قوش،كيف استفادت أمريكا ؟
نشر في حريات يوم 19 - 12 - 2012


نقلاً عن الراكوبة
عبدالرحمن الأمين
[email protected]
نستكمل اليوم مابدأناه عن قطبي المهدي ، ونغادره لقوش …. وماأدراك ما قوش سجانا أوسجينا ، مُعَذِّبِا أومعتقلا ، مدافعا أو متآمرا ، لصا بليونيرا أم …مخربا وانقلابيا بوصف أهله المقربون ! وكثير منهم اليوم في حيرة ضاربة ازاء كيفية ترتيب التخلص من هذا الرأس المثقل بالاسرار . مكمن الحيرة هو اختيار أفضل السيناريوهات القابلة للتنفيذ بأقل كلفة ممكنة ، اذ لا أمل في محاكمة تحكم بالاعدام فتحرج الرئيس بالتدخل للتخفيف ! يصح القول ان قوش ، عكس العسكريين ، رجل بلا قاعدة أو أتباع ، لكن صحيح ايضا انه ممسك بأسرار عورات تهابه حتي في المنام فتنهض مذعورة بحثا عن دثار. القراءة المختزلة لوضعية الرجل تقول ان هو تنفس وعاش في محبسهم ، سجينا أو أسيرا، تنفست وعاشت معه الاسرار والفضائح . وان هو خرج طليقا ، فسيأخذهم بقوة واقتدار كوجبات عشاء متتالية من رؤوس دسمة وبخاصة انه تبين الآن وجوه “أخوة التنظيم” بلا قناع . ففي الجاسوسية كما لعبة الجودو ، فأنت تصرع خصمك مستفيدا من قوته هو ، وليس اعتمادا علي عضلاتك فقط . لقد عاش قوش بالاسرار .فسند بها جبروته وبسط بها سلطانه . بالأسرار هدد خصومه وبما عرف من أسرار هابه أصدقاؤه … لذا فما لنا سوي التسليم مبكرا بمشيئة الخالق اذ انا لله وانا اليه راجعون !
ان استبعدت ، احتمالا أو تحليلا ، حدوث مثيل تلك المغادرة الناعمة ” ماركة عمر سليمان” لقوش ، فلك أن تقرأ بدقة هذه الجزئية من سيرة ، ان القوم يأتمرون بك. فقد سبقت توقيف الرجل بما يقارب 10أشهر .ففي 19 يناير 2012 حاور محررا صحيفة ” الاحداث” الزملاء يوسف الجلال وعبير عبد الله الدكتور قطبي المهدي حول ماكان يومها قضايا ضاغطة. ذهبا اليه استمزاجا لتحليلاته كأحد فنيي مختبر شختك بختك الانقاذي لشرح الوصفة الكيمائية . ابتدراه متسائلين بمانصه (ظهور المذكرة يعني وجود تيارات لا تعتمد على رؤية فكرية وتستند على خلافات شخصية داخل المؤتمر الوطني, وفي البال هجومك على مدير جهاز الأمن السابق صلاح قوش؟)…أجاب (أبداً.. ليس لي خلاف مع صلاح قوش، ولم نعمل سويا وحينما أتيت إلى جهاز الأمن لم يكن صلاح ملتحقا به، وإلى أن غادرت جهاز الأمن لم يكن صلاح أحد منتسبيه، ولا يوجد شيء من هذا القبيل وهذا لا علاقة له بالمذكرة)!
نفي برائحة سحل للشخصية !
نموذج أخر . أسمع الدكتور نافع علي نافع يحاور الزميلة صباح موسي ، المحررة المسؤولة بصحيفة “أفريقيا اليوم ” الالكترونية يوم 16 الجاري . قالت له (هناك غرابة في وجود صلاح قوش مع ود ابراهيم وماهو معروف أنه لاتوجد علاقة ولا حتى ود بينهما؟ أجابها (هذا طبعا عدم معرفة من الناس، فالذين يعرفون بواطن الامور يعرف أن هنالك صلة وثيقة بينهما وهناك وسطاء بينهم، هذا من ناحية العلاقة، لكن السياسة أعقد من ذلك بعض الناس كانوا يبحثوا عن تأييد حزبي وخارجي ولذلك كانوا يحتاجون لمن يساندهم لتأييد خارجي فالذي يقوم بذلك يحتاج لأشخاص تقوم بهذه المهمة حتى وان لم يكن بينهم علاقة، وود ابراهيم لا يعلم في السياسة، وقدم له في تقديري قوش على أنه هو الذي يتصل بالقوى السياسية والخارج، وهو الذي يسهل له بعض القضايا الشائكة) ثم هذا السؤال والاستطراد (هل هناك أحزاب أخرى؟)..قال (حتى الآن هناك تحريات جارية، على الأقل لدينا حزب قالها صراحة على لسان رئيسه)..واصلت (حتى لو أخذنا بتصريح الصادق المهدي دكتور فكان يتحدث عن لقاء دار بينه وبين قوش منذ فترة طويلة وليس الآن؟)..قال
(بالمناسبة المحاولة لم تكن البارحة وصلاح قوش لم يكن يدبر لهذا الانقلاب امبارح يعني، كان يدبر له منذ فترة)
..ثم وبعد تفاصيل لم تترك من شئ الا أتت علي ذكره حتي الفكي والدجاجة ، سألته الزميلة الحاذقة لفن المحاصرة (هل لنا أن نعرف الجهات الدولية التي تم الإتصال بها؟)..قال من يؤمن بحرية القضاء وحق الناس في التقاضي بعيدا عن أي تسريبات مضرة بحق المتهمين (لا اعتقد أننا يمكن أن نتحدث أكثر من ذلك، ونترك ذلك للتحقيق)!
اذن صدر الحكم بتصفية الحسابات ، وان لم تبدأ المحاكمة اجرائيا .
قطبي المهدي …ومشكلة السلطان
بينا في حلقا سابقة كيف أن دكتورنا الجنرال ابان رئاسته للأمن الخارجي (1996-2000) لم يترك من سبيل للبحث عن طريقة تحببه للامريكان الا وجربها . خاطبهم كتابة ووسط من سعي لهم ..حنس وأغري ..هاتف وحث..ألح وتودد..زارهم ودعاهم ….
وبرضه مافيش فايدة!
امتثل للمثل الشعبي لمن ضاعت حاجته وبحث عنها بمواظبة لا تلين وأمل لم ينكسر . فلم يترك من الانعام دابة الا وفغر فمها بحثا عن ضالته . وضالته لسوء حظه عند السلطان ، والسلطان عاوز فلوس …والفلوس عند السلطان والسلطان عاوز عروس ، والعروس عند السلطان ….
لكن …..السلطان قال ما عاوز معاك أي تفاهم أو كلام !
لأربعة سنوات متصلة ، تمدد قطبي لا تخفي منه خافية منبطحا عند بوابة هذا السلطان وبمحاذاة ناظريه .
لم تأخذ ادارة كلينتون علي فترتي رئاستها ( 1992-1996، 1996-2000) بأي من العروض القطبية للتطبيع فشككت في جديتها وأهملت حتي الرد عليها . حتي عرض البشير نفسه المقدم في 5 ابريل 1997 ، فان وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت ومساعدتها للشؤون الأفريقية، السفيرة سوزان رايس اهملاه لمايقارب نص عام . في 28 سبتمبر 1997 اعلنتا رفضهما له فتبعهما فورا مستشار شؤون الأمن القومي ساندي بيرقر في الرفض ، فأعقبه الكونغرس فرفض العرض في 9 أكتوبر !
عرض قطبي تسليمهم ملفات اسامة بن لادن قبل ان يطير اليهم عروة في 8مارس1996…لم يردوا عليه .ذهب بجوازه الدبلوماسي فقالوا له ليس لديهم مايقولونه له ، وحتي ان توافر شئ فعنوان الاتصال معلوم ، وهاتف سفراء ملاءات “كانون ” موجود بالدليل 8565-338-202
غفل عائدا ، انتظر وانتظر ولم يأت شئ ! تعاقب علي سفارته مهدي ابراهيم والبروفسور عبدالله أحمد عبدالله ثم أحمد سليمان وما تغير الحال وظلت بشارة التطبيع المنتظرة متأصلة الغنج ضنينة بالوعد . حتي سفيره مهدي ابراهيم اذاع سره ملطشته في حوار صحفي اذ كشف أنه طيلة سنواته كسفير بواشنطن ، لم يلتق بأي ممن ينتمون لفئة مساعدي الوزير بوزارة الخارجية . المنتمون لهذه الفئة يامن صابر علي المكاره ، يقارب تعدادهم فصيلة الجند في التشكيل العسكري .عشرون مساعد وزير خارجية مابين رجل وامرأة يترأسهم 8 وكلاء في هذه الوزارة الفيل ، وسفيرنا مهدي ابراهيم يتأمل اللقيا ! وزارة يعمل فيها 31 ألف موظف وفي 2010 بلغت ميزانيتها 27.4 مليار دولار وحظ سفيرنا الكبير جدا في التنظيم الحاكم مصادقة موظف “ديسك السودان “فقط !
ظن قطبي ان محنته في جواز سفره فأخفي السوداني وأبرز الكندي . فأوصدوا ذات الابواب في وجهه وتمتعوا بالتفرج علي بهلوانياته من خلف ستار . عرض تعاونا غير محدود معهم …لم يردوا . اقترح فتح مكتب لأجهزة المخابرات الامريكية علي اختلاف وكالاتها ومسمياتها في الخرطوم للتأكد من عدم وجود ارهابيين ولمراجعة مافي حوزته من بيانات ومعلومات ، شاحوا عنه . استقدم الباكستاني الأمريكي منصور اعجاز وذهب به لرئيسه الذي حلمه رسالة تسلم باليد الي عضو مجلس النواب ، لي هاملتون . اسقط بشيرنا في هذه الرسالة المؤرخة في 5 أبريل 1997 القداسة عن أي تابو ، فعرض أي شئ للمقايضة . وبرضاه التام وآهليته الشرعية ، تنازل خليفة دولتنا الاسلامية الاستوائية لمنصور اعجازعن لسانه لينطق به وينقل عنه موافقته واستعداده للقبول باعتراف كامل وتطبيع مع اسرائيل! تفجر كل هذا السونامي من مايكروفونات جلسة علنية باللجنة الفرعية لسن التشريعات والقوانين بالكونغرس يوم 10 يونيو 1997 !
)http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-77544.htm(
علم الاعلام الأمريكي ببعض مما جري خلف الكواليس ، فأغدق في تفصيل ما رشح . كشف السمسار الباكستاني الامريكي منصور اعجاز لمجلة (ناشيونال ريفيو) الاميركية لقائه بالبشير وهو ما نشرته مترجما جريدة “الشرق الأوسط” في مايو2003 . أهم ماقاله السمسار الدولي هو أن رئيسنا قدم له (عرضا سياسيا نهائيا وغير مشروط، موجها إلى عضو مجلس النواب لي هاميلتون، بدعوة مسؤولي مكتب المباحث الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية للحضور إلى الخرطوم لتقييم المعلومات الاستخباراتية السودانية حول المجموعات الإرهابية التي عاشت في السودان أو عبرت اراضيه).وعن قطبي قال اعجاز ان مدير مخابراتنا عرض جديدا فيما يتصل بضيوف المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي ناسبا له قوله ( السودان مستعد لتبادل المعلومات حول كل من يحضرون ذلك المؤتمر، ممن ينتمون إلى منظمات محظورة مثل حماس وحزب الله، ومنظمة أنني الجهاد الإسلامي المصرية والجماعة الإسلامية وغيرها، شريطة أن تكون الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع السودان ) وختم قوله أن قطبي أشتكي (مر الشكوى من فشل محاولاتهم المتكررة للاتصال بالإدارة، وكيف عرقلت تلك الاتصالات على المستويات الدنيا بسبب ما سماه البقع العمياء!)
وثيقة اليوم …. الرسالة الاخيرة قبل طوفان قوش
اذن رسالة قطبي المهدي المعروضة كوثيقة اليوم ، هي مجرد حلقة في سلسلة متصلة . كتب رسالته في 5 فبراير 1998 مخاطبا وبشكل مباشر ديفيد وليامز ، مدير قسم ادارة الشرق الاوسط وأفريقيا في مكتب التحقيقات الفيدرالي ، اف .بي . آي . أراد فخامته ان يتذاكي بالالتفاف علي السياسة الامريكية عبر قنوات فرعية معتقدا ان تصرفه هذا سيشعل حربا بين الأجهزة الأمنية و”حريم” وزارة الخارجية . فلم يرحماه أبدا . فاستخداما صلاحياتهما فورا ورفضن منح الاذن لأي عميل من اف. بي آي بتلبية الدعوة ! فأضطر مدير ادارة مكافحة الأرهاب المراد الاحتفاء به في الخرطوم ، ديفيد وليامز ، الرد بالاعتذار عن تلبية الدعوة ، بعد قرابة 5 أشهر ! وبالنتيجة ، وبعد قصف مصنع الشفاء ، بعد أقل من 7 أشهر من تأريخه، تشمعت قنوات الاتصال تماما مع الاجهزة الأمنية الأمريكية . أدرك قطبي المهدي أن أيامه في الجهاز قد وصلت الي نهايتها بعد ان فشل فشلا ذريعا في احداث ما وعد به من انفراج دبلوماسي وتطبيع للعلاقات . اذن بدأ البحث حثيثا عن بديل. عرف قطبي ان قوش الاصغر سنا والأكثر جرأة هو من سيخلفه ، فبدأ فصل من العراك السري العنيف والعلني المؤجل !
نسب الصحافي الامريكي ديفيد روس لقطبي المهدي تبرمه مما حاق بعرضه اذ أبلغه فيما نشرته مجلة فنيتي فير-يناير 2002 (لو قبلوا بعرضي في فبراير 1998 ، كانوا سيمنعوا تفجيرات السفارات الامريكية) مضيفا ان أحد المتورطين في التفجيرات هو فضل عبدالله محمد ( والمسمي أيضا هارون فضل ) عاش في السودان وكان يقوم برحلات الي كينيا للمشاركة في تحضير التفجير. مضي قطبي موسعا الادعاء ومضخما الخسائر الفادحة الناجمة عن رفض الاف بي أي لطلبه فقال إن ممدوح سالم (العراقي الأبوين والمولود بالسودان) كان يؤدي الصلاة في ذات المسحد الصغير قي هامبورج مع محمد عطا ومروان الشيحي منفذي هجمات سبتمبر. مختصر رسالته المتحسرة هي ان أمريكا أضاعت فرصة احباط هجمات 11 سبتمبر2001 لأنها أهملت عرضه بالتعاون ومدها بالمعلومات عن أهل القبلة !
كان لجهاز الأمن ملفات عن كل اسلامي ناشط وبالذات ، من استغفلته دعواهم بالجهاد في سبيل الله فزارمدينة الهجرة 45 درجة سنتقريد متوسما خيرا ! صوروا جوازاتهم ونبشوا حقائبهم وتصنتوا علي محادثاتهم وتابعوا تحركاتهم وزرعوا الكاميرات عيونا والسماعات أذنا في غرف نوم ضيوفهم وسياراتهم ومكاتبهم …..بل ولم تسلم الحمامات من هذا البث المباشر ! كان للسودان ملفات للظواهري وسيف العدل ولوديع الحاج وممدوح محمد سالم ، وذوي الاتصال بخلية القاعدة في هامبورج . نسي (الاخ المسلم )قطبي المهدي قيم عقيدتنا الأسلامية المحضضة علي حماية اللاجئ ، حماية المستجير، نصرة المظلوم ، تعضيد المجاهد وتهدئة روع ضحية المحاربة في الدين والعقيدة . نسيهم وغدر بهم فما رمش له طرف أو سهد له جفن أو وخزه ضمير . تبرع بهوياتهم وتفاصيلهم كما يدل أطفال الحارة صائد الكلاب المسعورة علي مخابئها.
رسالة أغسطس 1998 هي عمليا أخر محاولات قطبي المهدي احداث اختراق دبلوماسي مع الامريكان ، من أي نوع وبأي تكلفة! طلب من أجيرته اللوبيست المسز جانيت ماكلوقيت الحضور للخرطوم. حملها هذه المرة رسالة أكثر جرأة الي رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي، لويس فريه، شخصيا . فالكتابة بخط اليد تنم عن حميمية في البروتوكول . لكن حميميته هنا كانت خاطئة موقعا ومضمونا فبدت مصطنعة كطعم مرق ماجي .فمن أين له هذه الحميمية والعالم كله يعرف الا علاقة له البتة ، ومن أي نوع ، مع رئيس الاف بي آي ، لويس فريه ، ولا يعرف رسمه الا من صور التلفاز ! عادت المسز جانيت لواشنطن بعرض . ماهو ؟ حسنا قطبي يقول انه مستعد لتسليم الاف بي آي الباكستانيين (سيد ناظر عباس وسيد اسكندر سليمان) الموقوفان بالخرطوم للاشتباه بأن لهما علاقة ما بتفجيرات السفارتين الامريكيتين في كينيا وتنزانيا . قالت لهم ، قطبي مستعد لتسليمهم فورا بالخرطوم وبلا قيد أو شرط فقط يريدكم ان ترسلوا “جماعتكم ” لاستلام البضاعة ، وما عني سوي الجهاديين !. …أقرأ الرسالة بخط يد قطبي
http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-78866.htm
رهائن لدي الاعداء : لعنة كلينتون تصيب قطبي وتنجي قوش كما أصاب الخميني كارتر
فعل كلينتون بقطبي مافعله الخميني بكارتر . فالخميني تمسك برهائنه من الدبلوماسيين الامريكيين لمدة 444 يوما ولم يطلقهم الا عندما اعتلي ريغان المنصة مؤديا القسم الرئاسي يوم 20 يناير 1981 .خمسة دقائق فقط بعد القسم وكان كل ال52 دبلوماسي احرارا بعد أسر بدأ في 4 نوفمبر 1979 ! يشابه ذلك ان اركان كلينتون ظلوا يرفسون قطبي المهدي بلا هوادة وماتوقفوا الا عندما استبدله صلاح قوش في المنصب ! طار قطبي من الجهاز فوافقت ادارة كيلنتون فورا علي ارسال فريق من السي آي ايه ومكتب التحقيقات الفيدرالي للخرطوم في مايو 2000! الهدف كان النظر في آهلية السودان لنيل شهادة حسن سير وسلوك!
في صيف 2001 (تحت ادارة بوش الجمهوري ) اجتاز النظام الاختبار في تقرير لهذه اللجنة والذي نفي وجود معسكرات تدريب أو ملاذات آمنة للارهابيين. سنوات بعد ذلك ، وفي ليبيا اثناء انعقاد مؤتمر لدارفور في مدينة سرت صرح الجنرال قوش بانهم ساعدوا الولايات المتحدة وقدموا لها دعما كبيرا .
منذ ان انفجرت فقاعة قوش في 22 نوفمبر الماضي تنكبنا مسار رحلة جديدة من التقصي لموضوع شائك . اخترنا ان نستجلي علاقات صلاح قوش بأجهزة الاستخبارات الامريكية فضلا عن رشق حزمات من الضوء لتبيان نماذج المكايدة وتقاذف الحسد بين الثالوت الأمني (نافع ، قطبي وقوش ). بيد أننا لم نتطرق الا باشارة عابرة لرئيس البصاصين البارتايمرز ، الدكتور عوض الجاز . لماذا ؟ ببساطة لأنه رجل كاره للمحاسبة والتدقيق والمراجعة .. والأهم ، قصاصي الاثر من الباحثين ! يفعل خوارق هي ضرب من المستحيل ليعطل اقتفاء أثره ، حاله حال النفاثات في جو السماء ، تعبر بحمولات كبيرة ولا من أثر ! الجاز رجل مهوس بالسرية وتدمير الدليل .يقول خلصائه انه يشرف شخصيا علي أختيار مقتنياته المكتبية من عادمات الأوراق واشتراط فعالية تقنية التمزيق ! ان مشت قدمه خطوة يتيمة ، تجمبز في الهواء ومسح بيده ، 5 خطوات خلفه ، وان لاح مايدلل علي قدمه ، تفنن في تمويه رسمه للمتقفي فيظهرها ذات ظفر ! بهلوانيات في سحر الحواة تتسق مع ما شهدت عليه سنوات طويلة من اللصوصية والاستوزار المتكرر بالبترول والمالية. وزارتان نزع عوض الجاز الذاكرة من مكاتباتها الحساسة وتركها بلا ذاكرة ولا ملفات وبلا توثيق . حاذر التوقيع علي الورق وفضل المشافهة حتي عند التعاقد ! سمه الرجل الخفي ، أو الرجل الغاز : لا تراه لكنك تحسه ، لا تتحسسه لكنك تشمه . ان أشعلت ثقابك تفجرت ، وان رضيت بالعتمة قضيت ! هذه السرية المجربة تتلمذ عليها كثر من حواريي التنظيم ممن هم دونه مرتبة ونفوذا أمثال مطرف صديق وغيره من الكوادر الامنية النائمة !
قوش وندي القلعة …..الكل مبسوط مني !
طفقنا نبحث عن الدليل المفتاحي لعلاقة قوش مع الامريكيين طيلة سنواته السبعة من منظور موقعه كمسؤول أول عن الجهاز (2002-2009) . بما توافر لنا من معلومات ، اكتشفنا ان أسعد أيام حياته المهنية كانت مابين الاحد 17أبريل 2005 والي الجمعة 22 من ذات الشهر . صحيح انها تقل عن الاسبوع ، لكن لا تستصغر عددها ، فمن الايام المشرقة بالسعادة مايعوض دهورا من النحس والشقاء ! ابتعثت له وكالة المخابرات المركزية الامريكية ظهيرة ذلك الاحد طائرة لاحضاره مباشرة و” خصيصا”من الخرطوم للقاء “حلفائه” الجدد ! كانت الطائرة طراز بوينج 737 . وهذا موديل أصغر حجما وأكثر أبهة وأفخم تصميما وهو من النوع المفضل لرجال الأعمال، شعبة الطيران الخاص لا التجاري . غادرت البوينج مهبطها في مطار بالتيمور –واشنطن الدولي المجاور للعاصمة الامريكية من جهة ولاية ميرلاند ، متجهة للخرطوم ظهيرة يوم أحد ربيعي منعش . المسافة الفاصلة مابين المطارين في هذه الرحلة المباشرة تبلغ 10,536 كيلومترا (6,547 ميل) . رحلة مداها 10ساعات 58 دقيقة ، لكنك ان اضفت فروقات نطاقات الزمن وابتلعت خمسة ساعات فوق غرينتش سيغشاك لا محالة دوار عبور الأطلنطي – 18 ساعة كاملة من الازيز وحزام الامان ! يوم الاثنين حطت الطائرة الخاصة بمطار الخرطوم لتقل شخصا واحدا حقائبه غير ، وهمومه غير ! طائرة كاملة لن يصحبه فيها سوي شحنة من الكراتين وحافظات الاوراق ، ملفات ومظاريف متعددة الاشكال وذاكرات حاسوبية لا حصر لها . الراكب المغادر من صالة كبار الزوار هو الفريق صلاح قوش ملبيا دعوة رصيفه الامريكي رئيس المخابرات المركزية الأمريكية ، بورتر. ج قوس ” لا تنشغل بتنقيط هذه السين ، فهي مفارقة ليس الا “. بيد ان المفارقة الأخري الأطرف ، فهي قراءة معكوس الاسمين . سيصبح “قوش ” شوق ، والخواجة “قوس” سوق ! والتحذير الغالب هو الا تذهب متسوقا باشتياق لشئ تطعمه ! لكن جنرالنا المشتاق دخل المول !
استقبله الطاقم بأدب وانضباط لا تجده في الرحلات التجارية . استعاضوا عن دعاء السفر بأخذه في جولة تعريفية داخل صالون اقامته الجوية أولا ، ثم طافوا به ارجاء المكان . قضم من مباهج الرحلة ماأسعفه الوقت . أكل وشرب ونام وحلم وحلم وحلم . انبلج فجر الأثنين 18 أبريل : صلاح عبدالله بلحمه وشحمه في أمريكا بدعوة من كفارها …لسان يلهج بالثناء وهذا من فضل ربي . أخبروه في الطائرة بما ينتظره من لقاءات وبرنامج عمل وما جدولوه من اجتماعات تنتظره في رئاسة الوكالة بلانغلي ، فيرجينيا .قالوا له ان اجتماعه مع كبير وكالتهم ، بورتر قوس ، سيكون يوم الخميس 21 . سبح قوشنا فرحا في أرخبيل السحاب ، وحق له ان يفرح وينتشي فله من الاسباب مايمكن تعداده . فهو ، في المبتدأ، من طلب هذه الزيارة وأصر عليها . وبالتالي ، فان حدوثها عني تقدير جماعة “لانغلي ” له وتثمينهم العالي للخدمات التي ظل يقدمها .وثانيها ، ان دعوته علي المستوي الشخصي ، بل وارسال طائرة الوكالة ، بذاتها وصفاتها ، لتنقله اليهم ، فيه شرف لا يحظي به حتي العتاولة من نظرائه الاقليميين – حتي ان ترخصت في المقارنة واعتبرت عمر سليمان نموذجا ! ضمن هذا السياق لابد من فهم الاشارات المحشوة في هذا الترفيع، بعضا مما يشكل مدعاة للمفاخرة الاصيلة لقوش ، المحتفي به . فقد ظن ان صلاح عبدالله ، وليس حكومة السودان ، هو من يهم أمريكا . فالدعوة تصله وطلبه للزيارة يلبي بهذه الفخامة بينما السودان مدرج في قائمة الدول المساندة للارهاب منذ 1993 ومقاطع تجاريا واقتصاديا منذ 1997 ! أليس في الاستجابة لطلبه وارسال طائرهم تقديرا لأدواره في محاربة الارهاب “معهم” والضغط “باتجاه” ما أرادوا له ان يتحقق في نيفاشا يوم 9 يناير 2005 من سلام ؟ اذن ، فان السي آي ايه أصابها ما أصاب شريف مايدوغري من الانبساط والبهجة ، فتساوي قوش مع ندي القلعة في الفرح !
وعلي محور آخر ، فان قوش مثله مثل رفيقيه نافع وقطبي ، تفرحه نكباتهم وتسؤه ايجابياتهم وتلذذ ان بلغ الكي حشاهم ! اذن في 17 ابريل همه ماحاق بصدري نافع وقطبي فقد علما بالزيارة بتنوير منه شخصيا . لو قدر له يومها أن يستنسخ من نفسه بعوضة تلصق بمخدة أي منهما لفعل ولو من باب الاستمتاع بتقلب الوجوه والمزاج وململة الحسد أمام انتصار ينزل بمذاق البوينج !
وصل قوش لأمريكا وخف اليه فريق من” الأصدقاء” فاستقبلوه بمودة لم يستغربها ، لكن ما ان اشرق صباح اليوم التالي ، الثلاثاء 19 أبريل ، حتي تبدل الحال وانفتحت أبواب الجحيم ترمي بشرر ولهب . كانت الدنيا خارج لانغلي تغلي وبالذات في وزارتي الخارجية والعدل احتجاجا علي زيارته ! بل وفي اجتماع ظهيرة ذلك اليوم سعي له من أبلغه ان وزارة العدل فكرت فعلا في استنباط مسوغ قانوني يمكن من اعتقاله جراء فعائله في دارفور !! تسارعت وتيرة التطورات بسرعة غير منظورة ..الغت السي أي ايه اجتماعه بمديرها واعتذروا له بحجة واهية …..قالوا له “بارك الله فيمن زار وخف ” برطانة بلادهم ، فأقلته الطائرة عائدة للخرطوم ومن ثم قفلت آيبة الي مهبطها ببالتيمور يوم 22 أبريل !
اذن ماذا جري؟
قادنا البحث الي مخابئ أسرار فيها بعض مما قيل سرا وكتب وأودع في الاضابير . أسرار فوقها عجبا ومن تحتها الأعجب ترادفن في السرية أطباقا . في الحلقة القادمة باذن الله سوف نستكمل بما يسهم في فهم حياكة البردة التي نسجها قوش مع أمريكا !
***
استمرار هذا النظام المجرم مستمد من ضعفنا وتشرذمنا . ان اتحدنا اسقطناه ، فلنتحد ونسقطه معا
**********
للاطلاع علي مقالات الكاتب السابقة في ارشيف الراكوبة
http://www.alrakoba.net/articles-act…cles-id-88.htm


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.