أثبت مسح وافادات واسعة قامت بها ( حريات ) ان اذاعة (راديو دبنقا ) التي تبث من هولندا تعد الاذاعة الاكثر انتشارا والاكثر سماعا في معسكرات النازحين في دارفور. واوضح المسح ان مئات الالاف يستمعون بشغف لدبنقا ويعدونها الاذاعة الاكثر مصداقية في نقل احداث واخبار الاقليم وكل ما يدور فيه من عنف مستمر من قبل مليشيات المؤتمر الوطني. وأكدوا ان دبنقا تلقي رواجا وتفاعلا كبيرا وسط النازحين بل أن بعضهم يقوم بالاتصال بها بنفسه لايصال بعض المعلومات التي لا تصل اليها الاذاعة. وقال نازحون انهم يجدون أنفسهم وهمومهم ومشاكلهم اليومية في تلك الاذاعة التي تبث من خارج الوطن. موجهين انتقادات حادة لاذاعة أمدرمان والاذاعات الولائية في دارفور ، واتهموها بتجيير الاخبار وتلوينها ونقل ما يتسق والسياسات الحكومية ، والتعامل مع الاذاعة باعتبارها واحدة من أدوات الحرب التي يشنها الحزب الحاكم في دارفور. وكشف النازحون عن عمليات تشويش واسعة النطاق تقوم بها الحكومة للحيلولة دون وصول البث لملايين النازحين. مشيرين الي ان الحكومة تريد أن تعزل النازحين عما يحدث في الاقليم وفي بقية انحاء البلاد والعالم. لكنهم أكدوا ان ذلك يزيد من اصرار النازحين وثقتهم في تلك الاذاعة. وقال ناشطون واعلاميون دارفوريون ل ( حريات ) ان سلوك الحكومة يعد استمرارا لحجب المعلومات ومصادرة الحريات بما في ذلك حرية التعبير. وقطعوا بان الحكومة لن تستطيع ان توقف استماع الناس وتصادر اهتمامتهم وخياراتهم ، كما أكدوا ان الحكومة فشلت فنيا في التشويش علي اذاعة دبنقا. وقالوا ان الاذاعات الحكومية تأتي في اخر سلم الاستماع نسبة لعدم مهنيتها وضعف امكانياته وسيطرة الدعاية الحكومية السياسية عليها. وحذروا بان ترك النازحين للاذاعات الاجنبية يعد تخليا من الحكومة عن مسؤولياتها ويقدح في دعاوي السيادة الوطنية التي تتحدث عنها الحكومة ، بل وحملوها المسؤولية في حجب المعلومات عن كافة المواطنين في دارفور وتعمد عزلهم عن العالم. يذكر ان اذاعة دبنقا انشئت قبل عدة أعوام وتبث من هولندا وتوجه برامجها واخبارها لتغطية كافة الاحداث والاخبار والتطورات السياسية والاجتماعية في دارفور.