عبد الباقي الظافر.. [email protected] الراوي يتحدث عن المحسن علي كرتي..وزير الخارجية يجد ان سيدة تحتاج لجراحة وضيق ذات اليد يمنعها من الشفاء..الوزير يدفع من جيبه الشخصي..وسيدة اخرى في الديم تكاد تصنع قصيدة مدح في ذات الوزير الذي تبرع بالشيء الفلاني دعما للحي الشعبي..على كرتي رجل ثري قبل ان يصيب الوزارة..يجمع الرجل مابين المحاماة والسيخ والاسمنت ثم حكومتنا تضيف له تخصصا جديدا في الدبلوماسية. في العام 1980 كان السودان قد اكمل استدارته نحو اليمين..الرئيس جعفر نميري بات يحمل عصاه ثم يزور اولياء الله..العالم يحشد قواه ضد الغزو السوفيتي لافغانستان..في جلسة الجمعية العامة للامم المتحدة كان سفيرنا علي سحلول يضغط بجنون على زر التصويت الاخضر..صوت السودان يرفض ان يرتفع..الواقع ان دولتنا التي كانت على اعتاب المجاعة لم تكن قد اكملت سداد رسوم الاشتراك في الاممالمتحدة. الرئيس جعفر نميري يكاد يصاب بالجنون حينما ضاع صوت الخرطوم ضد موسكو..مكتب الرئيس يرسل شفرة مختصرة لوزارة الخارجية..رسالة الرئيس نميري كانت تطالب بسحب سحلول من منصب مندوب السودان في الاممالمتحدة. في منتصف الاسبوع الثاني من شهر اكتوبر الماضي كان الامين العام للامم المتحدة يصدر لائحة تضم تسعة عشر دولة مهددة بالمنع من التصويت..حظ بلدنا كان ضمن المجموعة التي تنتهي مهلة السداد في 21 يناير الجاري..حينما تحدث الاعلام عن هذا الخطر القادم كان مندوب السودان بشدة ينفي..أمس الأول كانت وزارة الخارجية تلوم أختها وزارة المالية بشأن فضيحة عدم السداد..يضطر رئيس الجمهورية لتوجيه وزارة المالية لسداد مبلغ ثلاثمائة الف دولار..نصف هذا المبلغ التافه تقاضاه لاعب الكرة(المتسودن) سادومبا بعد هجرته للدوري الامارتي..ذات المبلغ يساوي قيمة بيت متواضع في حي كافوري. بصراحة التخلف عن سداد المساهمة الاممية يرسل رسالة سالبة جدا..لن يتهور مستثمر اجنبي لارسال ماله لدولة تعجز عن سداد رسومها في الاممالمتحدة..سيضاف بلدنا الى قائمة جديدة تشمل في صفوفها افريقيا الوسطى والصومال والدومنكان..تشاد الجارو الجنب و جنوب السودان الدولة الوليدة وارتيرتيا الفقيرة لن يكونوا معنا في القائمة الجديدة. في تقديري ان هذه الفضيحة الدبلوماسية تؤكد ان دبلوماسيتنا لا ترتب اولوياتها..من قبل حين احتاج نجل وزير المالية لنفقات علاج في وواشنطن لم تفحض سفارتنا الاوراق جيدا وقامت بتسديد كل الاموال المطلوبة..اتضح لاحقا ان الوزير لم يتبع الاجراءات الصحيحة التي تجعل ابنه من مستحقي العلاج على نفقة دافع الضرائب السوداني. مطلوب الان تحقيق رسمي وشفاف لمعرفة من المتسبب في الصاق الاذي بسمعة بلدنا في المحافل الدولية..مطلوب شفرة من رئاسة الجمهورية تعاقب هؤلاء وتعيدهم للخرطوم بسبب الاخفاق في اداء المهام. مشكلتنا بلد فقير يديره وزراء اغنياء ودبلوماسيين يحتاجون لامتحان لغة انجليزية بعد ان شابت رؤوسهم.