اشتري الحاج ادم – نائب المشير عمر البشير – قطعة ارض بالخرطوم امتداد ناصر قرب أوماك ، بمبلغ 4 مليار جنيه . والقطعة في شارع رئيسي وموقع استراتيجي ، يسميها السماسرة باللقطة ، وكان مطعم (الكبابجى) المشهور أحد المحلات التي تقوم علي القطعة المشار اليها . وبدأ الحاج ادم في تشييد منزله الجديد في القطعة (الصورة مرفقة ) . وغني عن القول ان مصادر الحاج ادم المالية المشروعة لا تتيح له ، لا شراء ولا تشييد منزل في هذه القطعة المكلفة ، ومما يؤكد كذلك ان الحاج ادم اشتري القطعة من المال العام المنهوب ان مدير مكتبه الرسمي بالقصر الجمهوري زهير حامد هو الذي سدد ال(4 ) مليار جنيه لصاحب العقار ، كما انه يشرف شخصيا - كجزء من مهامه بالقصر الجمهوري – علي تشييد المنزل . وكان الحاج ادم من قيادات المؤتمر الشعبي ، واتهم فيما سمي بالمحاولة التخريبية عام 2004 ، وحوكم المتهمين معه بسنوات سجن طويلة ،ولكنه سافر الي اريتريا ، وعاد الي الخرطوم وسط شكوك عن اسباب عدم ملاحقته امنياً ، ثم عين في سبتمبر 2011 نائبا لرئيس الجمهورية مما اكد الشكوك بأنه اما كان (مزروعاً ) منذ البداية في الشعبي او تم استقطابه في لحظة ما بأعطيات المؤتمر الوطني . واشتهر الحاج ادم منذ توليه منصب نائب البشير بالتصريحات النارية ، دفاعاً عن ( الشريعة ) وضد المعارضة ، وتتضح الدوافع الآن ، فخلف كل مزايدة ( آفة أخلاقية ) ،واختار مستبدو و فاسدو الانقاذ ان يستخدموا ( الشريعة ) نقاباً لغطاء (السريقة) و (الحريقة ) ، (سريقة ) المال العام ، و (حريقة ) الابادة وانتهاكات حقوق الانسان . والفساد في الانقاذ فساد مؤسسي وشامل يرتبط بكونها سلطة أقلية ، تحكم بمصادرة الديمقراطية وحقوق الانسان ، وتحطم بالتالي النظم والآليات والمؤسسات الكفيلة بمكافحة الفساد ، كحرية التعبير ، واستقلال القضاء ، وحيدة اجهزة الدولة ، ورقابة البرلمان المنتخب انتخاباً حراً ونزيهاً . كما يرتبط بآيدولوجيتها التي ترى في الدولة غنيمة ، علاقتها بها وبمقدراتها بل وبمواطنيها علاقة ( امتلاك) وليس علاقة خدمة . وبكونها ترى في نفسها بدءاً جديداً للتاريخ ، فتستهين بالتجربة الانسانية وحكمتها المتراكمة ، بما في ذلك الاسس التي طورتها لمكافحة الفساد . ويجد فساد الانقاذ الحماية من رئيس النظام الذى يشكل مع اسرته اهم مراكز الفساد ، كما يتغطى بالشعارات الاسلامية ، ولذا خلاف ارتباطه بالمؤسسات ذات الصبغة الاسلامية كالاوقاف والزكاة والحج والعمرة ، فانه كذلك فاق فساد غالبية الانظمة في العالم ، وذلك ما تؤكده تقارير منظمة الشفافية العالمية – السودان رقم (173)من(176) بحسب تقرير 2012 ، وتؤكد شهادات اسلاميين مختلفين- كالدكتور الطيب زين العابدين و صادق عبد الله عبد الماجد والدكتور حسن الترابي – ان فساد الانقاذ يفوق فساد جميع الانظمة السودانية السابقة . وحين تنعدم الديمقراطية ، لفترة طويلة ، كما الحال في ظل الانقاذ ، يسود أناس بعقلية العصابات ، ويتحول الفساد الى منظومة تعيد صياغة الافراد على صورتها ، فتحول حتى الابرار الى فجار ، واما أدعياء (الملائكية) فانهم يتحولون الى ما أسوأ من الشياطين !.