قالت الأممالمتحدة الثلاثاء إن أعداد ضحايا العنف من النساء والفتيات في تزايد حيث زادت أعداد من قتلن أو أصبن بنسبة 20 بالمئة في العام الماضي رغم التراجع في أعداد الخسائر البشرية المدنية للمرة الأولى في سنوات. وقالت الأممالمتحدة إن أفغانستان تواجه تهديدا متزايدا بعودة الجماعات المسلحة مما يعزز المخاوف من تزايد انعدام الأمن مع استعداد القوات القتالية الأجنبية لمغادرة البلاد العام القادم. وأصبح التهديد للمدنيين الأفغان في الحرب المستمرة منذ 11 عاما سببا لتوتر العلاقة بين الرئيس حامد كرزاي وداعميه الدوليين وخاصة عندما تكون القوات الأجنبية هي المسؤولة عن الوفيات في صفوف المدنيين. وأظهر تقرير سنوي للأمم المتحدة عن القتلى والجرحى في صفوف المدنيين في أفغانستان تراجعا نسبته 12 في المئة في أعداد القتلى المدنيين في عام 2012 إلى 2754 من 3131 قتيلا في عام 2011. وهذا أول تراجع في أعداد القتلى المدنيين منذ أن بدأت بعثة الأممالمتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان قياس الخسائر البشرية في عام 2007. ورغم التراجع في أعداد القتلى قالت الأممالمتحدة إن هناك زيادة نسبتها 20 في المئة في أعداد النساء والفتيات الأفغانيات اللاتي قتلن أو أصبن في عام 2012 إذ قتل ما يزيد عن 300 امرأة وفتاة وأصيب أكثر من 560. وقالت جورجيت جانون ممثلة بعثة الاممالمتحدة في افغانستان لحقوق الإنسان “الحقيقة المفجعة هي أنهن (النساء والفتيات) قتلن وأصبهن أثناء أداء أعمالهن اليومية”. كذلك جرى توثيق عودة جماعات مسلحة تعارض طالبان لكنها لا ترتبط مباشرة بالقوات الحكومية لاسيما في شمال وشمال شرق البلاد. وقالت الأممالمتحدة “هذه الجماعات لديها تواجد في بعض المناطق وتحوز على قدر من السلطة والسيطرة أكبر من قوات الأمن الأفغانية المحلية أو على المستوي القومي”. وعانت أفغانستان من العنف بين الفصائل المتنافسة في معظم سنوات التسعينات. ونتيجة لذلك رحب كثير من الناس بطالبان عندما توسعت من جنوب البلاد متعهدة بإنهاء فوضى الفصائل. وهناك مخاوف من صعود الفصائل المسلحة مرة أخرى مع إنهاء القوات الأجنبية عملياتها والانسحاب بنهاية عام 2014 خاصة إذا استمرت الحرب بين القوات الحكومية والتمرد المسلح لطالبان. وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة في أفغانستان جان كوبيس إن النتائج التي توصل إليها التقرير أكد “استمرار التكلفة الإنسانية المرتفعة للصراع المسلح”. وقالت الأممالمتحدة إنه بينما قلصت القوات الأجنبية بقيادة حلف شمال الأطلسي أعداد القتلى والجرحى في صفوف المدنيين الناجمة عن هجماتهم بنسبة 46 في المئة العام الماضي من 1088 إلى 587 فإن القتلى والجرحى على أيدي المسلحين تزايدت بنسبة تسعة بالمئة. ونسب التراجع في أعداد القتلى والجرحى على أيدي قوات حلف الأطلسي والقوات الحكومية إلى تراجع الاشتباكات وتراجع الهجمات الجوية في المناطق السكنية بعد حظر فرض العام الماضي. وأصدر الرئيس كرزاي حظرا مماثلا على القوات الأفغانية الاثنين وحظر عليها أن تطلب من حلف الأطلسي شن هجمات جوية في المناطق السكنية. وجاء مرسوم الرئيس بعد أيام من استدعاء القوات الأفغانية حلف الأطلسي لشن هجوم جوي في إقليم كونار الحدودي في شرق البلاد مما أدى إلى مقتل عشرة مدنيين من بينهم خمسة أطفال وأربعة نساء. وقالت الأممالمتحدة إن المسلحين مسؤولون عن 81 بالمئة من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين وإن القنابل والعبوات الناسفة هي أكبر سبب منفرد وراء القتلى المدنيين.