ضد التيار هيثم كابو أنهم يتحاملون على (الآغا) ..!! * (( لماذا نضع أنفسنا دائماً تحت (خط الإستهزاء)، وينتابنا إحساس كبير بأننا من مواليد (برج الدونية) ؟.. هل فكرة (الإستهداف العالمي) التي أسست لها الدولة في حقبة الإنقاذ الأولى إنعكست سلباً على أفراد المجتمع وثقافة التقييم العام، فباتوا ينظرون لكل فعل إعلامي بعين الريبة ويتعاملون مع كل حادثة بحساسية زائدة ويحملون كل عبارة ساخرة خفيفة الظل تأتي من الخارج أكثر مما تحتمل ؟؟))..انها بعض تساؤلات قفزت من خلفية الذهن عند متابعتي للهجمة الإسفيرية (غير المبررة) على الإعلامي المعروف مصطفي الآغا مقدم برنامج (صدى الملاعب) على شاشة قناة (إم بي سي) على خلفية حوار هاتفي خاطف لم يتجاوز بضع دقائق مع والد الشاب السوداني الفائز بمبلغ (مليون دولار) وأبنه الصبي المحظوظ الذي توج بجائزة مسابقة (حقق حلمك) ..!! * حملة تبادل الفيديو الذي يتضمن المحادثة الهاتفية مع الصبي الفائز ووالده على (الواتس آب) ومواقع التواصل الإجتماعي تستفزك بدرجة عالية وتستنفر سخطك لتصب جأم غضبك على (الآغا) الذي لم يحترم السودانيين ..الطريقة التي يعلق بها الكثيرون تجعلك تشعر بأن جريمة بشعة إرتكبت ضد وطنك وابناء بلدك ..سيل اللعنات لا يتوقف و(الغضبة) في (القروبات) أصبحت (حالة قومية)، والمؤلم حقاً أنك عندما تشاهد الفيديو تجد أن المحادثة ليس فيها ما يشين البتة لسمعة البلد او (المتحدث معه) ،وبعض العبارات الساخرة جاءت في سياق المكالمة بعفوية، والأكثر إيلاماً أن بعض المتعصبين للبلد بمفهوم تجريم لا يخلو من سطحية يعتبرون مجرد دفاعك عن أسلوب الآغا ونهجه الذي عرف به يمثل (خيانة وطنية) ..!! * لم يقل والد الفائز (مصطفى محمد الحسن الهادي) عند استقباله محادثة مقدم البرنامج أن أبنه (عمر) نائماً مما دفعه لإستقبال المكالمة إنابة عنه ..أهدر وقت ثمين دون توضيح والبرنامج في دقائقه الأخيرة ..عندما أعطى الأب التلفون لأبنه صاحب الستة عشر عاماً فلم يذكر الصبي الفائز بالمليون دولار إسم والده صحيحاً ربما بسبب الرهبة والمفاجأة او النعاس كونه أستيقظ من النوم للتو ..سوء الفهم أحدث نوعاً من (الربكة)، وبالطبع كانت تعليقات الآغا اللاذعة حاضرة كعادته دائماً ..وإن كان ثمة ما يؤخذ على صاحب (صدى الملاعب) أنه وضع (تصور فرحة وسقف تفاعل) لم يجده عند الفائز حتى بتشجيع من (المؤثرات) التي تم تشغيلها لتلهب حماسه ليعبر عن فرحته بطلاقة وعفوية، وكان ينبغي على الآغا أن يضع في حسبانه أن وسائل التعبير عن الفرحة في الهواء الطلق تختلف من شخص لآخر حتى ولو كانت قيمة الجائزة (مليون دولار)..!! * أجمل ما في المحادثة على الإطلاق أن عمر الفائز بالجائزة الضخمة قال للآغا أن حلمه (شراء مزرعة وقروش تعينه على إكمال القراية)، ولأن لا أحد خارج حدود بلدي يتوقع أن تكون نفقات التعليم مكلفة لدرجة أن يصبح الحصول عليها حلماً، لذا فإن الآغا تخيل الفتى يتحدث عن عمارة شاهقة وسمع وفقاً لتخيله كلمة (قراية) على أنها (بناية) ..!! * التعليقات على فيديو المحادثة مع الفائز بالمليون دولار تجاوزت شخصية الآغا الذي كثيراً ما يورد بخفة ظله وأسلوبه الرشيق الساحر رسائل مشاهدين تسخر منه وعبارات تتهكم عليه ..ولا أجد أي معنى او قيمة لرسالة (وعظ زائد ونصح وتوبيخ) تجوب الأسافير مذيلة بإسم (الجالية السودانية بالسعودية) تشرح لصاحب (صدى الملاعب) كيف يكون التقديم وبأية طريقة يتم التعامل مع محادثات الفائزين ..(ولعمري أن "ابا كرم" سيد العارفين) ..!! * تختلف او تتفق معه ..تحبه او تكرهه ..تعشقه او تمقته ..كل ذلك شعور خاص، ولكن الحقيقة التي لا خلاف عليها أن الآغا يمثل أحد رموز الإعلام الرياضي العربي متكئا على سيرة عطرة ونجاحات متلاحقة وخبرة طويلة، فمشوار الرجل الإعلامي إمتد لتسعة وثلاثين عاماً عركته خلالها التجارب، وتم اختياره أفضل مذيع عربي أكثر من عشر مرات، بينما ظل برنامجه (صدى الملاعب) الذي لم يتوقف منذ عام 1996م يحصد الجوائز عاماً تلو الآخر، يكتب (ابو كرم) حزمة من المقالات الأسبوعية بأكثر من عشر إصدارات عربية، له طريقة تقديم خاصة وأسلوب مميز خرق به عباءة العادية وأضفى من خلاله جديداً ليكسر أطر النمطية ..!! * لا تتحاملوا على الآغا الذي أعتذر بحب عن خطأ لم يقترفه، فالرجل صاحب نجاح وتاريخ جدير بالإحترام ..(ومبروك لعمر المليون دولار وربنا يحقق الأحلام)..!! نفس أخير *صفاء النية يفضح إفتراءات توهم المؤامرات ..! هيثم كابو