راى حر صلاح الاحمدى ثورة هادئة لتغير ثقافة روساء الاتحادات ثمة مفاهيم عديدة للرياضة منها ما يربطها بالفن والادب والمعرفة والعلاقات الاجتماعية .ولكن المفهوم الاعم والاشمل هو انها تعبر عن روح الشعب وتطلعاته ونظراته للحياة الرياضية ورؤيته للعلاقات بين كل الاشياء اى النظرة العامة التى تحكم تحركات الفرد وتحدد سلوكياته وتضبط ايقاع المجتمع الرياضى وحركته .وبقدر رسوخ تلك الفكرة الرياضية فى جميع مواقعها تستقر الحياة الرياضية وتترك تاثيراتها خارج محيطها القريب والبعيد . السودان من الدول التى تملك رصيدا هائلا من الثقافة الرياضية من خلال تكوينه للاتحاد الافريقى ومرا بحقب وعصور عديدة قدمت الكثير فى مجال كرة القدم والادارة الرياضية فى كل المحافل الافريقية والعربية . لكنه تعرض فى العصر الحديث لثلاثة متغيرات .عصفت بثقافته الكروية . الاول حملت .عهد تدنى الادارة فى جميع المرافق الرياضية التى ارتبطت برجال الاعمال ما جعل المردود الادارى ضعيف واختلت موازين الادارة الرياضية التى كانت فى عهده السابق تعتمد على اشخاص لهم المعرفة الادارية والكروية من خلال المشاهدة والوجود فى كل المنافسات ثم التدرج الى ان يصل العضو الى مجالس الادارات وهى نظرة سليمة كان نتاجها اداريون لهم علاقة وثيقة بكرة القدم .ولكن تبدل الحال وخضعت التجربة الى كثير من الاختلال وفقدت التوازن الادارى . الثانى كل هذه الاثار على الكرة السودانية بدات تداعياتها فى الظهور بعد توقف الكرة عام1976اى بعد الرياضة الجماهيرية فبدا صراع متعدد الاوجه الصور بين القوى الحاكمة حينها وبين والقوى الادارية الرياضية التى تنتمى فكريا لمدارس كرة القدم .والتى لم توفق فى تدارك الامر حتى هاجر كثير من اللاعبين الى دول المهجر .واصبحت الساحة خالية لفترات حتى بعد العودة كانت الرياضة تفتقد الثقافة من كل معنيها . نافذة ما نحتاجه فى هذه الفترة هو ثورة هائلة على كل الشوائب والسلبيات واوجه الخلل التى اصابت الطبيعة السودانية المتمثلة فى كرة القدم .وان يحدث تصالح بين كل فئات واطياف المجتمع الرياضى ونعيد ثقافة الرياضة والتسامح والمحبة فيما بيننا سياسيا واجتماعيا وان يثبت الجميع فى الوسط الرياضى انهم محبون ومخلصون لهذا الوطن الرياضى . وان تمارس الديمقراطية ليس عبر لغة الصراخ والضجيج ولكن من خلال اليتها من مجالس منتخبة للاندية والاتحادات. وان نعيد حساباتنا فى الاستثمار الرياضى الذى يعد السبب الرئيسى وراء معظم اوجه الانفلات الحادث فى مناحى حياتنا الرياضية واعادة تشكيل مجالسنا عبر الحوار وسد الابواب على الوافدين من اهل المال حتى تسود لغة الجميع ونحارب لغة الفرد فى مجالس الادارات الرياضية .بالاضافة الى مناهج التعليم ووسائل الاعلام. حتى نصلح الخلل والاعوجاج الذى اصاب الشخصية الادارية الرياضية طوال تلك الفترة .ونطلق طاقات الابداع فى كل المجالات الرياضية كي يستعيد السودان مكانته ودوره كما سطرته صفحات التاريخ الكروى الافريقى والعربى . نافذة اخيرة علينا ان نعود الى جذورنا الرياضية الاصلية ونزيل الغبار الذى غطى عليها ولا نبحث عن مصالحنا على حساب الرياضة فمهما كانت قوة الدخيل على الرياضة وحكمته وعبقريته ولا يقف معه اصحاب الرياضة الاصلين الذين لهم باع طويل وعركتهم الميادين والادارات فلن نتقدم خطوة واحدة للامام فالكرة السودانية ملك الجميع وامانة بين ايديهم فلا تضيعوها !! خاتمة انهم المسئولون الذين يفجرون المشاكل والازمات ولا يجيدون حلها او يتكاسلون .حتى ياتى من يتخذ لهم القرارات .وبعضهم يتصور ان الوسط الرياضى مجرد رعايا .وينظر اليهم بتعال وغرور وغطرسة .ويعاملهم بالغلظة والروتين والتعقيدات .ولو نظرنا حولنا وامامنا وخلفنا سوف نجد هذه النوعية تعشش فى كثير من المواقع الرياضية .والتخلص منها افضل الف مرة من استمرارهم . هؤلا لا يدركون ان الدنيا الرياضية تغيرت وان الادارة تغيرت وان ما كان يقبله الرياضين بالامس لم يعد مقبول اليوم .وان الرياضين اصبحت عيونهم مفتوحة ومستعدين للذهاب الى اخر الدروب الرياضية ليحصلوا على حقوقهم بمعنى ادق مافى واحد بخاف . هل من الضرورى ان يتدخل الرئيس فى كل المشاكل والازمات . حاولت قدر استطاعتى ان اجيب على سؤال حائر لدى الكثير من الرياضين . ولكن الانطباع السائد لدى الجميع هو اننا نحمل الرئيس فوق اختيار طاقته لنقل عدم الاختيار ؟