وهج الحروف ياسر عائس الكهرباء…معاناة وفشل !! . تحولت الهيئة القومية للكهرباء من شركة النور في ماض زاهر الى خمس شركات للتوليد والنقل والتوزيع والتوصيل والبيع المباشر للجماهير وهم أهل الحق الحقيقيون. . وتحولت من فكرة الدفع المؤخر ونفذت اسطورة الدفع السبق بسرعة تحول ازهلت المتابعين وحيرت العالم ولكنها لم تستتبع ذات السرعة في نقل المواطن الى كفوف الراحة بعد ان تنوعت وسائل التعذيب وتعددت اسباب القصور والمبررات رغم الاهازيج والاحتفالات والتضخيم الذي حدث عن الاحتفال بدخول كهرباء سد مروي.
. نتابع أزمة مكتومة في توليد وتوزيع الكهرباء اطلت قبل حوالي ثلاثة اشهر حيث عادت القطوعات المبرمجة وغير المعلنة واستكثرت ادارة العلاقات العامة بالكهرباء مجرد اعلان تحذيري للمواطن حتى يضع الاحتياطات اللازمة. . ومضت في تنفيذ قطوعات تعسفية لا ترحم واعذار لا تقنع حتى الاطفال من على شاكلة التحمل والصيانة وغيرها من الاسباب التي يلقنونها لموظفي الطوارئ عن استقبالهم مكالمات الطوارئ. . كما سبق تحسب للصيانة الدورية للكهرباء على مستوى الابراج والمحطات وصولا للمواطن في الفترة ما بين فبراير ومارس وهى المدة التي يقل فيها منسوب المياه ويتبعه تلقائيا نقص في التوليد. . منذ يونيو الماضي وتغرق احياء مربعات الفتيحاب من 15 الى 57 في ظلام دامس شبه يومي واحياناً يومياً ولساعات طوال ليس هذا فحسب بل ظل التيار يصل مترددا ما بين الضعيف والعالي ويتسبب في تلف العديد من الاجهزة الكهربائية والالكترونية وهى طبعا خارج حسابات الهيئة التي لا تعرف ثقافة التعويض استنادا لعقود الاذعان التي تربطها بالمواطن المغلوب على امره والمقهور بفعل الشركة الوحيدة المحتكرة للخدمة. . لجأت الهيئة للبيع مقدما ولكنها تبيع المستهلك سلعة لا تملكها بحيث يدفع المواطن ثمن الكهرباء ولا يتمتع بالخدمة ولا يتلقى مجرد اعتذار بسيط على مساحة عمودين في الصحف السيارة او اجهزة الاعلام الاخرى. . في منطقة مربع 15 و16 توجد مشكلة كبيرة لا تعترف بها الكهرباء ولا ترغب في حلها بصورة جذرية ولأنها تلقت العديد من الشكاوى قررت ان تصم اذنيها عن الشكاوى فما عادت هواتف الطوارئ نفسها تعمل او ترد على الزبائن الذين نعتبرهم المخدم الحقيقي لموظفي الكهرباء. . معاناة اهل المربعات المذكورة تعكس الفشل الحقيقي للكهرباء في وقف العبث المسمى بالصيانة اذ لا يعقل ان تكون المربعات في حالة صيانة دائمة ولأكثر من أربع مرات خلال الاسبوع الواحد حيث تعني هذه الاعطال خروج الشبكة عن الخدمة ان الخلل اكبر من الاسباب التي يطلقونها لاستعطاف الزبائن. . لدي مجموعة مكالمات مسجلة ويمكن الرجوع لها لدى الهيئة التي تقول انها تسجل المكالمات بغرض الجودة والتدريب فلا جودة ولا تدريب بل نعتقد ان دفع المواطن لثمن المحادثة وهو ينتظر لاكثر من خمس دقائق أمر يزيد من الكلفة عليه وينبغي ان يكون الاتصال مجانياً او تتحمله الهيئة. . ولكم ان تتخيلوا قبل مدة ان مكالمتي كانت رقم 87 في الانتظار. . الهيئة فشلت في توفير الخدمة ولعل الامتدادات الطويلة والاصرار على توصيل الخدمة لاكبر عدد من المنتقدين دون ان تتوفر الخدمة نفسها يؤكد النظرة التجارية والعقلية التي تبيع سلعة لعشرة اشخاص وهى لا تكفي لاكثر من ستة فقط. . معاناة المربعات مع الكهرباء نلخصها ونحن لسنا أهل اختصاص في ضعف المحول الذي يغذي المنطقة وهو اعتراف ورد على لسان الموظفين انفسهم عندما تعللوا بأن التحمل هو السبب وكما نعلم انه يعني تحميل الخط اكثر مما يتحمل. . لو تكرمت الهيئة وأعلنت ساعات القطع لكان افضل لها وللمواطن حتى يتحسب ويحتاط ويحتفظ باطعمته ويحمي أجهزته ويدبر أمره. . ولكن الهيئة لا تملك الشجاعة الكافية لمواجهة الامر والاعتراف بالتقصير وبخلل التوليد والتوزيع. . اننا نرفع ايدينا بالشكوى لله عز وجل فهو نصير الضعفاء والمظلومين بعد ان فقدنا الأمل في خليته على الارض وفقدنا الاحساس بالامان وفي تلبية احتياجات المستهلك. . لا توجد عدالة في توزيع القطوعات ولا تتعامل الهيئة بالانصاف اللازم او ان هذه المربعات المقصودة تحتاج لمحولات أكبر لتتحمل الضغط. . أمس الاول تردد التيار بين الظهور والاغماض حتى تلفت العديد من الاجهزة ثم انقطع منذ منتصف الليل وحتى الرابعة صباحا وعندما اتصلنا كان الرد المعتاد ان فرق التفتيش خرجت تتقصى الاسباب مع ان ذات الخلل تكرر خلال الاشهر الاخيرة اكثر من عشرين مرة. . وازيدكم من الشعر بيتا عاد التيار وانقطع بالكامل منذ السابعة صباحا وحتى الخامسة وعشر دقائق مساء. . بربكم هل هذه صيانة وتفتيش ومراجعة ام قطوعات مبرمجة؟؟ اذا كانت الاجابة هى برمجة فلماذا يقطع التيار ويتردد في الاوقات العادية اذا سلمنا جدلا وقبلنا بالبرمجة. . بتحليلي المتواضع ان ادارة الكهرباء لا تود الاعتراف بوجود خلل في كهرباء المربعات مثلما تنكر نقصا حادا في التوليد. . من المبررات المبكية المألوفة والمحفوظة ان الاطماء والخريف يؤثران على التوليد وهو قول تنفيه الشواهد لوجود دول خريفها اغزر وامطارها تهطل بمعدلات أعلى وتتعرض كل مساحاتها للمطر ولكن الكهرباء عندهم لا ترمش…لماذا؟؟ لأن أساسها متين وتوجد خدمة مدنية حقيقية ومتابعة دقيقة ومراقبة لصيقة والكهرباء من الخدمات التي تتطلب تواجدا دائما في الميدان وليس المكاتب.