اجتازت الهيئة القومية للكهرباء أحرج فترات الصيف لها بلا قطوعات جراء التوليد الكهربائى وانحصرت القطوعات فى الأحياء السكنية على الأعطال الفنية الناجمة عن شبكة التوزيع. ولا ينسى السودانيون تبريرات الهيئة السنوية التى كانت محل سخريتهم إذا ارتفع منسوب المياه بالنهر قل التوليد الكهربائى وإذا انخفض المنسوب قل. وبالفعل عانى التوليد الكهربائى المائى من الإرتفاع والإنخفاض فالإرتفاع فى منسوب مياه النيل الأزرق الذى شيد عليه سد الروصيرص كان يأتى بالطمى الثقيل الذى يتراكم أمام التوربينات ولايدعها تدور فتأتى الآليات الغاطسة لازالة الطمى وقد تستغرق العمليات ساعات اليوم باكملها يكون فيها مهندسو الكهرباء ومهندسو وزارة الرى فى حالة من القلق والتوتر حتى تدور توربينة أو توربينتان لمد الشبكة القومية بالكهرباء والتى كانت توزع بقطع مبرمج عانت منه كل القطاعات السكنية والتجارية والصناعية والزراعية . وأما عندما يقل المنسوب لعدم هطول الأمطار بالهضبة الاثيوبية وتشح المياه فى مجرى النيل الأزرق تختل المعادلة التى تقوم عليها عملية التوليد الكهربائى ولا يتم تشغيل كل التوربينات هذه المعاناة التى واجهها أهل السودان انقشعت بحمدالله نتيجة لدخول كهرباء سد مروى الذى لن يواجه الإطماء بالقدر الذى يواجهه سد الروصيرص كما ان التحكم فى تخزين المياه بنهر النيل ليس كما أعتباراته بالنيل الازرق وزادت أيضاً ماكينات التوليد الحرارى ودخلت الكثير من المحطات الجديدة. وهذا الصيف هو الآول الذى تدخله هيئة الكهرباء بلا نقص فى التوليد بل ويفيض عن الحاجة فى بعض الأوقات ولكن التحدى الذى يواجه هيئة الكهرباء كيف يمكن معالجة اعطال شبكات التوزيع وبالسرعة والكفاءة المطلوبتين إذ انقطاع الكهرباء عن المستفيد من الخدمة واحد لنقص التوليد او العطل بشبكة التوزيع وعلى هيئة الكهرباء أن تواجه أعطال التوزيع باجراءات كفؤة وبكوادر مقتدرة إذ يعانى من ينقطع التيار الكهربائى عن موقعه من قلة مكاتب الطوارئ وكثرة البلاغات عليها وقلة عربات الطوارئ التى تستجيب لاصلاح العطل فى غالب الآحيان بعد ساعات طويلة بعد الإبلاغ . وعلى إدراة الكهرباء إحداث ثورة حقيقية فى أقسام الطوارئ اولاً بالوجود الدائم للمهندسين فيها وباعادة النظر فى الفرق المتنقلة التى لابد أن يكون فيها على الأقل تقنى كهرباء إن لم يكن آحد المهندسين فترك إصلاح الآعطاب للعمال فقط ربما يعطل عمليات الاصلاح لبعض الوقت من تقدير الموقف وسرعة التصرف والقرار الحاسم الذى يتخذ فى موقع العطب لا العودة لقسم الطوارئ للحصول على القرار . تستطيع هيئة الكهرباء آن تحاصر أعطال شبكات التوزيع بأن تقدم أفضل ماعندها باجراءات ادارية يسيرة خاصة وآنها تشهد استقراراً ادارياً يقوده المهندس بشرى عبدالله جادالله أحد الرموز المشرفة التى عملت بهذا المرفق لما يزيد عن الثلاثين عاماً تدرج فى سلم المهندسين عارفاً باسراره الفنية والمالية يعمل فى صمت لايخاصم ولا يزاحم ويتفانى فى أداء واجبه.