النعمان حسن لدغة عقرب عفواً استميحكم العذر ان كانت اليوم لدغة الحزن المعذرة أيها الاخوة والأحباب ان أجبرتني الظروف لأتغيب عنكم أيام وأستميحكم العذر ان كنت أخص هذه المساحة دون اذنكم للتعبير عن (لدغة الحزن) التي انتابتني والأسرة والأهل في الايام الماضية ونحن نودع شقيقتي الكبرى وعميدة الأسرة والتي نفذ فيها قضاء الله وقدره بعد معاناة من المرض بعد رحلة (استشفاء) لمسنا فيها كل معاناة المرض الطبية والمالية ولعله سبحانه تعالى كان أكثر رحمة ورأفة بها عندما اختارها لجواره فكتب بذلك نهاية لمعاناتها كلما لمسها طبيب او ممرض وان كان رحيلها مذق قلوبنا وحزنا لفراقها الى حين ان نلتقي بها في رحاب دنيا أوسع وأرحم من هذه الدنيا الفانية التي أصبح المواطن فيها سلعة تجارية دون رحمة. سعاد (كبيرتنا) التي رحلت عنا وهي في الثمانينات من العمر شقيقتنا الكبرى وهي عميدة الاسرة منذ ان رحل عنا رحمة الله عليهما والدي ووالدتي فكانت هي الأب والأم وكانت الصديق والحبيب العطوف والراعي لكل أفراد الاسرة. اشهد الله ان دموعنا التي ذرفناها عليها لم تكن الا قطرة أمام دموع الاهل بشمبات حيث قضت أكثر من نصف قرن فيها بينهم وتحت رحابهم ولم تكن أكثر من لمحة الحزن مقارنة بالحزن الذي لمسناه لدى الاسر الكريمة التي جمع بينها وبينهم النسب من تزاوج بناتها وأبنائها بقامات أسر عريقة فاقتنا في حبها للفقيدة فكان فخر لنا يوم رحيلها ان تكون محل تقدير هذه الاسر الكريمة وكان هذا بمثابة شهادة لها لطيب معشرها وسمو خلقها وعلاقاتها. سعاد أنجبت وأحسنت الانجاب ربت فأحسنت نشأة اولادها وبناتها والذين بلغوا أعلى مراحل التأهيل والعلم ونموذجا لحسن السلوك فتركت بعد رحيلها ارثاً من الابناء والبنات سيظلوا عنواناً لخلودها في ذاكرة الاسرة وتاريحها فرحلت والبسمة لا تفارق شفاهها ثقة منها في انها ستبقى خالدة بهذا الارث الذي خلفته بعد رحيلها. مجموعة من الأبناء والبنات كبيرهم عادل فضل عبدالقادر من أوائل من تأهلوا مهندسين للاتصالات ثم الدكتور عمادالفضل (كما يعرف نفسه) الذي جمع بين الطب والادب والفن فأبدع طبيباً خاصاً برحمة الله عليه الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أميرالمدينة المنورة وأبدع شاعراً له عشرات الدواوين وملحناً تغنى كبار الفنانين بأشعاره وألحانه ورقماً كبيراً في مجال الاعلام الفني والمنظمات الاجتماعية وليسير على دربه الدكتور اخضائى الأسنان الآن في مستشفيات المملكة السعودية محمد فضل وليأتى ختام الاولاد مسك كما يقول المثل لتنجب سعاد توأمين حامد وشاكر نهلا العلم حتى آخر مراحله وعملا مهندسين وفنيين في أكبر المؤسسات في صناعة المكيفات ومصانع الدقيق ولكن قبل هذا كونوا منظمة (معا من أجل الخير) تقف خلف كل محتاج بقدر المستطاع وكان اهم انجازها تكريمها ورعايتها للمبدع النور الجيلانى متعه الله بالصحة والعافية. اما من البنات فلقد أنجبت من تبوأن أرفع المناصب الاستاذة عمرة في مجال التعليم مربية ومشرفة على التعليم النسائي بالخرطوم بحري وسناء فضل الادارية المميزة بالمجلس الوطني كما انجبت ربات بيوت مميزيات علوية وعنايات وعفاف وسهير وأماني لهذا ستبقى سعاد وان رحلت وجوداً في الأسرة رغم رحيلها بمن أنجبت وربت وخلفت. سبحانك اللهم ربنا القادر على كل شئ مالك الكون وواهب الرحمة والغفران.. هذه سعاد ندعو لها مبتهلين ان تتولاها برحمتك يا أرحم الراحمين ولتسكنها فسيح جناتك يا أكرم الاكرمين ووداعاً سعاد في رحاب الأمن والأمان الى حين نلتقي.. إنا لله وإنا اليه راجعون